عنصرية فرنسا في التعامل مع القضايا العربية: مقارنة بين سوريا وغزة

تدعي فرنسا أنها تدافع عن حقوق الإنسان وتروج لمبادئ الديمقراطية في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، عند النظر إلى سياساتها تجاه القضايا العربية، يتضح وجود ازدواجية في المعايير وعنصرية واضحة في تعاملها مع الدول العربية مقارنة بدعمها غير المشروط لإسرائيل. في هذا المقال، سنستعرض الفرق بين تعامل فرنسا مع سوريا والمذكرة التي أصدرتها ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وتعاملها مع غزة ودعمها لإسرائيل.

 التعامل الفرنسي مع سوريا

أصدر القضاء الفرنسي مؤخرًا مذكرة توقيف ضد الرئيس السوري بشار الأسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان. هذا القرار يعكس نهج فرنسا العدائي تجاه النظام السوري، ولكن يتوجب علينا النظر في السياق الأوسع لفهم دوافع هذا القرار.

- **المزاعم ضد الأسد**: استندت المذكرة الفرنسية إلى اتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين. ورغم أن تقارير الأمم المتحدة لم تقدم أدلة قاطعة تربط الأسد بشكل مباشر بهذه الهجمات، إلا أن فرنسا مضت قدماً في ملاحقته، مما يثير تساؤلات حول دوافعها الحقيقية.

- **العزلة الدولية**: يبدو أن هذا القرار جزء من استراتيجية فرنسية تهدف إلى زيادة عزلة سوريا دوليًا، وتقويض نظام الأسد في إطار محاولات لدعم المعارضة السورية والفصائل المناهضة للحكومة.

 التعامل الفرنسي مع غزة ودعمها لإسرائيل

على النقيض من موقفها تجاه سوريا، تظهر فرنسا دعماً غير مشروط لإسرائيل، حتى في ظل الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في غزة.

- **العدوان على غزة**: شنت إسرائيل عدة حروب على قطاع غزة، أسفرت عن آلاف القتلى والمصابين من المدنيين، وتدمير كبير للبنية التحتية. على الرغم من هذه الانتهاكات، لم تتخذ فرنسا أي إجراءات قانونية أو دبلوماسية صارمة ضد المسؤولين الإسرائيليين.

- **السياسة الفرنسية**: تستمر فرنسا في دعم إسرائيل في المحافل الدولية، مما يعزز موقف إسرائيل ويتيح لها الإفلات من المحاسبة على انتهاكاتها. تعكس هذه السياسة التحيز الفرنسي الواضح تجاه إسرائيل على حساب حقوق الفلسطينيين.

 ازدواجية المعايير والعنصرية

تعكس السياسات الفرنسية تجاه سوريا وغزة ازدواجية المعايير والعنصرية في التعامل مع القضايا العربية.

- **الانتقائية في العدالة**: تظهر فرنسا انتقائية واضحة في تطبيق العدالة الدولية، حيث تلاحق القادة العرب بتهم جرائم الحرب بينما تتجاهل الانتهاكات الإسرائيلية الواضحة لحقوق الإنسان.

- **التأثير السياسي**: تتأثر القرارات الفرنسية بالتحالفات السياسية والاستراتيجية، مما يثير تساؤلات حول نزاهة ومصداقية السياسة الفرنسية في التعامل مع القضايا الدولية.

يكشف التعامل الفرنسي مع سوريا وغزة عن ازدواجية المعايير والعنصرية في سياستها الخارجية. بينما تسعى فرنسا لملاحقة الرئيس السوري بشار الأسد بتهم جرائم الحرب، تتجاهل الانتهاكات الإسرائيلية في غزة وتستمر في دعم إسرائيل دون أي محاسبة. لتحقيق العدالة الحقيقية، يجب على فرنسا ودول العالم التعامل بموضوعية وتطبيق معايير موحدة على جميع الدول والمسؤولين، بعيداً عن المصالح السياسية والاستراتيجية.

Comments

Popular posts from this blog

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟

وجهة نظر فتاة من غزة حول أحداث لبنان وتأثيرها على غزة

حماس: "الحكم" الذي جرّ غزة إلى الحرب