حماس: "الحكم" الذي جرّ غزة إلى الحرب

أكتب هذه الكلمات وأنا أحاول أن أفهم، ربما بجرعة من السخرية المريرة، كيف وصلت غزة إلى هذا الوضع الكارثي. تحت حكم حماس، تحولت مدينتي الجميلة إلى ساحة حرب لا نهاية لها. لنكن صريحين، كل ما يقال عن "الحكم الرشيد" لحماس ليس إلا وهمًا، وسخريتي ليست من فراغ، بل من واقع نعيشه كل يوم.

هل سمعتم عن "حماس: من المقاومة إلى الحكم"؟ هذا هو العنوان الذي أرادوا أن يصدق العالم به، لكن الحقيقة أننا انتقلنا من المقاومة إلى المأساة. ليس حكمًا، بل فوضى. حماس التي وعدتنا بالحرية والمقاومة، جلبت لنا الدمار والخراب. كل قرار اتخذته منذ أن سيطرت على غزة كان كالقنبلة، ينفجر في وجهنا، وليس في وجه "العدو".

غزة تحت حكم الفشل الذريع

أين التنمية؟ أين الوظائف؟ أين الاستقرار؟ كل ما حصلنا عليه هو الحصار، القصف، والدمار. تحت حكم حماس، غزة تحولت إلى معسكر كبير. لا حديث عن بناء اقتصاد، أو تعليم، أو حياة كريمة. فقط حديث عن الصواريخ والأنفاق والحرب التي لا تنتهي. ومن يدفع الثمن؟ نحن، الناس العاديون الذين لا نملك سوى الأمل في يوم أفضل.

كلما قررت حماس إطلاق صاروخ، تعرف أن الرد سيأتي على شكل طائرات حربية تدمّر كل ما بنيناه. ومع ذلك، يستمرون في نفس المسار، وكأنهم ينتظرون معجزة لن تأتي. بدلاً من بناء مستقبل، يتفننون في صناعة المزيد من الأعداء والمزيد من الدمار. هل هذا هو "الحكم" الذي وُعدنا به؟ أين القيادة الحكيمة التي تضع مصلحة الشعب أولاً؟

الحرب ليست بطولة، بل عبء علينا

حماس قدّمت الحرب وكأنها بطولة، لكنها في الحقيقة عبء ثقيل على كاهل أهل غزة. تحت ستار "المقاومة"، جلبت الحرب بدمارها، وجعلت من غزة ساحة لتصفية حسابات إقليمية ودولية. لا أستطيع إلا أن أسخر من تلك الخطابات التي تُلقى من مخابئ آمنة، بينما نحن نحترق تحت القصف، ونعاني من الحصار والجوع.

لقد حولوا غزة إلى سجن كبير، ليس فقط بسبب الحصار الإسرائيلي، بل أيضًا بسبب سياساتهم التي قتلت أي أمل في حياة أفضل. لا فرص، لا مستقبل، ولا أمان. فقط وعود كاذبة بأن النصر قريب، في حين أننا نغرق أكثر في مستنقع الحرب.

حماس... هل تعيشون في نفس غزة التي نعيش فيها؟

أتساءل أحيانًا، هل قادة حماس يعيشون في نفس غزة التي نعيش فيها؟ هل يرون الدمار؟ هل يشعرون بالخوف الذي يسكن قلوب الأطفال؟ هل يعون حجم الكارثة التي تسببوا بها؟ أم أنهم مشغولون في حسابات سياسية لا تمت لواقعنا بصلة؟

من السهل أن تتحدث عن المقاومة وأنت في مأمن، بعيد عن الخطر الحقيقي. لكن ماذا عنّا؟ نحن الذين نعيش في وسط هذا الجحيم اليومي؟ نحن الذين نخسر بيوتنا وأحلامنا؟ كيف يمكن أن يستمر هذا الحكم الذي لا يجلب لنا سوى المزيد من الألم؟

غزة تستحق أفضل من هذا

غزة، هذه المدينة الصامدة، تستحق أن تحكمها قيادة تضع مصلحة الشعب أولاً، قيادة تبحث عن حلول حقيقية، لا عن مغامرات عسكرية تقودنا إلى الهاوية. لقد خذلتنا حماس، ليس لأنها فشلت في الحرب فقط، بل لأنها فشلت في الحكم، فشلت في إعطائنا حياة كريمة ومستقبل يستحقه أطفالنا.

لقد أصبحت حماس رمزًا للخراب، بدلاً من أن تكون رمزًا للمقاومة. وما يجري في غزة اليوم هو نتيجة مباشرة لقراراتها الكارثية.

Comments

Popular posts from this blog

حماس: بين الوعد والمأساة

ماذا لو لم تقم حماس بطوفان 7 أكتوبر؟

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟