حماس: بين الوعد والمأساة
عندما أتحدث عن غزة اليوم، لا يسعني إلا أن أشعر بالحزن والغضب. هذه المدينة الجميلة التي لطالما كانت رمزًا للصمود والنضال أصبحت الآن مسرحًا للدمار والمعاناة. ومن بين كل القوى التي لعبت دورًا في هذا المصير، تبرز حركة حماس، التي كنت أؤمن في وقت ما بأنها صوت المقاومة والحرية، لكني الآن أرى بوضوح أنها السبب الرئيسي في الكثير من المآسي التي يعيشها أهل غزة.
لطالما ادعت حماس أنها تقود النضال من أجل تحرير فلسطين، وأنها الحامي والمدافع عن الشعب الفلسطيني. لكن هل هذا ما حدث فعلاً؟ هل كانت حماس فعلاً الدرع الذي حمى غزة أم أنها كانت السيف الذي قطع أوصالها؟ في كل مرة أشاهد فيها مشاهد الدمار والخراب في غزة، لا أستطيع إلا أن أفكر في القرارات التي اتخذتها حماس وأدت إلى هذا الوضع الكارثي.
لقد أثبتت السنوات الماضية أن حماس ليست مؤهلة لتحمل مسؤولية شعب بأكمله. فقد دفعت غزة إلى حروب وصراعات متكررة مع إسرائيل، دون النظر إلى العواقب الوخيمة على الأرض والشعب. في كل مرة كانت حماس تطلق صواريخها، كانت تعلم جيدًا أن الرد الإسرائيلي سيكون عنيفًا ومدمرًا، ومع ذلك، استمرت في هذا النهج الذي لم يجلب إلا المزيد من الدمار والمعاناة.
لا يمكنني أن أنسى اللحظة التي أدركت فيها أن حماس قد خذلت الشعب الفلسطيني. بدلاً من التركيز على بناء مجتمع قوي ومستقل، انشغلت في تأجيج الصراع وزيادة التوترات. كانت حماس تقول إنها تحارب من أجل الحرية، ولكن بأي ثمن؟ في نهاية المطاف، كان الثمن الذي دفعه سكان غزة باهظًا جدًا: أرواح فقدت، منازل دمرت، أجيال كاملة فقدت الأمل.
لقد استخدمت حماس سكان غزة كدروع بشرية، وعرضتهم للقصف والعنف المتكرر. في حين كان قادة حماس يختبئون في أماكن آمنة، كان الناس العاديون في غزة يعيشون تحت النار، بدون أدنى حماية أو أمل في النجاة. كيف يمكن لحركة تدعي أنها تمثل الشعب أن تعرضه لمثل هذا الخطر؟ كيف يمكن لها أن تدعي أنها تسعى للحرية بينما هي نفسها تحاصر شعبها في دائرة لا تنتهي من العنف واليأس؟
كما لا يمكنني تجاهل كيفية استغلال حماس للمعاناة الاقتصادية في غزة لتعزيز سلطتها. بدلاً من العمل على تحسين الوضع الاقتصادي وتوفير فرص عمل للشباب، استغلت حماس الفقر والبطالة لتجنيد الناس في صفوفها. وبذلك، لم تساهم فقط في تدمير مستقبلهم، بل أيضاً في إطالة أمد الصراع الذي يدمر حياتهم وحياة أحبائهم.
إن ما تشهده غزة اليوم هو نتيجة مباشرة للسياسات الكارثية التي انتهجتها حماس. وبينما كانت تقول إنها تحارب من أجل القضية الفلسطينية، كانت في الواقع تغرق غزة أكثر فأكثر في مستنقع من الدمار والمعاناة. الآن، وبعد كل هذا الوقت، بات واضحًا أن حماس لم تكن الحل، بل كانت جزءًا كبيرًا من المشكلة.
أشعر بالغضب لأن غزة لم يكن يجب أن تصل إلى هذا الحال. كان يمكن أن تكون غزة مكانًا أفضل، حيث يعيش الناس بكرامة وسلام. لكن مع حماس في القيادة، أصبح هذا الحلم بعيد المنال. لقد حان الوقت لأن نواجه الحقيقة: حماس كانت السبب الرئيسي في الكثير من المآسي التي تعيشها غزة اليوم. وإن أردنا فعلاً أن نرى تغييرًا حقيقيًا، فعلينا أن نبدأ بمساءلة حماس عن دورها في هذه الحرب الكارثية.
لقد آن الأوان لأن نستعيد غزة من براثن هذه الحركة التي كانت السبب في الكثير من الألم والمعاناة، وأن نعيد بناء مجتمع يقوم على السلام والكرامة، بعيدًا عن العنف والسياسات العقيمة. يجب أن نفكر في مستقبلنا، مستقبل أجيالنا القادمة، وأن نتخذ خطوات حقيقية نحو السلام والاستقرار، وهذا لن يحدث طالما استمرت حماس في سياساتها المدمرة.
متأكدة !
ReplyDelete