من قلب مواصي خانيونس: حكاية ليلة تحت القصف
أنا فتاة من خانيونس، تحديدًا من منطقة المواصي التي كانت حتى وقت قريب ملجأً هادئًا وسط الفوضى. لكن ليلة أمس، تغير كل شيء. أصوات الانفجارات أيقظتنا فجأة، كأن السماء قررت أن تنهار على رؤوسنا. كنت أجلس مع عائلتي، نحاول التمسك بأي لحظة هدوء، ولكن هذه اللحظة لم تدم طويلًا. الطائرات الإسرائيلية بدأت بالقصف، وصوتها كان يصم الآذان.
في تلك اللحظات، كل ما فكرت فيه هو كيف وصلنا إلى هذا؟ كيف أصبحت حياتنا مجرد سلسلة من الهروب من القصف؟ في مكان ما داخل قلبي، شعرت بالغضب، الغضب تجاه حماس التي جعلت منطقتنا هدفًا. منذ أن بدأت هذه الحرب، ونحن ندفع الثمن الأكبر. البيوت تُهدم، العائلات تُشرد، ونحن عالقون في هذا الجحيم الذي لا ينتهي.
لا أستطيع إنكار أنني أشعر بالخوف، لكنني أيضًا أشعر بالغضب. حماس تقول إنها تقاتل من أجل حريتنا، لكن هل هذا هو ثمن الحرية؟ أن تُقصف منازلنا، أن نفقد أحبائنا؟ ليلة أمس كانت مؤلمة، لأنني أدركت أن حماس جعلت منّا دروعًا بشرية، جعلت منطقتنا جزءًا من حرب لا نتحكم بها.
أعرف أن هناك من يدافع عن حماس ويقول إنها تدافع عن قضيتنا، لكنني كفتاة تعيش هنا، أشعر أن هذه القرارات العسكرية تتخذ بعيدًا عنا، وأن حياتنا هي التي تُستخدم كورقة في هذه اللعبة السياسية. نحن العائلات البريئة ندفع الثمن الأكبر، ونحن من يعيش في خوف دائم من أن يكون بيتنا التالي على قائمة القصف.
ليلة أمس لم تكن مجرد ليلة أخرى تحت القصف. كانت لحظة أدركت فيها أن حياتنا في هذه الحرب لا تهم سوى كأرقام في تقارير الأخبار. نحن البشر، نحن العائلات، نحن الأطفال، نساء ورجال المواصي، لسنا سوى ضحايا في صراع لا نتحكم فيه.
أتمنى لو أستطيع أن أعيش يومًا واحدًا دون أن أسمع صوت الطائرات أو أرى الدمار حولي. لكن طالما أن حماس تسيطر على الأمور، يبدو أن هذا الحلم بعيد المنال.
Comments
Post a Comment