هل حماس هي السبب في الحرب.. من قلب مخيم دير البلح نرصد لكم المعاناة
أكتب هذه الكلمات وأنا أجلس في مخيم دير البلح، محاطة بالدخان والدمار، متسائلة: كيف وصلنا إلى هذا الوضع؟ أنا فتاة من غزة، عشت حياتي في هذا المخيم، ومع كل يوم جديد، أرى حلم السلام والأمان يتلاشى بعيدًا. اليوم، أجد نفسي ألوم حماس على ما نمر به، لأنها السبب في هذه الحرب التي لم تكن نهايتها في الأفق.
لم يكن أحد منا يريد الحرب، ولم نطلب أن نكون ضحايا لصراعات سياسية وأجندات خارجية. حماس، التي كانت تدّعي أنها تدافع عن القضية الفلسطينية وعن حقنا في الحرية، جرتنا إلى هاوية لا نرى فيها سوى الألم والخسارة. منذ أن بدأت الحرب، لم نعد نعيش، بل أصبحنا نحاول البقاء على قيد الحياة في ظل القصف والجوع والخوف الذي يطاردنا في كل لحظة.
الحرب لم تخدمنا، بل دمرتنا
عندما انطلقت حماس فيما تسميه "المقاومة"، كانت تعرف أن هذا سيجلب الدمار لغزة. لقد رأت كيف ترد إسرائيل على الهجمات، وكيف أن كل ضربة توجهها حماس تأتي برد فعل أعنف. من يدفع الثمن في النهاية؟ نحن، سكان غزة. نحن الذين نفقد منازلنا وأحباءنا، نحن الذين نعيش في المخيمات وسط ظروف لا تطاق.
في مخيم دير البلح، الحياة أصبحت كابوسًا. ليس هناك مكان آمن، ولا طعام يكفي الجميع. الخوف من الموت أصبح جزءًا من يومياتنا، وكل صوت في الليل يحمل معه احتمال الهجوم أو القصف. كيف يمكن أن نقبل أن هذه هي حياتنا؟ كيف يمكن أن نعيش وكأن هذا الوضع طبيعي؟
أين القادة؟
بينما نحن نعيش هذه المأساة، أين هم قادة حماس؟ أين أولئك الذين قالوا إنهم سيحموننا ويحرروننا؟ أراهم يتحدثون من مواقع آمنة، بعيدين عن الخطر، بينما نحن هنا نتحمل عواقب قراراتهم. إنهم يختبئون خلف كلمات كبيرة مثل "المقاومة" و"النضال"، لكنهم يتركوننا نتحمل القصف والدمار.
نعم، كلنا نريد الحرية، لكن بأي ثمن؟ هل ثمن الحرية هو أن نرى مدينتنا تدمر، أن نخسر أرواح أطفالنا؟ أليس من الممكن أن يكون هناك طريقة أخرى لتحقيق أهدافنا دون أن نكون وقودًا لهذه الحرب؟
غزة تستحق أفضل
غزة، هذه الأرض التي أحبها وأعيش فيها، تستحق أفضل من هذا. تستحق أن تكون مكانًا يمكن فيه للناس أن يعيشوا بسلام، أن يبنوا مستقبلًا لأبنائهم، لا أن يكونوا دائمًا ضحايا للحروب. حماس لم تعطنا هذا الأمل، بل أخذته منا. لقد وضعتنا في خط النار، وجعلتنا ندفع الثمن.
أكتب هذه الكلمات ليس فقط لأعبر عن غضبي، بل لأقول للعالم إننا نستحق حياة أفضل. نحن في غزة لا نريد أن نكون جزءًا من هذه الصراعات السياسية، نريد فقط أن نعيش بسلام.
Comments
Post a Comment