يوميات فتاة من غزة تحت الأمطار: الملاذ الوحيد تحول إلى سجن رطب

أنا رنيم، فتاة من غزة، أعيش في خيمة صغيرة مع عائلتي بسبب الحرب. في هذه الأيام، تتساقط الأمطار بغزارة، ويصبح الوضع أكثر صعوبة. كلما هطلت الأمطار، أشعر بالخوف من أن تغمرنا المياه. الخيمة، التي كانت ملاذاً لنا، تتحول إلى سجن رطب.

أستيقظ في الصباح على صوت الأمطار تتراقص على قماش الخيمة. أحياناً، أستطيع سماعها تخترق صمتي، وكأنها تهمس لي بأن اليوم سيكون صعباً. عندما تتدفق المياه إلى الداخل، أجد نفسي أحاول مجدداً تجفيف ما يمكن تجفيفه. ملابسي، وأشيائي، وكل ما أملك يتبلل، ويزداد شعوري بالعجز.

تراودني ذكريات المدرسة، حيث كنت أحب الدراسة وأحلم بمستقبل أفضل. لكن الآن، أجد نفسي عالقة هنا، مع الخوف والقلق يرافقاني كل لحظة. أنظر إلى أصدقائي الذين تفرقوا في ظل هذه الظروف، وأتمنى لو كنا نلعب معاً مرة أخرى.

في بعض الأحيان، أخرج لأساعد والدتي في جمع المياه المتساقطة أو ترتيب الأشياء. نشعر معاً بأننا في معركة لا تنتهي، وكل يوم يمثل تحدياً جديداً. لكن رغم كل شيء، لا أفقد الأمل. هناك لحظات صغيرة تذكرني بأن الحياة تستمر، مثل ضحكة إخوتي أو حديث الجيران عن أحلامهم.

أحلم بيومٍ تتحسن فيه الأمور، وتكون لدينا خيمة أكثر أماناً، أو حتى منزل. أحلم بالذهاب إلى المدرسة مجدداً، حيث أستطيع أن أحقق أحلامي. الأمطار قد تجلب الحزن، لكنني أؤمن بأن الشمس ستشرق يوماً ما، وسنستطيع الخروج من هذا الظلام.

Comments

Popular posts from this blog

حماس: بين الوعد والمأساة

ماذا لو لم تقم حماس بطوفان 7 أكتوبر؟

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟