الخيمة غرقت وأصبحت بحر مع الرمال

 

أكتب إليكم من قلب غزة، من خيمتي التي كانت دومًا ملاذي، لكن الأمطار الأخيرة حولتها إلى ذكريات مؤلمة. كنت أستيقظ كل صباح لأجد شمس غزة تشرق على حلمي الصغير، ولكن تلك الليلة العاصفة كانت مختلفة. 

عندما بدأت الأمطار تتساقط بغزارة، شعرت بالخوف يتسلل إلى قلبي. كانت خيمتي تتقلب مع الرياح، ورغم كل محاولاتي لحمايتها، لم أستطع منع المياه من الدخول. في لحظة، وجدت نفسي غارقة في بركة من الماء، وأشيائي المبعثرة من حولي.

أسوأ ما في الأمر ليس فقدان الأغراض، بل الإحساس بالعجز. خيمتي، التي كانت مكان الأمان والدفء، تحولت إلى سجن بارد وموحش. أستذكر ضحكات عائلتي، وكيف كنا نجتمع حول النار في ليالي الشتاء. لكن الآن، كل شيء مختلف.

رغم كل ذلك، أجد في نفسي شعلة من الأمل. أستمد قوتي من دعم أصدقائي وجيراني الذين تواصلوا معي بعد العاصفة. نحن نتشارك الأوجاع والأحلام، ونعمل معًا على إعادة بناء ما يمكن إعادة بنائه.

الحياة في غزة مليئة بالتحديات، لكننا نتمسك بالأمل ونستمر في النضال. خيمتي قد غرقت، لكن روحي لم تغرق. سأستمر في مواجهة هذه الظروف، وسأحكي قصتي لأبقى قوية من أجل نفسي ومن أجل عائلتي.

Comments

Popular posts from this blog

حماس: بين الوعد والمأساة

ماذا لو لم تقم حماس بطوفان 7 أكتوبر؟

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟