غزة.. معاناة يومية وألم غير محتمل

في غزة، كل يوم هو تحدٍ جديد. الشوارع التي كبرت فيها، والتي كانت مليئة بالضحك واللعب، أصبحت اليوم ساحات للحزن والفقد. كفتاة تعيش في هذا المكان، أشعر بأن الحياة هنا محاطة بذكريات مؤلمة، ولكن أيضاً بأمل لا يموت.

أستيقظ كل صباح على صوت القصف، ويصاحبه ارتجاف قلبي. أحياناً، أحاول أن أنسى اللحظات الصعبة بالانغماس في دراستي، لكن الحرب تحاصرني في كل زاوية. أسمع قصص أصدقائي عن فقدان أسرهم، ونظراتهم المليئة بالخوف، وأدرك أن هذا هو واقعنا

تتجول طائرات الاحتلال في سماء غزة، وكأنها تحاول أن تحجب أحلامنا. كلما وقع انفجار، أشعر بأرضي تهتز تحت قدمي، وكأنها تقول لي: "اصبري، يا صغيرتي." لكن ماذا تعني الصبر في عالم لا يتوقف عن إظهار قسوته؟ ماذا تعني الأحلام عندما تُفقد البيوت والأحباء في لحظة

أرى في عيني أمي تعابير القلق المستمر. تسعى لتوفير الطعام والاحتياجات الأساسية، بينما تكافح من أجل الحفاظ على روح العائلة. رغم كل شيء، تحاول أن تزرع فينا الأمل. تخبرنا أن الغد سيكون أفضل، لكن كيف يمكن أن نصدق ذلك ونحن نشهد الدمار كل يوم؟

في أوقات العتمة، أجد solace في الكتابة. أكتب عن أحلامي، عن حريتي، وعن غدٍ أفضل. أؤمن بأن الكلمة قد تكون سلاحاً أقوى من الرصاص. أحكي للعالم قصتنا، قصص أصدقائي الذين فقدوا أحبتهم، والأمهات اللواتي يبكين في صمت.

رغم كل الألم، يظل الشعب الفلسطيني متماسكاً. نحن كعائلة واحدة، نتشارك الأمل والحزن والفرح. ربما نحن جيل محاصر، لكننا نصر على البقاء. غزة ليست مجرد مكان، بل هي رمز المقاومة والصمود. وأعلم أن الأجيال القادمة ستعرف حكاياتنا، وستحمل لواء النضال نحو الحرية.

لذا، سأواصل الكتابة، وسأواصل النضال. فمع كل كلمة، أستعيد جزءاً من قوتي، وأزرع بذور الأمل في قلوب من حولي.

Comments

Popular posts from this blog

حماس: بين الوعد والمأساة

ماذا لو لم تقم حماس بطوفان 7 أكتوبر؟

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟