من قلب غزة: صوت فتاة تعبر عن معاناة النساء في ظل الحصار والحرب

أنا فتاة من غزة، أعيش تحت الحصار والقصف اليومي، أكتب لكم هذه الكلمات من قلب الألم والمعاناة التي تمر بها نساء مدينتي. قد تكون كلماتي بسيطة، لكنها تأتي من قلب مليء بالآلام والتحديات التي تواجهها كل امرأة هنا. في غزة، ليست الحرب فقط هي ما يؤلمنا، بل كل لحظة نعيشها تحت ضغط الحياة اليومية التي لا ترحم.

نحن النساء في غزة نحمل على عاتقنا الكثير. عندما يدوي صوت القصف، نقف صامدات بجانب أطفالنا، نحاول تهدئتهم بينما قلوبنا ترتعش من الخوف. نحتضنهم بحناننا، نحاول أن نخفي قلقنا، لكن كيف يمكننا أن نخفي تلك المخاوف التي تنهش أرواحنا عندما نشعر بأننا قد لا نرى النور غدًا؟!

كل يوم نخرج من بيوتنا بحثًا عن الماء والكهرباء والمواد الأساسية. هذه الأشياء التي تبدو بديهية للآخرين، صارت حلمًا بعيد المنال لنا. نقف في الطوابير لساعات طويلة من أجل شراء الخبز أو الوقود. أشاهد النساء حولي، بوجوههن الشاحبة التي تخفي وراءها قصصًا من الصبر والقوة. لقد أرهقنا البحث المستمر عن حياة كريمة في ظل ظروف مستحيلة.

أما الأمهات في غزة، فهن بطلات حقيقيات. في كل مرة يُسمع صوت الطائرات في السماء، تجتهد الأمهات لتهدئة أطفالهن، تحاولن إبعاد الرعب عن عيونهم. لكن كيف تستطيع الأم أن تهدئ طفلها بينما هي لا تعلم إن كانت هذه الليلة ستكون ليلتها الأخيرة؟ كيف يمكن لها أن تكون قوية بينما هي تشعر بالعجز والخوف من المجهول؟

النساء في غزة يتحملن مسؤولية المنزل والأسرة في ظل غياب الكثير من الرجال بسبب الحرب أو الاعتقال. أصبحنا نحن العمود الفقري للأسر، نعمل ليلًا ونهارًا، سواء في الداخل أو في الشوارع بحثًا عن أي وسيلة لتأمين لقمة العيش لأطفالنا. ورغم كل هذا، ما زلنا نقف بشجاعة، نحاول أن نرسم البسمة على وجوه من حولنا، حتى ولو كانت أرواحنا منهكة.

ولكن ليس الألم والحزن فقط هما ما نحمله في قلوبنا. نحن النساء في غزة نحمل أيضًا الأمل. نعم، نحن نعيش في ظروف صعبة، لكننا لم نفقد إيماننا بأننا سنبني مستقبلًا أفضل لأطفالنا. نعلم أن هذه الحرب لن تدوم إلى الأبد، وأن هذا الحصار سينتهي يومًا ما. ولكن إلى أن يأتي ذلك اليوم، سنظل نقاتل من أجل البقاء، من أجل الحفاظ على كرامتنا، ومن أجل أن نثبت للعالم أن النساء في غزة، رغم كل ما يمر بهن، لن ينكسرن.

هذه رسالتي إلى العالم: نحن هنا، نحن النساء في غزة، نعيش تحت الحرب والحصار، لكننا لم نفقد إنسانيتنا. نطلب منكم أن تستمعوا إلى أصواتنا، أن تفهموا معاناتنا، وأن تقفوا بجانبنا في هذا النضال من أجل الحياة والكرامة.

Comments

  1. Thinking about you Miss Ranem, everyday your running through my mind. Is she safe today? Did she survive another day. Yes she's still here on my phone thank God. The whole world sees your struggle Miss Ranem. Stay safe I look forward to reading more.

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

حماس: بين الوعد والمأساة

ماذا لو لم تقم حماس بطوفان 7 أكتوبر؟

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟