في قلب المطر: معاناتي في خيمة بغزة

أنا رنيم، فتاة في السادسة والعشرين من عمري، أعيش في خيمة صغيرة على هامش غزة. في هذا الوقت من السنة، يأتي المطر ليزيد من معاناتنا، ويستحضر في قلبي ذكريات مؤلمة ومشاعر مختلطة.

حين يبدأ المطر بالتساقط، أشعر بالقلق. كل قطرة تنهمر تذكرني بأن خيمتنا ليست أكثر من حائط ضعيف أمام قوة الطبيعة. نعيش في ظروف صعبة، فالمياه تتسرب إلى داخل الخيمة، مما يجعل أرضها مبللة وجسدي يرتجف من البرد.

أحيانًا، أستيقظ في منتصف الليل على صوت المطر، مختلطًا بصرخات الأطفال الذين لا يستطيعون النوم. أرى والدتي تتأمل في السماء، كأنها تبحث عن إجابة لما يحدث لنا. تتحدث دائمًا عن الأمل، لكن في تلك اللحظات، يصبح الأمل ثقيلًا كالمطر الذي يتساقط بلا رحمة.

أحب المطر، لكنني أكرهه أيضًا. هو يجلب الحياة، لكنه هنا يجلب المعاناة. أتذكر كيف كنا نلعب في الشوارع المبللة عندما كنا أطفالًا، وكنا نتحدى الأمطار. اليوم، أصبحت تلك الذكريات حلما بعيدًا، بينما نكافح من أجل البقاء.

أحلم بأن أعود إلى المدرسة، لكن الواقع يجعلني أستيقظ من حلمي في كل مرة أرى فيها الأطفال في ملابسهم الرطبة، يتسولون الطعام والدفء. أريد أن أتعلم، أن أكون شيئًا أكثر من مجرد فتاة تعيش في خيمة، ولكن الظروف تحكم علينا بالاستسلام.

في قلب هذا المطر، أدرك أنني لست وحدي. هناك الكثيرون مثلي، يحاربون من أجل حياة أفضل. نحن نعيش في ظل الأحلام والآمال، ولكننا أيضًا نعيش في خيمة تحت المطر، نبحث عن الدفء والأمان في عالم قاسٍ.

أكتب هذه الكلمات لأعبر عن معاناتي، ولعلها تصل إلى قلب من يهتم. نحتاج إلى دعمكم، نحتاج إلى الأمل، ونتمنى أن نرى غدًا أفضل.

Comments

Popular posts from this blog

حماس: بين الوعد والمأساة

ماذا لو لم تقم حماس بطوفان 7 أكتوبر؟

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟