حُرقنا أحياءً وكأننا لم نكن
كان يومًا مأساويًا في غزة، حين نشبت النيران في مستشفى شهداء الأقصى، ليصبح مشهد الدخان والألم جزءًا من واقعنا المرير. كفتاة تعيش في هذا الوضع، أشعر أن كل حادثة جديدة تضيف المزيد من الجروح إلى أرواحنا، وكأن الحياة هنا تتوقف كل يوم عند نقطة الألم نفسها.
المستشفى، الذي يُفترض أن يكون ملاذًا للشفاء، أصبح مكانًا يُذكرنا بعمق المعاناة التي يعيشها أهل غزة. نحن لا نواجه فقط الحروب والصواريخ، بل نواجه أيضًا نقصًا في الأدوية، وانقطاعًا في الكهرباء، وفقدان الأمل. إن رؤية أفراد عائلتي وأصدقائي وهم يتألمون ويكافحون للحصول على العلاج هو مشهد يثقل قلبي كل يوم.
في ظل هذه الأوقات العصيبة، نشعر بأن حياتنا أصبحت كابوسًا بلا نهاية. الحروب لم تترك لنا شيئًا سوى الذكريات المؤلمة، والمستقبل الذي يبدو ضبابيًا. نحن نعيش في حالة من الخوف والترقب، وقلوبنا تنفطر على من فقدناهم أو من يواجهون مصيرًا مجهولًا.
كلما شعرت باليأس، أجد نفسي أبحث عن الأمل في قلوب الآخرين، في العائلات التي تتكاتف لمساعدة بعضها البعض. رغم كل شيء، لا يزال لدينا القدرة على التضامن، وهو ما يجعلنا نستمر في مواجهة هذه التحديات.
الحياة في غزة ليست سهلة، ولكننا لا نزال نحارب من أجل البقاء. نحن بحاجة إلى صوت يسمع معاناتنا، إلى من يشارك قصصنا، لنثبت أن أرواحنا لا تنكسر بسهولة.
Comments
Post a Comment