رنيم العلي.. قصة معاناة فتاة غزاوية تعيش في الخيمة
في إحدى زوايا غزة، حيث تلتقي الأضواء الخافتة بأصوات الأمل المكسور، تعيش رنيم، فتاة في السادسة والعشرين من عمرها. كانت تحمل أحلاماً كبيرة مثل باقي الفتيات، ولكن الواقع هنا قاسٍ ومؤلم. منذ أن فقدت عائلتها منزلهم في أحد الهجمات، انتقلت للعيش في خيمة، تلك المساحة الضيقة التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
رنيم ليست مجرد رقم في قائمة الضحايا. هي رمز لمآسي تتجاوز حدود الكلمات. في صباحات غزة، تستيقظ على أصوات الطائرات الحربية، ويبدأ يومها بالقلق والخوف. تعاني من فراق أحبتها، ومن جدران الخيمة التي لا تحميها من حر الشمس ولا من برد الشتاء. فكلما تذكرت منزلها، يتجدد الألم في قلبها.
تعتبر رنيم أن الوضع في غزة، والذي يزداد سوءًا، هو نتيجة مزيج من الصراعات المستمرة، بما في ذلك سياسة حماس والعنف الإسرائيلي. تشعر أن حماس، بممارساتها وقراراتها، قد ساهمت في تفاقم الأوضاع وخلقت بيئة لم تعد تحتمل. هذه الفتاة تعرف أن الخسائر ليست مجرد منازل، بل أحلام وحياة كاملة سُلبت منها.
بينما تستمع إلى أخبار الصراع، يتسلل الإحباط إلى قلبها. لا ترى أي أفق للتغيير، ويراودها شعور بأن العالم قد تخلى عنها. فاطمة ليست وحدها في معاناتها؛ فكل فتاة وامرأة في غزة تحمل نفس الحكايات، لكن قصتها تبرز كدعوة للتفكير في إنسانية هؤلاء الذين يواجهون الظروف القاسية.
في خيمتها، تجد رنيم بعض الأمل في التعليم. تحلم بأن تتجاوز حدود واقعها، وأن يكون لها دور في بناء مستقبل أفضل. تكتب في مذكراتها عن أحلامها، عن اليوم الذي ستعود فيه إلى منزلها، وعن العالم الذي تريد أن تراه.
لكن كل يوم يمر يؤكد لها أن القتال من أجل البقاء ليس بالأمر السهل، وأن الفتاة التي كانت تعيش في غزة قبل الحرب لم تعد كما هي اليوم. ومع كل تحدٍ، تتجدد قوتها، متسلحة بإرادة لا تعرف الكلل.
قصتها، وقصص العديد من الفتيات مثلها، تستدعي الإنسانية للتأمل في واقع معاناة النساء في الحروب، وتذكير العالم بأن التغيير يحتاج إلى صوت قوي يطالب بالسلام والعدالة. رنيم، بالرغم من كل شيء، تظل شعلة الأمل في قلب غزة.
Comments
Post a Comment