غزة في عيني: رحلة الفتاة المقاتلة
أنا فتاة من غزة، تربيت بين أزقتها الضيقة وأحلامي التي أراها تتحطم في كل مرة تهتز فيها الأرض تحت قدمي. الحرب ليست مجرد حدث عابر في حياتنا، بل هي واقع يومي نعيشه في كل لحظة. أصبحت أصوات الانفجارات جزءاً من لحن حياتنا، يرافقني وأنا أستعد للذهاب إلى المدرسة أو ألعب مع أصدقائي في الشارع.
تلك الأيام، كانت تحمل في طياتها أملًا بسيطًا. كنا نضحك ونلعب رغم كل شيء، نحاول إخفاء مخاوفنا عن بعضنا البعض. لكن سرعان ما تتحول الضحكات إلى صرخات، والألعاب إلى شظايا. أذكر ليلة واحدة، عندما اهتز المنزل، وكنت أحاول أن أكون قوية أمام أخوتي. شعرت برغبة في احتضانهم وحمايتهم، رغم أنني كنت أحتاج إلى الحماية نفسي.
عندما بدأ النزوح، تركنا كل ما نعرفه. البيوت التي كانت تحوي ذكرياتنا، والشارع الذي تعلمنا فيه كيفية ركوب الدراجة، أصبحوا مجرد أشباح. وجدنا أنفسنا في أماكن مكتظة، مع غرباء لا نعرفهم، لكنهم يحملون نفس الألم. كان علينا التكيف مع كل شيء، حتى مع قلة الطعام والماء. في خضم ذلك، كنت أجد الأمل في عيون الأطفال الآخرين. نحن جيل يعاني، ولكننا أيضًا جيل يحمل إرادة قوية.
الحرب علمتني الكثير. علمتني كيف أكون قوية، وكيف أستمد القوة من عائلتي وأصدقائي. كما أنني أدركت أهمية التعليم، فهو الأمل الذي يمكن أن ينقذنا من هذا الواقع. رغم كل ما حدث، لا أستطيع أن أتخلى عن حلمي في أن أصبح طبيبة، أساعد من يعانون. أريد أن أكون جزءًا من التغيير، رغم كل الظروف.
اليوم، أكتب قصتي ليس فقط لأشارك معاناتي، ولكن لأقول للعالم إننا هنا، لا نزال نأمل. نحن نحتاج إلى السلام، إلى الحرية، وإلى فرصة لنعيش كأي شخص آخر. غزة ليست مجرد أرض تحت الحصار، بل هي وطن يحمل في طياته حكايات الأمل والصمود.
Comments
Post a Comment