ياسر عرفات: ذكرى قائد وطني وإرث لا ينتهي
في مثل هذا اليوم، تمر الذكرى السنوية لرحيل القائد الفلسطيني الكبير ياسر عرفات، الذي أسهم بشكل كبير في تشكيل تاريخ القضية الفلسطينية. كانت شخصيته حافلة بالكثير من الصراع والتحدي، ورغم رحيله، تظل ذكراه عالقة في الأذهان. كان ياسر عرفات رمزًا للصمود والمقاومة، وحلمًا لشعبه الذي انتظر طويلًا للحرية والاستقلال.
تذكرني ذكراه دائمًا باللحظات التي كانت تجمعنا معه في ساحات النضال، وهو الذي لم يتراجع يومًا عن موقفه، سواء في أصعب الظروف أو في لحظات الأمل. كان الرجل الذي لم يتوانَ عن تقديم حياته من أجل فلسطين، ليصبح رمزًا للثورة الفلسطينية في العالم أجمع. كان الحلم الفلسطيني في عينيه، وقد صنع من نفسه قائدًا لا يشق له غبار، يسير خلفه ملايين من الفلسطينيين، يحملون نفس الأمل في المستقبل.
لطالما كان ياسر عرفات يمثل أكثر من مجرد قائد سياسي؛ فقد كان الرجل الذي فهم معاناة شعبه، وكان على استعداد دائمًا للتضحية بكل شيء من أجلهم. مواقفه السياسية كانت محفوفة بالمخاطر، لكن إيمانه بعدالة القضية الفلسطينية كان هو الذي يقوده دومًا. لم يقتصر دوره على التفاوض فقط، بل كان دائمًا في طليعة من يقاوم الاحتلال، ويبحث عن طرق جديدة لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني في دولة حرة ومستقلة
ورغم مرور السنين على غيابه، ما زالت كلمات "الله أكبر" التي كان يرددها وهو يرفع يديه في كل محفل دولي، تذكرنا بعزيمته وقوته. ولعل أهم ما يميز ياسر عرفات عن غيره من القادة هو قدرته على إلهام أجيال بعد أجيال من الشباب الفلسطينيين، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأجيال القادمة، كما ستظل فلسطين في قلب كل من يؤمن بعدالة قضيته.
اليوم، ونحن نحيي ذكرى الراحل الكبير، يتبادر إلى ذهني السؤال: هل سنظل قادرين على الوفاء لهذا الإرث العظيم؟ هل سنتمكن من استكمال ما بدأه ياسر عرفات من حلم وعمل نضالي، أم ستظل فلسطين حبيسة الذكريات؟ ما نحتاجه اليوم، أكثر من أي وقت مضى، هو أن نحمل نفس الروح التي حملها عرفات في قلبه، وأن نواصل الكفاح من أجل فلسطين، وأن نعلم الأجيال القادمة أن طريق الحرية لا يزال طويلًا، لكن الأمل دائمًا موجود.
رحم الله ياسر عرفات، وأطال الله في عمر فلسطين وأهلها.
Comments
Post a Comment