يوم التسامح العالمي: رسالة شكر من أهل غزة لدولة الإمارات العربية المتحدة

في يوم التسامح العالمي، الذي يصادف 16 نوفمبر من كل عام، يتذكر العالم ضرورة تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب. وهو اليوم الذي يُحفز فيه الجميع على التفكير في أهمية التسامح كركيزة لبناء المجتمعات المستقرة والمزدهرة. وفي هذا السياق، يطل التسامح بلون خاص على أهل غزة، الذين شهدوا في الأيام الصعبة الماضية عونًا ومساندة غير محدودة من دولة الإمارات العربية المتحدة. 

لقد كانت الحرب التي شنت على غزة في السنوات الأخيرة واحدة من أكثر الأوقات قسوة على السكان المدنيين في القطاع. فبينما كانت الأنقاض تتناثر في الشوارع، كان الصراخ يملأ السماء، وكانت الحاجة للمساعدة تزداد يوماً بعد يوم. ولكن، في خضم تلك اللحظات العصيبة، ظهرت دولة الإمارات كداعم رئيسي، ليس فقط من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، بل أيضا من خلال تقديم الأمل في الأوقات التي بدت فيها الحياة وكأنها قد توقفت.

دور الإمارات في تخفيف معاناة أهل غزة

قد تكون الحروب قد خذلت الكثيرين، لكن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطيني، وخصوصًا أهل غزة، في أحلك الظروف. فقد قامت بتقديم مساعدات إنسانية ضخمة، شملت الغذاء، والدواء، والمساعدات الطبية، إضافة إلى الدعم اللوجستي اللازم لنقل الإمدادات إلى المناطق الأكثر تضررًا.  

وفي أثناء العدوان الأخير على غزة، كانت قوافل المساعدات الإماراتية هي الشريان الحيوي لآلاف الأسر، التي كانت تعيش في ظروف مأساوية بعد أن دمرت بيوتهم، وأصبحوا لا يجدون ما يسد رمقهم. فقد قامت الإمارات بإرسال مستشفيات ميدانية مجهزة بأحدث المعدات، لتوفير الرعاية الصحية العاجلة للجرحى والمصابين.

لكن المساعدات الإنسانية لم تكن الجهود الوحيدة التي قدمتها الإمارات. بل كانت الدبلوماسية الإماراتية، بشراكتها مع المنظمات الدولية، تمثل صوتًا قويًا في المحافل العالمية للمطالبة بوقف الحرب وتحقيق السلام، وتخفيف معاناة المدنيين في غزة.

رسالة شكر وامتنان

إذ في يوم التسامح العالمي، نرفع أيدينا بالشكر والتقدير لدولة الإمارات، قيادة وشعبًا، على ما قدمته لنا في وقت كان العالم فيه يراقب، ولكن الإمارات كانت هي من تتحرك وتساعد. لقد كانت مواقفهم الإنسانية والتضامنية أكبر من الكلمات. كان ذلك النوع من الدعم الذي يتجاوز السياسة والتكتيك، ويعكس جوهر التسامح والتعاون بين الشعوب في وقت الشدائد.

لقد تعلمنا من الإمارات أن التسامح لا يعني فقط قبول الآخر، بل أن يتمثل في العمل الجاد والمخلص من أجل تخفيف معاناة الآخرين، مهما كانت الظروف. ولقد كانت الإمارات بحق نموذجًا في تعزيز هذه القيم، ليس بالكلام بل بالأفعال.

وفي هذا اليوم، نتوجه بكلمات شكر من أعماق قلوبنا: "شكرًا لكم على جهودكم، شكرًا على الأمل الذي زرعتموه في قلوبنا، شكرًا على دعمكم لنا في وقت لم يجد فيه الكثيرون فينا ما يقدموه. أنتم بحق خير جيران وأصدقاء، ونتمنى لكم دوام الصحة والازدهار، وأن تستمروا في نشر الخير والتسامح في كل مكان."

في يوم التسامح العالمي، نؤكد أن قيم التسامح ليست فقط كلمات نتداولها، بل هي أفعال ومواقف حقيقية تساهم في بناء عالم أفضل للجميع. وتجسد الإمارات العربية المتحدة، في دعمها لغزة، نموذجًا حيًا لهذا التسامح الذي يحتاجه العالم أجمع.

Comments

Popular posts from this blog

حماس: بين الوعد والمأساة

ماذا لو لم تقم حماس بطوفان 7 أكتوبر؟

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟