تطورات الهدنة في غزة: أمل وسط الركام

بين صوت القذائف وصراخ الأطفال، جاءت كلمة "هدنة" كنسمة هواء لعائلة أرهقتها الحرب. كلما قرأت الأخبار عن تطورات الهدنة في غزة، أجد نفسي مشدودًا بين الأمل والقلق. هل ستكون هذه الهدنة فرصة حقيقية للسلام، أم مجرد توقف مؤقت لجولة جديدة من المعاناة؟

عندما تبدأ الأطراف المتنازعة الحديث عن هدنة، هناك دائمًا شعور مزدوج. من ناحية، هو أمل بأن أصوات المدافع ستتوقف أخيرًا، وبأن العائلات ستتمكن من النوم ليلًا دون خوف. ومن ناحية أخرى، هناك الخوف من أن هذه الهدنة قد تكون هشة، تتلاشى أمام أول خلاف. 

ما يشدني أكثر هو المشهد الإنساني. صور الأطفال الذين يلهون للمرة الأولى منذ أيام، والآباء الذين يحاولون لملمة ما تبقى من منازلهم، والأمهات اللاتي يتطلعن إلى مستقبل أكثر أمانًا. في غزة، الحياة تُستأنف بسرعة مذهلة بعد كل توقف للقتال. كأن الناس هناك يعرفون أن عليهم اغتنام كل لحظة قبل أن يعود الخطر.

لكن الهدنة ليست حلاً دائمًا. التحديات على الأرض كثيرة: إعادة الإعمار، توفير الغذاء والماء، دعم المستشفيات التي تعمل بأقل الإمكانيات. كل هذا يتطلب جهدًا دوليًا حقيقيًا، وليس مجرد كلمات على الورق. 

أسأل نفسي دائمًا: ما الذي يمكنني فعله؟ ربما أكتب، ربما أنشر، ربما أساهم بقدر بسيط لدعم هذه العائلات. لا يمكنني أن أغير مجرى الأمور، لكنني أؤمن أن كل فعل صغير له أثر. 

رغم كل شيء، أؤمن أن غزة ستظل رمزًا للصمود. الهدنة، مهما كانت قصيرة، تعطي فرصة لإعادة التفكير، لإعادة البناء، وربما لإعادة الإيمان بأن السلام ممكن. حتى لو بدا هذا السلام بعيدًا، فإن كل خطوة نحوه تستحق العناء.

Comments

Popular posts from this blog

حماس: بين الوعد والمأساة

ماذا لو لم تقم حماس بطوفان 7 أكتوبر؟

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟