من قلب خيمة النزوح: صوت فتاة من غزة تحكي عن الحرب وتداعياتها
في غزة، نحن لا نحلم بالكثير، فقط حياة عادية كبقية البشر. لكن يبدو أن حتى هذا الحلم البسيط صار مستحيلًا وسط هذه الحرب المستعرة التي لا تنتهي. أنا فتاة من غزة، عمري 17 عامًا، أعيش اليوم في خيمة نزوح بعدما فقدت منزلي، مثل آلاف العائلات التي أصبحت بلا مأوى.
مشاهد يومية من الألم
أستيقظ كل يوم على أصوات الانفجارات، وأتساءل: هل سأرى يومًا تعود فيه هذه الأرض إلى السلام؟ أم أن الحرب ستظل قدرنا المحتوم؟
المدارس أغلقت، المستشفيات مكتظة، والأحياء التي كنت أعرفها جيدًا صارت حطامًا. حتى أصدقائي... بعضهم رحل، والبقية أصبحوا أشباحًا تمشي بين الأنقاض.
الحياة داخل الخيمة
الخيمة التي أصبحت ملجأنا تفتقر لكل شيء: لا مياه، لا كهرباء، ولا خصوصية. والبرد يلتهم أجسادنا ليلاً، خاصة أطفال العائلة الذين لا يملكون سوى بطانيات ممزقة لتدفئتهم.
ومع ذلك، نحاول أن نخلق حياة داخل هذا الخراب. أحيانًا نجلس لنروي ذكرياتنا عن غزة الجميلة، عن الأوقات التي كنا نضحك فيها بلا قلق. لكن تلك الذكريات تبدو وكأنها من حياة شخص آخر، ليست حياتي.
عن الغد والخوف
أكبر مخاوفي الآن هو المستقبل. كيف سأكمل تعليمي؟ كيف سنعيش بعدما فقد والدي عمله؟ وماذا عن الأطفال الذين يفقدون طفولتهم في هذه الحرب؟
الحرب ليست فقط أصوات الطائرات والانفجارات، بل هي فقدان كل شيء: الأمن، الأحلام، وحتى القدرة على الشعور بالسعادة.
رسالة من القلب
رسالتي للعالم: نحن لسنا أرقامًا في نشرات الأخبار، نحن بشر نعيش معاناة يومية لا تطاق. لا أريد أن ألوم أحدًا، لكنني أتمنى أن يلتفت العالم إلينا، لا كمجرد أزمة سياسية، بل كأرواح تحلم بالسلام.
في غزة، نعيش على أمل أن ينتهي هذا الكابوس يومًا ما. وحتى ذلك الحين، سأستمر في الحلم، لأن الحلم هو الشيء الوحيد الذي لم تستطع الحرب أن تأخذه منا.
Comments
Post a Comment