قصتي ما بين الحلم والواقع
في قلب غزة، حيث تتناثر الأحلام وسط الزحام، أكتب لكِ اليوم، ربما تكون كلماتي ناعمة، لكنها تحمل قسوة الحياة التي نعيشها هنا. أنا فتاة من غزة، وأريدك أن تعرفي أن ما أكتبه ليس مجرد كلمات، بل هو صوت آلاف الفتيات مثلي.
صباحاتنا ليست كأي صباحات. لا شموس مشرقة تشرق على أرواحنا، ولا هواء نقي يملأ صدورنا. بدلاً من ذلك، نستنشق دخان القصف، ونسمع صدى الانفجارات التي تسرق منا السكينة كل يوم. نعيش في حالة من الترقب المستمر، وكأننا على حافة العالم، لا نعرف متى سينفجر كل شيء من حولنا. الحروب تلاحقنا، والحدود تغلق في وجوهنا، ولا مجال للفرار.
لكننا، رغم كل ذلك، نعيش. نعلم جيدًا أن الفتاة في غزة تتحدى كل ما هو مستحيل. حتى في أوقات الفقدان، في لحظات الخوف، نحن نتمسك بأحلامنا الصغيرة. نحن نتعلم، نحب، ونبني عالمًا صغيرًا مليئًا بالأمل وسط الخراب.
تعلمتُ أن لا شيء في غزة يأتي بسهولة. أحلامنا معلقة بين السماء والأرض، لكننا نرفع رؤوسنا عالية، رغم أن أقدامنا غارقة في الوحل. نحن نتحدى كل شيء: الحصار، الفقر، وأحيانًا الخوف من الموت، فقط لكي نعيش لحظات من السلام، ولو كانت قصيرة.
لكننا نريد أكثر من ذلك. نريد أن نعيش في عالم لا تنتهك فيه حقوقنا، ولا نكون مجرد أرقام في تقرير إنساني. نريد أن نصل إلى مدارسنا دون أن نقف أمام الحواجز أو أصوات الانفجارات. نريد أن نكون قادرات على الحلم بعيدًا عن خوف الغد.
اليوم، وأنا أكتب لكِ هذه الكلمات، أقول لكِ إننا لن نستسلم، لأن الحياة في غزة تستحق أن تُعاش، رغم كل شيء. نحن هنا، نعيش، نحب، نحلم، ونقاتل من أجل غد أفضل.
Comments
Post a Comment