غزة بين الأمل والهدنة: أحلام فتاة في ظل الانتظار

 غزة، في عيني، ليست مجرد مكان على الخريطة. هي وطن مليء بالذكريات، بحكايات الناس الذين تعانقهم الأرض وتربطهم السماء. كل شارع في غزة هو جزء من قصتي، وكل زاوية تحمل بين طياتها معاناة وآمالًا، تعبيرًا عن الصمود والحنين إلى السلام.

أنا فتاة من غزة، وعيني لا ترى سوى الأمل في كل زاوية رغم كل ما نعيشه. نكبر في ظل التحديات، ونحلم بمستقبل مختلف، ولو لبضع لحظات من الهدوء. الهدنة بالنسبة لي ليست مجرد وقف لإطلاق النار، بل هي الفرصة التي نحتاجها للتمتع بالسلام الداخلي، للحديث مع أحبائنا دون خوف، ولرؤية الأطفال يركضون في الشوارع دون قلق.

كلما سُمع صوت انفجار بعيد، يعود قلبي ليخفق بشكل أسرع، وتبدأ الأسئلة تملأ رأسي: "متى سيأتي السلام؟" أحيانًا، يراودني شعور بأننا جميعًا نعيش على حافة الانتظار. كفتيات في غزة، نحلم بحياة بلا حروب، بلا جراح، حياة نتمكن فيها من تعليم أنفسنا وتحقيق طموحاتنا دون أن نعيش في ظل القصف والتدمير. نريد أن نكبر مثل أي فتاة في العالم، أن نحلم، أن نغني، أن ندرس، وأن نكون لنا مكان في هذا الكون.

الهدنة بالنسبة لي تعني فرصة لنلتقط أنفاسنا. قد تكون فترة قصيرة، لكنها تمثل الأمل في إمكانية العيش بسلام. عندما نعيش في غزة، نعترف بأن كل يوم يحمل في طياته تحديات جديدة، ولكن الأمل يبقى الأمل. نتمسك به لأنه يفتح أمامنا أبواب المستقبل، تلك الأبواب التي نريد أن نراها مشرعة أمامنا.

في الهدنة، سنشعر بأننا بشر قادرون على الحياة، لا مجرد أرقام أو ضحايا. نحتاج إلى أن نرى السماء واضحة، أن نعيش في سكون يرحم قلوبنا، وأن نطوي صفحات الألم بأيدينا لنكتب فصولًا جديدة من الحلم.

كل ما نطلبه هو أمل حقيقي، ليس في الهدنة فحسب، بل في العيش بسلام دائم. السلام الذي يعيد للناس حياتهم، وللأطفال براءتهم، ولنا كبنات في غزة فرصة لتحقيق ما نحلم به.

Comments

Popular posts from this blog

حماس: بين الوعد والمأساة

ماذا لو لم تقم حماس بطوفان 7 أكتوبر؟

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟