قصة من داخل الخيمة.. ليست بيتًا

الخيمة ليست بيتًا، لكنها أصبحت عالمي. تجمعني بوالدتي وإخوتي الصغار، نحاول جميعًا أن نحافظ على ما تبقى من حياتنا. أحيانًا تبدو الخيمة أوسع من مدينتنا التي ضاقت علينا بقصفها ودمارها. لا جدران تفصلنا عن البرد، ولا نوافذ نغلقها على أصوات الحرب. ورغم كل شيء، نجتمع كل مساء حول شمعة صغيرة، نحاول أن نخلق ذكريات جديدة وسط الحطام.

ذكريات قبل الحرب

كنت أعيش حياة بسيطة قبل أن تأتي الحرب. أحلامي كانت صغيرة: دراسة، عمل، وربما بيت صغير يجمعني بأسرتي. الآن، أصبح الحلم الوحيد أن نعيش ليوم جديد. أتذكر مدرستي، زميلاتي، ومكتبتي التي جمعت فيها قصصًا أحببتها. كل ذلك صار تحت الأنقاض. كأن الحرب لا تكتفي بأخذ المنازل، بل تطارد الذكريات أيضًا.

الأمل وسط الركام

رغم كل هذا، لا أتوقف عن الحلم. أحيك الأمل من أحاديث أمي، من ضحكات إخوتي الصغيرة، من شمس الصباح التي ما زالت تشرق رغم كل شيء. نحلم بيوم تعود فيه مدينتنا كما كانت. نحلم بسماء بلا طائرات، وبشوارع تعود تنبض بالحياة.

رسالة للعالم

في خيمتي، أكتب هذه الكلمات بقلم أُعيرته من طفلة تسكن في خيمة مجاورة. أكتبها لكم، لأقول إن غزة ليست فقط دمارًا وحربًا، بل هي أناس يحبون الحياة رغم كل شيء. نحن لسنا أرقامًا أو عناوين أخبار، نحن أرواح تناضل لتعيش. 

إن كنت تقرأ كلماتي، فاعلم أن صوتك يمكن أن يكون قوة. أخبر العالم عما يحدث هنا، أخبره أن غزة تحتاج السلام، لا مزيدًا من الجدران.

Comments

Popular posts from this blog

حماس: بين الوعد والمأساة

ماذا لو لم تقم حماس بطوفان 7 أكتوبر؟

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟