غزة بعيون رنيم.. حكاية الصمود والأمل وسط الدمار
اسمي رنيم، فتاة من غزة، عمري26 عامًا، وأعيش في مدينة صغيرة تحمل من الجراح ما يفوق قدرتها على الاحتمال، لكنها، رغم ذلك، تظل نابضة بالحياة. غزة ليست مجرد مدينتي؛ إنها جزء مني، من روحي ومن حكاياتي التي تمتزج فيها القوة بالمعاناة.
أنام على صوت الأمواج أحيانًا، وأحيانًا أخرى على أصوات مختلفة تمامًا، أصوات تُذكّرني بأن الحياة هنا ليست عادية. طفولتي كانت مليئة بأشياء لا يفهمها أطفال العالم الآخر. تعلمت مبكرًا كيف أعد حقيبتي الصغيرة وأجري إلى الملجأ. أذكر أني كنت أبحث عن ألعابي المفضلة لأخذها معي، حتى أدركت في وقت ما أن الحياة نفسها هي الشيء الأهم الذي يجب أن نحمله.
الحياة اليومية في غزة ليست سهلة. الكهرباء تزورنا كضيف نادر، والماء ليس دائمًا نظيفًا. أحيانًا أدرس على ضوء شمعة، وأحيانًا أضطر إلى تأجيل أحلامي لأن الظروف أقوى مني. في يوم ما كنت أقرأ رواية وأتخيل حياة أبطالها، لكني أدركت أن قصتي الحقيقية أصعب من أي رواية.
أتذكر حين كنت في المدرسة، كنا نتبادل القصص عن أحلامنا. أريد أن أكون مهندسة، أريد أن أكون كاتبة، وهكذا. لكن كبرنا ونحن ندرك أن تحقيق الأحلام هنا يشبه خوض معركة يومية. رغم ذلك، لا نفقد الأمل. أحلامنا عنيدة مثلنا، تصر على البقاء حتى عندما يبدو كل شيء مظلمًا.
أصعب ما في الحياة هنا هو الشعور بأن العالم يرانا فقط في الأخبار. نحن لسنا أرقامًا، لسنا مجرد خبر عاجل. نحن بشر نحلم، نحب، نبكي، ونفرح. أحب البحر رغم أنه يشهد على وجعنا. أحب مدينتي رغم أنها تأخذ منا أكثر مما تعطي.
غزة ليست مجرد مكان. هي تحدٍ يومي للبقاء على قيد الحياة بكرامة. أنا، كفتاة من غزة، أعيش بين الدمار والأمل، بين الخوف والصمود. أكتب هذه الكلمات الآن لأنني أريد للعالم أن يسمع صوتنا، أن يعرف أننا أكثر من معاناة. نحن أرواح مليئة بالحياة، حتى وسط كل هذا الألم.
Comments
Post a Comment