أمس في بيت لاهيا: مشهد النزوح الذي لا يغيب عن الذاكرة
أمس، وبينما كان العالم يعيش يومه المعتاد، كنا نحن في بيت لاهيا نعيش لحظات لا تُنسى، ولكنها ليست لحظات سعيدة. كانت السماء تمطر أصوات الانفجارات، والجدران ترتجف كأنها تشعر بالخوف مثلنا. لم يكن هناك وقت لالتقاط الأنفاس أو حتى التفكير، فقط الهرب.
بيت لاهيا تحت النار
لم يكن هذا أول يوم نسمع فيه أصوات القصف، ولكن أمس كان مختلفًا. القصف لم يترك زاوية واحدة في بيت لاهيا دون أن يلمسها. كنا نجمع ما نستطيع حمله من أغراض، وأنا أبحث عن دميتي الصغيرة التي لم أستطع تركها خلفي.
رأيت وجوه أهلي تتغير، أبي الذي دائمًا ما كان يبدو قويًا، كانت عينيه تقول شيئًا مختلفًا هذه المرة. أمي، كانت تحاول تهدئتي، لكنها لم تستطع إخفاء ارتجاف يديها.
الطريق إلى المجهول
عندما خرجنا من المنزل، لم أصدق ما رأيت. شوارع بيت لاهيا التي كانت مليئة بالحياة، تحولت إلى مشهد من الدمار. الناس كانوا يسيرون في صمت مطبق، كأن الألم قد سرق كلماتهم.
أمسك أبي بيدي وقال: "علينا أن نكون أقوياء." ولكن كيف يمكن لطفلة أن تكون قوية وهي ترى كل ما تحبه يُسلب منها؟
حكايات النزوح
في طريقنا، سمعت أصوات بكاء، وآخرين يهمسون بالدعاء. أطفال كانوا يبحثون عن آبائهم، وأمهات يجرين خلف أطفالهن. كان المشهد مؤلمًا، ولكن أكثر ما كسر قلبي هو رؤيتنا جميعًا نترك وراءنا منازلنا التي لم تعد قادرة على احتضاننا.
رسالة للعالم
أعلم أن النزوح ليس جديدًا علينا في غزة، لكنه لا يصبح أسهل أبدًا. بيت لاهيا كانت لي أكثر من مجرد مدينة، كانت حضني الدافئ. اليوم، أصبحت جزءًا من حكايات النزوح، مثلها مثل باقي المدن في غزة.
رسالتي للعالم: نحن لسنا أرقامًا أو أخبارًا عابرة. نحن أناس نحلم بالسلام، نريد أن نعيش في بيوتنا، لا أن نهرب منها.
Comments
Post a Comment