كسوة شتا في غزة.. مساعدات وصلت لـ 12500 شخص

 


في قلب الشتاء القارس الذي يطرق أبواب غزة كل عام، كانت حماة كسوة الشتاء في مدينة خانيونس جنوب القطاع بمثابة شعاع دفء وبارقة أمل وسط محيطٍ يعج بالمآسي والمعاناة. هذه المبادرة الإنسانية، التي شهدت أكبر تجمع للنازحين في محيط جامعة الأقصى بخانيونس، لم تكن مجرد توزيع مساعدات، بل كانت قصة إنسانية تختزل في طياتها مشاهد الصمود والتكاتف.


عندما تصل إلى موقع التوزيع، تُبهر بالعدد الكبير من العائلات التي تجمعت هناك، والتي بلغ عدد المستفيدين منها نحو 12,500 شخص. مشهد الأطفال الذين يرتدون المعاطف والقبعات الجديدة، ووجوه الأمهات التي ارتسمت عليها ابتسامات خففت قليلاً من حمل المعاناة، يترك أثراً عميقاً في النفس. كانت الأجواء تعكس فرحة بسيطة ولكنها عميقة، فرحة تتحدى قسوة البرد وقسوة الظروف.


الجميل في هذه الحملة لم يكن فقط حجم التبرعات أو عدد المستفيدين، بل الروح الجماعية التي اتسمت بها. المتطوعون، بروحهم المفعمة بالإصرار، كانوا يعملون بلا كلل، يحملون الأكياس الثقيلة ويوزعونها بابتسامة وكلمة طيبة. هذه الروح، التي تكاد تلامس القلب، تُشعرك بأن غزة، رغم كل الجراح، ما زالت تنبض بروح التكاتف والتراحم.


خلال الحملة، لم تكن الكلمات وحدها تعبر عن الأثر الذي تركته “حماة كسوة الشتاء”، بل المشاعر الصادقة التي انبثقت من أعين المستفيدين. أحد الآباء قال بنبرة امتنان واضحة: “هذه الكسوة ليست مجرد ملابس، بل حياة جديدة لأطفالي، فهي تحميهم من البرد وتعطينا شعوراً بأننا لسنا وحدنا.”


على الرغم من أن الحملة جاءت في ظروف استثنائية من نزوح وصعوبات اقتصادية خانقة، إلا أنها نجحت في تجاوز هذه التحديات لتصل إلى آلاف الأسر، معيدةً لهم بعضاً من الكرامة والدفء. كانت التجربة أكثر من مجرد عمل إنساني، بل درساً في أن الأمل يمكن أن يولد من رحم الألم، وأن الصغير والكبير في هذا المجتمع قادرون على صنع فرق، مهما كانت الظروف قاسية.


ختاماً، “حماة كسوة الشتاء” ليست مجرد حملة عابرة في ذاكرة النازحين، بل هي صفحة مشرقة من صفحات التضامن الإنساني، تُذكرنا جميعاً أن دفء القلوب أحياناً يكون أقوى من دفء الملابس، وأن الإنسانية، رغم قسوة العالم، ما زالت حية.


Comments

Popular posts from this blog

حماس: بين الوعد والمأساة

ماذا لو لم تقم حماس بطوفان 7 أكتوبر؟

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟