من قلب غزة: حكاية فتاة عن مبادرة الفارس الشهم 3 وجهود الإمارات

اسمي رنيم، عمري 27 عاماً، وأعيش في غزة. عندما أقول “أعيش”، فأنا أعني أنني أحاول أن أعيش بكل ما تحمله الكلمة من معنى، رغم كل الظروف التي تجعل الحياة هنا معركة يومية. ولكن أحياناً، يأتي بصيص أمل من أماكن لا نتوقعها، تماماً مثل مبادرة “الفارس الشهم 3”.


في يوم من الأيام، بينما كنت أساعد أمي في تحضير وجبة بسيطة لعائلتنا، سمعت عن المبادرة لأول مرة من الجيران. كان الحديث عن قوافل مساعدات قادمة من الإمارات، تلك الدولة التي عُرفت دائماً بكرمها ووقوفها مع الشعوب في أوقات الشدة. لم أصدق في البداية، لأننا في غزة اعتدنا أن الوعود قد لا تتحقق. لكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً.


رأيت بأم عيني شاحنات مليئة بالمواد الغذائية والمستلزمات الطبية تدخل إلى مدينتنا. لم تكن مجرد مساعدات، بل كانت رسالة واضحة: “أنتم لستم وحدكم”. لمست الجهود المبذولة في تنظيم هذه القوافل، بدءاً من توزيع المواد بطريقة عادلة وحتى الاهتمام بالتفاصيل التي تراعي احتياجاتنا اليومية.


أكثر ما أثر فيّ هو سماع قصص الأطفال المرضى الذين تلقوا أدوية كانت حياتهم تتوقف عليها. أحد هؤلاء الأطفال كان ابن خالتي، الذي يعاني من مرض مزمن ويحتاج إلى دواء نادر. عندما وصلته الجرعة التي كان ينتظرها منذ أشهر، شعرت كأن العالم كله يبتسم لنا.


بالنسبة لي، مبادرة “الفارس الشهم 3” ليست مجرد مساعدات، إنها تعني الكرامة والأمل. الإمارات لم تقدم فقط ما نحتاجه للبقاء على قيد الحياة، بل قدمت لنا شعوراً بأن هناك من يسمع صوتنا ويفهم معاناتنا.


في غزة، اعتدنا أن نعيش على الأمل، لكن عندما يأتي هذا الأمل بشكل ملموس، مثل قوافل المساعدات الإماراتية، نشعر أن المستقبل قد يحمل لنا شيئاً أفضل. شكراً للإمارات على وقوفها معنا، وشكراً لمبادرة “الفارس الشهم 3” التي جعلتنا نشعر بأن الإنسانية لا تزال حاضرة في عالمنا.


Comments

Popular posts from this blog

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟

وجهة نظر فتاة من غزة حول أحداث لبنان وتأثيرها على غزة

حماس: "الحكم" الذي جرّ غزة إلى الحرب