حكاية الصمود والأمل تحت الحصار

 غزة ليست مجرد مكانٍ على الخريطة؛ إنها حكايةٌ من الألم والأمل، من الصمود والانكسار، من الحياة التي تتحدى الموت كل يوم. غزة هي المدينة التي لا تكسرها الحصار ولا تُسكتها القذائف، مدينة تختزل في شوارعها الضيقة وأزقتها المزدحمة قصصًا عن أناسٍ يتشبثون بالحياة كما يتشبثون بتراب وطنهم.


في غزة، تستيقظ على أصوات البحر، الذي يبدو وكأنه يهمس بأسرار لا يعرفها إلا من عاش قربه. البحر هنا ليس مجرد شاطئ للاسترخاء؛ إنه نافذة إلى العالم، وأحيانًا وسيلة للهروب من حصارٍ يبدو أنه لا ينتهي. لكن حتى البحر محاصر.


عندما تمشي في أسواق غزة، ترى وجوهًا تحمل ملامح الإرادة رغم التعب. البائع الذي ينادي على بضاعته، الطفل الذي يبيع الحلوى ليعين أسرته، والمرأة التي تحمل همومها بصمت خلف ابتسامةٍ دافئة. هؤلاء هم غزة، بوجعها وصمودها.


الليل في غزة مختلف. عندما يخيم الظلام وتخفت الأصوات، تبدأ الحكايات. هناك أناسٌ يجلسون تحت ضوء القمر، يروون قصصًا عن ماضٍ كان فيه الأفق أوسع، وأحلامٍ يتمنون أن تتحقق لأطفالهم. لكن رغم كل شيء، لا يطفئ الحصار نور الأحلام.


غزة ليست مثالية. هي مليئة بالتحديات، بالفقر، بالقيود، وبالألم الذي يسكن في تفاصيلها الصغيرة. لكنها تعلمك شيئًا واحدًا: أن الحياة يمكن أن تستمر رغم كل شيء، وأن الأمل يمكن أن يكون سلاحًا أقوى من أي حصار.


بالنسبة لي، غزة ليست مجرد قضية سياسية أو جغرافية؛ هي رمزٌ للصمود الإنساني. إنها المكان الذي يجعلني أؤمن أن حتى تحت الأنقاض، يمكن لزهرةٍ أن تنمو.

Comments

Popular posts from this blog

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟

وجهة نظر فتاة من غزة حول أحداث لبنان وتأثيرها على غزة

حماس: "الحكم" الذي جرّ غزة إلى الحرب