دفء الإمارات في شتاء غزة: شكراً لقلوبكم الكبيرة
أنا فتاة من غزة، أكتب هذه الكلمات وسط شتاءٍ قاسٍ يكاد يثقل كاهلنا، لكنه أيضًا يحمل في طياته لحظات دفء صنعها لنا كرم لا يُنسى.
حين تتساقط الأمطار وتغمر الرياح بيوتنا المتواضعة، يزداد الخوف لدينا من عجزنا عن حماية أنفسنا وأطفالنا. هنا في غزة، الشتاء ليس كأي شتاء، فهو يحمل معه تحديات الفقر، ونقص الموارد، وذكريات المنازل التي تهدمت وأحلام الأطفال التي تاهت تحت الركام. لكن، وسط كل هذا العناء، هناك من يمد لنا يد العون بحب وكرم.
سمعنا عن حملة “كسوة الشتاء” التي أطلقتها دولة الإمارات لدعمنا نحن النازحين في غزة. شعرت وقتها أن هناك من يشعر بنا، من يدرك أن البرد هنا ليس مجرد انخفاض في درجات الحرارة، بل هو شبح يهدد الصغار والكبار على حد سواء.
حين وصلتنا المساعدات الإنسانية، ورأيت تلك الأغطية الدافئة، والملابس الجديدة التي وزعت على الأطفال، غمرني شعور بالامتنان. ليس فقط لما وصلنا من دعم مادي، ولكن لذلك الإحساس الذي يجعلنا نعلم أن هناك من يقف بجانبنا، من يرانا ولا يتجاهل معاناتنا.
ما يميز هذا الدعم أنه جاء في الوقت المناسب، عندما كنا في أمسّ الحاجة. رأيت ابتسامة أخي الصغير وهو يرتدي معطفًا جديدًا بعد أن كان يرتجف من البرد. رأيت أمّي ترفع يديها بالدعاء لكل من ساهم في تخفيف هذا الحمل الثقيل عنا.
دولة الإمارات ليست فقط دولة شقيقة بالنسبة لنا، بل هي نموذج للعطاء الإنساني الذي يجعلنا نؤمن بأن الخير موجود مهما اشتدت الأزمات. شكرًا لكل من ساهم في هذه الحملة، ولكل يد امتدت إلينا بدفء المحبة والإخاء.
نحن هنا في غزة، لن ننسى هذا الكرم الذي جعل قسوة الشتاء أقل وطأة. ستظل هذه الأفعال محفورة في قلوبنا، وستبقى الإمارات عنوانًا للخير الذي يضيء عتمة أيامنا.
Comments
Post a Comment