الصمود والحياة وسط الركام والحرب

غزة… مدينة صغيرة بحجمها، عظيمة بصمودها. حين تذكر اسمها، يخطر في البال مشهدٌ يتكرر: أحياء تضجّ بالحياة رغم كل شيء، أناس يكافحون يوميًا ليعيشوا حياة كريمة وسط كل هذا الدمار. غزة ليست فقط بقعة على خارطة فلسطين، بل رمز للمقاومة والعزيمة.


في الآونة الأخيرة، تصاعدت الحرب بشكل مقلق. الطائرات الحربية لم تغادر السماء، والانفجارات صارت لغة الليل والنهار. كل يوم يمر، تحمل الأخبار قصصًا جديدة عن دمار بيوت وأحياء كانت يومًا تعج بالأطفال، وعن أسر فقدت أعز ما تملك. لكن رغم كل هذا، تبقى غزة صامدة، بأهلها الذين يرفضون الانكسار.


ما يجعل غزة مميزة هو هذا التوازن العجيب بين المأساة والحياة. في كل شارع مُدمَّر، تجد محلًا صغيرًا يفتح أبوابه لبيع الخبز أو الخضروات، وفي كل حيٍّ تُسمع أصوات الأطفال يركضون ويلعبون كأن الحرب مجرد خلفية بعيدة. ربما هذه الروح هي ما يجعل العالم كله ينظر إلى غزة بدهشة؛ شعب يُحاصَر من كل الجهات لكنه لا يرضى إلا بأن يبقى واقفًا.


تطورات الحرب الأخيرة كانت ثقيلة، حتى بمقاييس غزة المعتادة. الصواريخ تنهال بلا رحمة، والأخبار تتحدث عن تصعيد غير مسبوق. القلق يتزايد بشأن نقص المواد الأساسية، والأمل بتوقف الحرب يبدو بعيد المنال. لكن في كل مرة يعتقد فيها العدو أنه قضى على الروح الغزية، يظهر شيء جديد يعيد تعريف المقاومة. ربما تكون صورة لمعلم يحمل كتبه وسط الأنقاض، أو أم تروي قصصًا لأطفالها عن أمل المستقبل، أو شاب يطلق أغنية تحكي عن صمود مدينته.


غزة ليست مجرد مكان يعيش فيه الناس؛ غزة فكرة، قضية، وحكاية لا يمكن كسرها. ستبقى غزة تحمل حلم الحرية، حتى وإن بدا الطريق طويلًا ومليئًا بالعقبات. والأهم من كل ذلك، ستبقى رمزًا لكل من يرفض الظلم ويؤمن بأن النضال من أجل الحق هو الطريق الوحيد نحو الكرامة.


Comments

Popular posts from this blog

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟

وجهة نظر فتاة من غزة حول أحداث لبنان وتأثيرها على غزة

حماس: "الحكم" الذي جرّ غزة إلى الحرب