غزة تحت هدنة: حلمٌ مؤقت أم بداية أمل؟
بين ضجيج الحياة اليومية في غزة وصخب الأزمات المتلاحقة، تستعد المدينة لاستقبال هدنة جديدة من المقرر أن تبدأ غدًا. هدنة، كما تسميها الفتاة العشرينية ليلى، “نقطة فاصلة بين ضياع الأمل وتجدده”.
ليلى، الطالبة الجامعية التي تربت في أزقة غزة، ترى في الهدنة أكثر من مجرد وقف لإطلاق النار. تقول بابتسامة يكسوها الحذر: “الهدنة بالنسبة لنا فرصة لالتقاط الأنفاس. نعيش في واقع يصعب وصفه، حيث القلق هو رفيقنا الدائم. حين تُعلن الهدنة، نشعر لوهلة بأن الحياة قد تعود إلى طبيعتها، حتى لو كانت مؤقتة.”
الهدنة، كما تقول ليلى، ليست مجرد اتفاق سياسي بين أطراف متصارعة، بل هي لحظة انتظار، حيث تتوجه الأنظار نحو السماء وتخف وطأة القلق على الوجوه. “في أيام الهدنة، يمكنني أن أجلس في الشرفة، أتنفس الهواء بلا خوف، وأتخيل أن الحياة يمكن أن تكون مختلفة. لكن في داخلي، يبقى السؤال: كم ستدوم هذه الهدنة؟ وهل ستغير شيئًا فعليًا؟”
ورغم تفاؤلها الحذر، لا تخفي ليلى إحباطها من تكرار سيناريوهات مشابهة. “نعيش كل هدنة كأنها نعمة، لكنها غالبًا ما تنتهي دون تحقيق شيء ملموس. أحيانًا أشعر أن حياتنا معلقة بين هدنة وأخرى، وكأننا نعيش على هامش القرارات السياسية.”
غزة التي أنهكتها الأزمات والحروب، تستعد لتعيش يومًا جديدًا تحت مظلة الهدنة. بالنسبة لليلى وأبناء جيلها، تظل الهدنة نافذة أمل صغيرة في جدار كبير من اليأس، لكنها تحمل في طياتها دائمًا قلقًا عميقًا من الغد. “الهدنة ليست فقط وقفًا لإطلاق النار، إنها فرصة لنحلم بأن السلام ممكن، ولو ليوم واحد.”
Comments
Post a Comment