صراع الأجنحة يخرج للعلن




لم يعد الصراع داخل جماعة الإخوان المسلمين مجرد تكهنات أو تسريبات هنا وهناك، بل أصبح واقعًا ملموسًا تفضحه الرسائل المتداولة بين جناحي الجماعة في تركيا ولندن. آخر فصول هذا الصراع جاء عبر استهزاء علني داخل المجموعات الخاصة لجبهة لندن برسالة صادرة عن القائم بأعمال المرشد في جناح تركيا، “صلاح عبد الحق”، بسبب ما وصفوه بالأخطاء اللغوية وركاكة الأسلوب.


الاستهزاء برسالة صلاح عبد الحق: بداية الشرخ العلني؟


الرسائل المسرّبة تكشف كيف تعامل جناح لندن مع بيان صلاح عبد الحق بسخرية واضحة، حيث تم تسليط الضوء على الأخطاء اللغوية والمحتوى الركيك، مما يضعف من هيبة القيادة في تركيا. هذا الاستهزاء لم يكن مجرد تعليق عابر، بل انتشر بشكل واسع في الدوائر الداخلية، مما يعكس حجم التوتر بين الطرفين، وربما رغبة ضمنية من جناح لندن في التشكيك بكفاءة قيادة تركيا.


من صراع نفوذ إلى تفكك؟


لم يعد الخلاف بين جناحي الجماعة مجرد اختلاف في الرؤى، بل تحوّل إلى صراع تنافسي يعكس حالة من التفكك الداخلي. جناح تركيا، الذي يقوده صلاح عبد الحق، يبدو في موقف دفاعي، بينما جناح لندن يتعامل معه بنوع من التعالي، وكأن هناك محاولة لتهميش قيادته.


هذا المشهد يعزز الفكرة القائلة إن الجماعة لم تعد كيانًا موحدًا، بل أصبحت مجموعة من الأجنحة المتنافسة، كل منها يسعى لتحقيق مصالحه، حتى لو كان ذلك على حساب الآخر. فهل نشهد في الفترة القادمة انشقاقات رسمية أم أن الأمر سيبقى في إطار الحرب الباردة بين الطرفين؟


الملفات القديمة تعود للواجهة


في خضم هذا الصراع، لا يمكن تجاهل الاتهامات العلنية السابقة التي وُجهت لجناح محمود حسين على منصة “إكس” بشأن قضايا الاختلاسات المالية وحل مجلس الشورى. هذه القضايا التي أثارها جناح لندن سابقًا عادت الآن إلى الواجهة، ويتم استغلالها لتشويه صورة جناح تركيا أكثر، وكأنها رسالة واضحة بأن الخلافات لن تُدفن بسهولة.

 هل انتهت وحدة الإخوان؟

ما يجري اليوم داخل جماعة الإخوان ليس مجرد خلاف تنظيمي، بل هو معركة نفوذ تهدد بتفكيك الجماعة من الداخل. إذا استمر هذا الانقسام، فقد نشهد انهيارًا تدريجيًا لكيان لطالما تغنّى بوحدته. والسؤال الأهم الآن: هل ما زال هناك طريق للصلح، أم أن كل جناح يحضّر لضربة قاضية للآخر؟

Comments

Popular posts from this blog

حماس: بين الوعد والمأساة

ماذا لو لم تقم حماس بطوفان 7 أكتوبر؟

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟