يوم المرأة العالمي: صرخة نساء غزة في وجه الحرب
بقلم: فتاة من غزة
في الثامن من مارس، تحتفل النساء حول العالم بيوم المرأة العالمي، حيث ترفع الشعارات عن المساواة والعدالة، وتتجدد المطالب بحقوق المرأة في كل مكان. لكن هنا، في غزة، يبدو هذا اليوم مختلفًا تمامًا. في وقت تحتفل فيه نساء العالم بإنجازاتهن، نحن نبحث عن الحياة وسط الأنقاض، نعدّ أسماء الشهداء، ونحاول أن نجد بقية من كرامة في عالم يرانا مجرد أرقام في تقارير الأخبار.
أنا فتاة من غزة، ولدت تحت القصف، وعشت في ظل الحصار، وكبرت على أصوات الطائرات والانفجارات. لم أعرف يومًا معنى الأمان، ولم أستيقظ صباحًا دون أن أسأل: “هل سننجو اليوم؟”
نساء غزة: الألم الذي لا يُرى
في الحرب، لا يوجد أحد محصن من الألم، لكن المرأة في غزة تعيش معاناة مزدوجة. نحن لسنا فقط من نفقد أبناءنا وأزواجنا وإخواننا، بل نحن من نضطر لأن نكون الأم والأب في آنٍ واحد، نحن من نقف تحت الركام نبحث عن الناجين، ومن نُهجّر مرارًا بحثًا عن مأوى مؤقت، ونحن من نحمل مسؤولية الحفاظ على الحياة وسط كل هذا الموت.
في غزة، أن تكوني امرأة يعني أن تكوني قوية رغم أنفك، أن تخبئي دموعك حتى لا تضعفي من حولك، أن تحملي طفلًا في يد، وحقيبة نجاة في اليد الأخرى، أن تتعلمي كيف تسعفين الجرحى قبل أن تتعلمي كتابة اسمك، أن تتحملين الجوع والعطش، لكن لا تستسلمي أبدًا.
الحرب تسرق منا كل شيء… حتى أحلامنا
كنت أحلم بأن أكمل تعليمي في الخارج، أن أسافر، أن أكتب، أن أعيش حياة طبيعية كأي فتاة في العالم. لكن في غزة، حتى الأحلام محاصرة. لم أعد أفكر بالمستقبل، لأنني ببساطة لا أعرف إن كان لي مستقبل أصلًا.
عندما خرجت من تحت الركام في إحدى الغارات الأخيرة، كنت أبحث عن شيء واحد فقط: صور عائلتي. أدركت حينها أن الحرب لم تأخذ منا فقط بيوتنا، بل سرقت ذكرياتنا، ماضينا، وأجزاء من أرواحنا لن نستعيدها أبدًا.
في يوم المرأة العالمي… لا نريد خطابات، نريد حياة
في هذا اليوم، لا نريد بيانات تضامن، ولا شعارات فارغة، نريد أن يسمع العالم صوتنا، أن يرى معاناتنا، أن يدرك أن حقوق المرأة لا تبدأ بمقاعد في البرلمانات، بل تبدأ بحق أساسي واحد: أن نعيش.
نريد أن نكون مثل كل الفتيات في العالم، نحلم ونحقق أحلامنا، نريد أن نعيش بلا خوف، بلا فقد، بلا حرب. فهل هذا كثير؟
Comments
Post a Comment