أنا من غزة… وهذا وجهي الآخر للحياة
اسمي رنيم، عمري 27 سنة، أعيش في غزة. لا أعرف كيف أشرح لكم ما يعنيه أن تولد في مكانٍ يُحاصر فيه الحلم قبل أن يُولد، وأن تُصبح الحياة مجرد محاولة يومية للنجاة، لا أكثر.
منذ أن فتحت عيني على هذه الدنيا، وأنا أسمع كلمة “قصف”، “شهيد”، “حصار”، وكأنها جزء من قاموس الطفولة. أذكر أول مرة خفت فيها من صوت انفجار، كنت في الخامسة، اختبأت تحت الطاولة ووضعت يدي على أذنيّ، وقلت لأمي: “متى بخلص هالصوت؟” ابتسمت بحزن وقالت: “قريباً يا ماما”. ولم يخلص… لا الصوت، ولا الخوف، ولا الحزن.
أحلم بأن أعيش يوماً عادياً. يومٌ فيه كهرباء 24 ساعة. يوم لا أقف فيه ساعات على الحاجز بانتظار تصريح لا يأتي. يوم لا أفتح فيه هاتفي فأجد صورة صديقة لي وقد صارت “ذكرى”.
أكتب هذا الآن ولا أعلم إن كانت الطائرات ستمر الليلة فوق بيتي. لا أعلم إن كنت سأستيقظ غداً لأرى الشمس، أو لأجدني محاطة بركام منزلي. ومع ذلك، أتمسك بالحياة، وأحلم. نحلم كثيراً هنا… نحلم ببحرٍ بلا دم، بسماءٍ بلا طائرات، بطفولة حقيقية، وحياة نستحقها.
أنا فتاة من غزة. أنا لست خبراً في نشرة المساء، ولا رقماً في تقرير الأمم المتحدة. أنا إنسانة… فقط أريد أن أعيش.
Comments
Post a Comment