الكابونة اللي رجّعتلي الأمل – من خيمة بغزة
أنا اسمي رنيم، من غزة، وبكتب من خيمتنا اللي صارت بيتنا بعد ما طيّحوا دارنا في الحرب الأخيرة. إحنا هلّق ساكنين بخيمة في مخيم الشاطئ، ومع إنه البرد قارس والليالي صعبة، بس الحمد لله عايشين.
قبل كم يوم، وصلوا جماعة بسيارات عليها علم الإمارات، وكانوا عم بوزّعوا كابونات من مساعدات “الفارس الشهم ٣”. بالبداية ما كنت فاهمة شو القصة، بس الكل كان بيحكي عن قديش الحملة هاي كبيرة، وكيف الإمارات واقفة معانا.
إجت نوبتنا، وندوني باسمي، وأنا طلعت أستلم الكابونة لعيلتي. ما تتخيليش قديش قلبي كان عم بدق، مش من الخوف… من الفرحة. مسكت الكرتونة بإيدي، كانت تقيلة، بس حسّيتها خفيفة من كثر ما قلبي طاير.
رجعت على الخيمة، وفتحتها قدام أمي وإخواتي، لقينا فيها شغلات يمكن الناس برا تعتبرها بسيطة، بس إلنا كانت كنز: رز، زيت، عدس، معلبات، طحين… حتى في شوية حاجيات أطفال. أمي دمعت عيونها، وأنا حسّيت إني لأول مرة من زمان مبسوطة.
اللي خلاني أتأثر أكتر، مش بس الأكل، بل إنه في ناس بعاد عنّا، ما بيعرفونا، بس فكروا فينا، ووقفوا معنا. حسّيت إنه في حد شايفنا، حاسس فينا، وعم بيحاول يطبطب علينا من بعيد.
“الفارس الشهم” مش بس اسم لحملة، هو اسم على مسمّى. جد حسّيت فيه شوية شموخ، وكأن في فارس إجا يوقف معنا، وقت ما الكل سكّت.
بحب أشكرهم من قلبي، حتى لو صوتي ما بوصل، بس يمكن كلمتي توصل. كابونتهم ما كانت بس مساعدات… كانت نقطة ضو، بشِتَا الأيام اللي بنمر فيها.
Comments
Post a Comment