أنا من غزة…
أنا فتاة من غزة. لست مجرد رقم في الأخبار، ولا قصة حزينة على هامش التقارير. أنا إنسانة، أعيش هنا بين الركام والنور، بين الخوف والصمود، بين الحياة كما نعرفها، والموت كما اعتدناه.
غزة ليست فقط مدينة محاصرة، بل روح حرة في جسدٍ مقيّد. نحن نعيش في تفاصيل لا يراها العالم: أصوات الطائرات التي نميزها من صوت الريح، انقطاعات الكهرباء التي تُعلّمنا الصبر، والبحر الذي نركض نحوه كلما ضاق علينا الوطن. البحر هنا ليس فقط ماء وملح، بل حلم مفتوح على المدى، لا جدران له، ولا حدود.
كبرتُ وأنا أعرف أن الحياة في غزة لا تشبه أي مكان آخر. كل يوم نعيشه هو إنجاز. أن نذهب إلى المدرسة رغم القصف، أن نبتسم رغم الحصار، أن نحب رغم الخوف… هذا هو شكل الحياة هنا.
أحيانًا، أفكر في العالم خارج غزة. كيف يبدو يوم فتاة في عمري في مكان آخر؟ هل تشعر بثقل وطنها كما أشعر؟ هل تكتب مذكراتها على ضوء شمعة لأن الكهرباء مقطوعة؟ هل تحفظ أسماء الشهداء كما نحفظ أسماء الأصدقاء؟
لكن رغم كل شيء، أنا فخورة. فخورة بأنني من غزة، من أرض تنبت الورد في قلب الحرب، وتُعلّم أبناءها كيف يصيرون أقوياء دون أن يتخلّوا عن tenderness قلوبهم.
نحن لا نعيش في غزة فقط، نحن نحملها في أرواحنا، نحملها كأمّ، كحبّ أول، كحلم لا يموت. أنا من غزة… ولن أخجل من الدمع حين أقولها.
Comments
Post a Comment