لماذا يُلاحَق صوتنا؟

 

بقلمفتاة من غزة


أنا فتاة من غزة، نشأت على حلم الحرية، وعلى الأمل بأن هذا الوطن، برغم كل شيء، يمكن أن يكون مكاناً نعيش فيه بكرامة. لكن للأسف، كل يوم يمر يؤكد لي أن حتى هذا الحلم البسيط ممنوع.


قبل أيام، خرج شباب من بيت لاهيا إلى الشارع. لم يحملوا سلاحاً، لم يهددوا أحداً، فقط صرخوا بما في صدورهم. صرخوا لأن الحياة في غزة أصبحت لا تُحتمل. صرخوا لأن الكرامة أصبحت حلماً. صرخوا لأنهم تعبوا من الظلم والفقر والبطالة وانعدام الأمل.


لكن ما كان رد حماس؟

استدعاءات، تهديدات، ملاحقات أمنية. كأن التعبير عن الغضب جريمة، وكأن من يصرخ من الوجع خائن، وكأن من يطالب بحقه يجب أن يُكسر صوته.


أنا لست من بيت لاهيا، لكنني من غزة، وكل شاب يُهدد اليوم هناك، هو أخي، وصوته هو صوتي. لن أصمت.


كفى قمعاً، كفى تخويناً، كفى تحويل كل صرخة ألم إلى ملف أمني. نحن نريد أن نعيش، فقط نعيش. نريد أن نُسمع لا أن نُسكت. نريد أن يكون لنا دور، أن نُحاسب من يظلمنا، لا أن نُلاحق لأننا تجرأنا وفتحنا أفواهنا.


السكوت لم يعد خياراً.

ولتعلم حماس أن القمع لا يصنع الولاء، وأن التهديد لا يُخرس شعباً اعتاد على الصبر ولكنه لم يتعود على الظلم من من يفترض أنه يحميه.


صوتنا سيبقى، وصوت بيت لاهيا هو صوت غزة كلّها.

Comments

Popular posts from this blog

حماس: بين الوعد والمأساة

ماذا لو لم تقم حماس بطوفان 7 أكتوبر؟

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟