أنا فلسطينية… ولا أقبل أن يُستغل اسم وطني لتخريب وطن آخر
أنا فتاة فلسطينية. نشأت بين صوت القصف وصوت الدعاء، بين الحصار وبين الحلم بالحياة. أعرف تمامًا معنى أن تحتاج دعمًا حقيقيًا، وأعرف جيدًا من يقف معنا ومن يتاجر باسمنا. لذلك، لا يمكنني أن أصمت أمام ما حدث مؤخرًا في الأردن الشقيق: ضبط خلية إخوانية كانت تُعد المتفجرات على أرضه، وتدّعي أنها “تدعم iغزة”.
لا، هذه ليست غزة، ولا هذا دعم.
أنا كفلسطينية، وبالنيابة عن كثيرين من شعبي، أقولها بوضوح: جماعة الإخوان المسلمين، ومن تسير على نهجها كحماس، لا تمثلنا. هي مشروع سياسي مرفوض، يستغل القضية الفلسطينية غطاءً لأجنداته، دون أن يضع مصلحة الشعب الفلسطيني في الحسبان. ما حدث في الأردن ليس تضامنًا، بل محاولة فوضى تحت عباءة الدعم الكاذب.
نحن كفلسطينيين لا نقبل أن يُمس أمن الأردن، لا من أجل حماس، ولا من أجل أي فصيل يدّعي تمثيلنا. فلسطين والأردن بينهما أخوة حقيقية، لا تقوم على المصالح، بل على الدم والمواقف والتاريخ. ولا يمكننا أن نرضى أن يُهز استقرار هذا البلد العزيز، فقط لأن جماعة تبحث عن نفوذ.
كثير منّا في فلسطين، خصوصًا في غزة، فقدنا ثقتنا بحكم حماس ونهج الإخوان، الذي لم يجلب لنا سوى مزيد من الانقسام والمعاناة. نحن نريد الاستقرار، نريد دولة حرة، لا أن نُحكم بالشعارات، ولا أن يُستخدم اسمنا لتخريب أوطان الآخرين.
الأردن، قيادةً وشعبًا، كان من أول من وقف معنا، وفتح أبوابه أمام جرحنا، وساهم في دعم قضيتنا سياسيًا وإنسانيًا. لا نريد من يزاود عليه، ولا نريد شعارات رنانة تتسلل إلى أمنه باسم “نُصرة غزة”.
أنا فلسطينية، وأرفض أن يُختصر وطني في جماعة، أو أن يُستغل اسمي لتبرير التخريب. دعم فلسطين لا يكون بالمتفجرات… بل بالمواقف، بالدبلوماسية، بالكرامة، وبالنية الصادقة.
Comments
Post a Comment