غزة بتحكي: بين الركام بنرسم أحلامنا

 

أنا بنت من غزة، من هالمدينة اللي بتحكي حكايات وجع وصبر وقوة. غزة مش بس اسم على الخريطة، غزة نبض، غزة دمعة بعيون أم بتنطر ابنها يرجع، وضحكة ولد بيلعب بين الركام مش فارقة معه الدنيا.


غزة بالنسبة إلنا، هي الأم، هي الحضن الدافي اللي رغم كل شي، عمرها ما بتخذلنا. بنكبر وإحنا سامعين صوت البحر، ريحته بتعبّي الشوارع، وصوت الأذان لما يعلّي بالمسا بيحسسك بالأمان مهما كانت الدنيا حوالينا مقلوبة.


إحنا بغزة عايشين تحت حصار خانق، بس والله، فينا حياة مش طبيعية. منلاقي الفرحة بأبسط الأشياء: قعدة عالبحر، فنجان قهوة مع الصحاب، أو حتى لمّة عيلة بسيطة. منحلم متل كل الناس، بس أحلامنا إلها طعم تاني، لأنها بتولد من وسط القهر.


كل يوم، غزة بتعطينا درس جديد بالكرامة. لما تنقطع الكهربا ساعات طويلة، منولع شموع ومنكمل حياتنا كأنها عادة. ولما السماء بتضوي من قصف الاحتلال، بنحضن بعض وبنقول: “ولا يهمك، بكرا الصبح بنعيش يوم جديد.”


أنا من غزة، وبفتخر. بحب كل شارع، كل زاروب، وكل رصيف مشيت عليه وأنا بحلم بالحرية. بحب لهجة أهل غزة لما بيحكوا “والله غير نصمد”، وعيونهم مليانة قوة رغم كل التعب.


غزة مش بس مدينة، غزة روح. وإحنا ولاد غزة، حاملينها بقلوبنا وين ما رحنا


Comments

Popular posts from this blog

حماس: بين الوعد والمأساة

ماذا لو لم تقم حماس بطوفان 7 أكتوبر؟

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟