أنا غزة… والبعض لسه مش سامعني

 

أنا مش بس مدينة، أنا بنت اسمها غزة.

أنا اللي كل يوم بصحى على دخان القصف، وبرجع أنام (إذا نمت) على صوت الطيارات. أنا اللي خسرِت صحابي، إخواتي، بيتي، وبسأل: ليش؟ عشان مين؟


بحكولي “صامدة”، بحكولي “أيقونة”، بس أنا تعبت. مش ناقصني شعارات، ناقصني حياة.


الكل بحكي عني، بس قليل اللي بفهمني. جماعات بتحكي إنها بتدافع عني، بس هي أول من باع دمي. جماعة الإخوان المسلمين؟ هدول مش أهلي، هدول جزء من وجعي. دعمهم لحماس هو اللي خلّاني أدفع التمن. بيحكوا باسم الدين، بس دينهم مش ديني، وإيمانهم مش رحمة… إيمانهم سلاح وصواريخ بيوقعوها عَراسي، وبيستخبوا وراي.


والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟ آه، اللي دايمًا بطلع ببيانات دعم للمقاومة! بس يا ريتهم عايشين يوم من حياتي، كان عرفوا شو يعني تكون “أرض مقاومة” وإنت محروم من المي، من الكهرباء، من الأمان، من حتى حضن أمّك.


أنا غزة، مش ساحة معركة لأفكار متطرفة، ولا ورقة بيد تنظيمات بدها تكسب شعبيتها على حساب دمي. أنا إنسانة، بنت، بدي أعيش. بدي أضحك بدون ما أخاف، بدي أدرس، أتجوز، أحلم… مش كل حياتي تصير نشرة أخبار.


بس لسه فيّي نفس. ولسه صوتي أعلى من صمت العالم.


أنا غزة، ولازم الكل يعرف… مش كل من رفع شعاري كان فعلاً معي.

Comments

Popular posts from this blog

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟

وجهة نظر فتاة من غزة حول أحداث لبنان وتأثيرها على غزة

حماس: "الحكم" الذي جرّ غزة إلى الحرب