من قلب غزة: شكراً للإمارات… أنقذتم حياة طفلنا

 

اسمي رنيم، فتاة فلسطينية من غزة. أكتب اليوم وكأن قلبي يكتب قبلي. أكتب بامتنان لا تسعه الكلمات، وبدمعة امتزج فيها الفخر بالفرح. قبل أيام، تلقيت خبراً قلب كل الحزن إلى أمل، وكل اليأس إلى حياة جديدة: تم إجراء عملية نخاع عظم لطفل فلسطيني في دولة الإمارات، وتكللت بالنجاح.


ربما لا يعرف البعض ما تعنيه هذه الأخبار لطفل محاصر بين أوجاع الجسد وضيق الحال، أو لعائلة أنهكها البحث عن علاج خارج أسوار المستحيل. هنا في غزة، لا نملك دائماً ترف الطب المتقدم، ولا الأمل السهل. لكن اليوم، شعرت أن هناك من يسمعنا، من يرى معاناتنا ولا يشيح بوجهه عنها.


الإمارات، شكراً من قلبي. شكراً لكل يد امتدت لتداوي، لكل مسؤول قرر أن لا يقف متفرجاً على ألم طفل لا يعرفه، ولكل طبيب وطبيبة كانوا جسراً بين الحياة والموت. أنتم لم تجروا عملية فحسب، أنتم زرعتم حياة جديدة في صدر أم فلسطينية كانت تخشى أن تفقد صغيرها.


أشعر بالفخر لأن هناك شعوباً عربية، مثل الإمارات، لا تزال تحمل القيم الأصيلة: النخوة، الكرم، والإنسانية. ما فعلتموه ليس غريباً على بلد طالما وقفت مع شعبنا، في أصعب الظروف، بصمت أحياناً وبفعل كبير دائماً.


من غزة المحاصرة، أرسل شكري ممزوجاً بدعائي: أن يحفظكم الله، وأن يجعل ما قدمتموه في ميزان حسناتكم. فأنتم اليوم لم تنقذوا طفلاً فقط، بل أحييتم الأمل فينا جميعاً.

Comments

Popular posts from this blog

حماس: بين الوعد والمأساة

ماذا لو لم تقم حماس بطوفان 7 أكتوبر؟

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟