أنا بنت من غزة… وبحكيلكم وجعي
أنا بنت من غزة، يعني من مدينة تعوّدت تصحى عالصوت مش دايم يكون أذان أو صوت عصفور… أوقات بيكون صوت انفجار، أو طيارة، أو حتى صرخة أم فقدت ابنها.
أنا بنت من غزة، يعني كل يوم بحس إني بعيش معركة جديدة. مش معركة بس مع الاحتلال، لا، معركة مع الفقر، مع الكهرباء اللي بتيجي كم ساعة باليوم، مع ميّة مش دايم نظيفة، مع مستقبل ضايع ومسدود.
أنا بنت من غزة، وما بكره حدا قد ما بكره الإحساس بالعجز. بكره كيف صارت حياتي ملف سياسي، وكيف أي خطوة بدي أعملها لازم تمر من بوابة اسمها “موافقة حماس” أو “إذن من السلطة” أو “قرار من إسرائيل”.
أنا بنت من غزة، وشايفة كيف اللي ماسكين الحكم مش شايفينّا. شايفين كراسيهم، مكاسبهم، صراعاتهم، لكن إحنا؟ إحنا صرنا مجرد أرقام. أنا مش رقم، أنا إنسانة، بدي أعيش زيي زي أي بنت بالعالم. بدي جامعة تحترم حريتي، شغل بعد التخرج، أمان بالليل، بدي ألبس شو بحب وأحكي شو بدي من غير خوف.
أنا بنت من غزة، وبقولها بصوت عالي: يا حماس، اتركوا غزة. إذا ما قدرتوا تحمونا وتوفّروا حياة كريمة، فانسحبوا. خلّونا نجرب نعيش بعيد عن سلاحكم وقمعكم. المقاومة مش حجة للسكوت عن الظلم. إحنا مش عبيد لشعاراتكم، إحنا بشر، ولنا كرامة.
أنا بنت من غزة… وبكفي.
Comments
Post a Comment