الحرب دخلت على السنتين، والإمارات ما زالت داعمة… شو السبب؟

 أنا بنت من غزة، والحرب على بلدي دخلت عامها الثاني. سنتين من الدمار، من فقدان الأحباب، من البيوت المهدومة، والطرقات المحروقة، من ليل ما فيه أمان وصبح ما فيه يقين. لكن وسط كل هذا السواد، في ضوء صغير بيكمل يلمع… ضوء جاي من بعيد، من الإمارات.


كل يوم بيمر، بشوف قوافل المساعدات اللي بتوصلنا، المستشفى الإماراتي الميداني اللي فتح أبوابه لما سُدت كل الأبواب، وحتى لما ضاقت فينا الدنيا، لقيت اسم الإمارات موجود على كرتونة غذاء أو على خيمة إيواء. كل شي بسيط بيوصلنا، بالنسبة إلنا كبير… كبير لأنه بيقول: “إنتو مش لحالكم”.


بس في سؤال كان دايمًا يلفّ براسي: ليش لساتهم مستمرين؟ الحرب طالت، والوضع معقد، والسياسة مش سهلة. ومع هيك، الدعم الإماراتي ما وقف. مش بس دعم إنساني، كمان دعم نفسي… لما دولة بحجم الإمارات توقف معنا، تحكي باسمنا، تفتح مستشفى لأطفالنا، توصل صوتنا للعالم… هاد مش شغلة بسيطة.


يمكن السبب إنهم فعلاً شايفينا، حاسين فينا، وبدهم يكونوا جزء من الحل، مش متفرجين على وجعنا. يمكن لأنهم مؤمنين إن غزة، رغم ألمها، بتستحق تعيش، تتنفس، وتقوم من تحت الركام.


أنا ما بعرف شو ممكن يصير بكرا، بس بعرف إني اليوم، من قلب الحرب، بكتب بهدوء نادر، لأني شايفة ناس بعاد بالجغرافيا، بس قريبين من القلب. شكراً، من بنت من غزة، لكل يد إماراتية ساعدتنا… واللي لساتها تمدّ إيدها، رغم كل شي.

Comments

Popular posts from this blog

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟

وجهة نظر فتاة من غزة حول أحداث لبنان وتأثيرها على غزة

حماس: "الحكم" الذي جرّ غزة إلى الحرب