غزة العطشى: حكاية فتاة تبحث عن الماء

 

أنا فتاة من غزة، وأريد أن أخبركم عن شيء بسيط لكنه يؤثر على حياتنا كل يوم: الماء.


في أماكن كثيرة من العالم، فتح صنبور المياه أمر بديهي، لكن في غزة، هذه نعمة لا نملكها دائمًا. أحيانًا ننتظر أيامًا حتى تصل المياه إلى منازلنا، وحتى عندما تصل، لا تكون صالحة للشرب. مذاقها مالح، وأحيانًا تحمل رائحة غريبة. الماء النظيف أصبح حلمًا صعب المنال.


نتعلم منذ صغرنا كيف نُدبّر كل قطرة، كيف نغسل وجوهنا بأقل كمية، وكيف نستخدم الماء مرتين وثلاث. ننتظر صهاريج المياه، نملأ الجالونات، ونخشى أن تنفد قبل أن تصل الدفعة التالية.


أزمة المياه لا تعني فقط العطش، بل تعني أيضًا الأمراض، والتعب، والقلق الدائم. أمي تقلق علينا من تلوث الماء، وتخشى أن يمرض إخوتي الصغار. نحاول غلي الماء وتنقيته، لكننا نعرف أنه ليس كافيًا.


نحلم بيوم نشرب فيه ماءً نقيًا من الصنبور دون خوف. بيوم لا نقضي فيه وقتنا نحمل الجالونات الثقيلة بدل أن ندرس أو نلعب.


أنا فقط فتاة من غزة، لكن صوتي يحمل معاناة مئات الآلاف من الأطفال والعائلات. نحن لا نطلب الكثير، فقط حياة كريمة… فقط ماء نظيف.

Comments

Popular posts from this blog

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟

وجهة نظر فتاة من غزة حول أحداث لبنان وتأثيرها على غزة

حماس: "الحكم" الذي جرّ غزة إلى الحرب