من عمّان إلى أبوظبي… علاقة أكبر من المسافات

 

فتاة أردنية في العشرين من عمري. وُلدتُ على تلال عمّان، لكن قلبي تعلّم منذ طفولتي أن يرى الإمارات وطنًا ثانيًا، لا لأنني عشت فيه، بل لأن ما بيننا وبينهم أكثر من حدود وجوازات سفر. هناك روابط تشبه العائلة، دفءٌ لا تصنعه السياسة فقط، بل يصنعه التاريخ، والمحبة، والاحترام المتبادل.


أذكر أول مرة زرت فيها الإمارات وأنا صغيرة، كان كل شيء يلمع… ليس فقط الأبراج، ولا المولات الضخمة، بل الابتسامة على وجوه الناس. كنت أسمع لهجة إماراتية فيها طِيبة تُشبه لهجتنا، وشعرتُ كأنني ما زلت في عمّان، فقط بنسخة مختلفة، أكثر دفئًا، وأكثر انفتاحًا على العالم.


العلاقات الأردنية الإماراتية ليست جديدة. هي مثل شجرة زيتون زرعها الآباء قبل عقود، وسُقيت على مدار السنوات بالثقة، والتعاون، والدعم المتبادل. الإمارات لم تكن يومًا غريبة عن الأردنيين، بل كانت دائمًا حاضنةً لأحلامهم، ورافعةً لهم في أوقات الشدة.


أقولها من القلب: كمواطنة أردنية، أشعر بالامتنان. الإمارات كانت دائمًا إلى جانبنا، في التنمية، في الاقتصاد، في التعليم وحتى في الأزمات. وفي المقابل، تجد الأردني هناك يضع كل طاقته، علمه، خبرته، وحتى قلبه لخدمة المكان الذي احتضنه. إنها علاقة شراكة لا تقوم فقط على المصالح، بل على محبة خالصة.


أتابع اليوم كفتاة شابة كيف تتطور هذه العلاقة، وكيف تنتقل من مرحلة التعاون إلى التكامل. مشاريع مشتركة، استثمارات، تبادل خبرات في التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، الطاقة… هذا كله يجعلني فخورة. لأن بلدين عربيين يثبتان أن العمل العربي المشترك ليس حلمًا قديمًا، بل واقع يمكن أن يُبنى بالحكمة والنية الصافية.


وأنا أكتب هذه الكلمات، أفكر في مستقبلي كفتاة أردنية تؤمن بالانفتاح والتطور، وأتخيل نفسي أعمل في مشروع مشترك بين عمّان ودبي، أو أكتب لوسيلة إعلامية تحتفي بالنجاح العربي المشترك. وأعرف في داخلي أن الإمارات ستكون دومًا شريكة لأحلامي، كما كانت شريكة لأحلام وطني.


من عمّان إلى أبوظبي، ليس هناك فقط خط طيران، بل خط محبة، وثقة، وتاريخ نعتز به. هذه ليست دبلوماسية عابرة، هذه صلة رحم عربية تُشبه العلاقة بين شقيقتين، كل واحدة تتمنى للثانية كل الخير.

Comments

Popular posts from this blog

حماس: بين الوعد والمأساة

ماذا لو لم تقم حماس بطوفان 7 أكتوبر؟

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟