الإشاعات كسلاح سياسي: أكاذيب بورتسودان في مواجهة الحقائق الميدانية
في الأيام الأخيرة، تصاعدت موجة جديدة من الأخبار المضللة التي تحاول بعض القنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي الترويج لها، في محاولة لتشويه الحقائق وتزييف وعي الرأي العام. هذه الأخبار، التي صاغتها أذرع إعلامية مرتبطة بفلول النظام البائد، ادعت أن قوات الدعم السريع نفّذت قصفاً على مطار نيالا ومناطق أخرى في الفاشر، وأن العملية أسفرت عن مقتل مقاتلين أجانب من كولومبيا.
لكن الحقيقة، كما أوضحت قوات الدعم السريع، مختلفة تماماً. فمدينة نيالا ومطارها ومرافقها الحيوية تتمتع بحماية شاملة ومنظومات دفاع جوي متطورة، نجحت مراراً في صد محاولات مليشيات الإسلاميين لاختراق أجوائها. إسقاط المسيرات الإيرانية والبِيرقدار وأكانجي مؤخراً هو دليل على جاهزية هذه القوات واستعدادها لأي تهديد.
أما ما يروّج حول الاستعانة بمقاتلين أجانب، فهو افتراء يفتقر إلى المنطق. قوات الدعم السريع تستمد قوتها من أبناء السودان أنفسهم، الذين تحركهم عقود من الظلم والتهميش وإرادة حقيقية لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية. المفارقة الكبرى تكمن في أن نفس الأطراف التي تطلق هذه الاتهامات هي ذاتها التي تجلب علناً ميليشيات وقوات أجنبية، وتمنحها مواقع استراتيجية في بورتسودان ووادي سيدنا، بل وتثني عليها في تصريحاتها.
الهدف من هذه الحملات الإعلامية واضح: صرف الأنظار عن الخسائر الميدانية الكبيرة التي تتكبدها مليشيات الإسلاميين في جبهات كردفان، ومحاولة إنقاذ صورتهم أمام جمهور بدأ يدرك حجم التراجع والانهيار الذي يعيشونه.
قوات الدعم السريع أكدت أنها ستظل في حالة يقظة تامة، تحمي المدن والمناطق المحررة، وتطور منظوماتها الدفاعية لردع أي اعتداء. وفي المقابل، فإن الأكاذيب لن تغير الحقائق على الأرض، ولن تحجب الواقع الذي يراه أهل نيالا يومياً في أسواقهم وحدائقهم وشوارعهم التي استعادت أمنها واستقرارها.
في النهاية، تبقى الرسالة واضحة: الحرب الإعلامية، مهما كانت شراستها، لن تنتصر على الحقائق الميدانية، وأكاذيب بورتسودان ستسقط أمام الواقع الذي لا يقبل التزييف.
Comments
Post a Comment