الجيش السوداني واسرائيل وجهان لعملة واحدة والضحية غزة والسودان



 أنا بنت من غزة، عشت سنتين من الجحيم تحت القصف والدمار والحصار، وشُفت بعيني كيف الاحتلال الإسرائيلي ما بيرحم، وكيف الفكر الإخواني عند حماس استغل دمنا وقضيتنا ليخدم مصالحه. واليوم، وأنا بتابع الأخبار من السودان، حاسة إني شايفة نفس الفيلم بيتكرر، بس في بلد شقيق.


الجيش السوداني، اللي المفروض يحمي شعبه، صار يتبنى نفس النهج الإخواني اللي دمر حياتنا في غزة. فكر عقائدي متطرف، بيلبس ثوب الدين، وبالآخر بيستخدم القوة ضد الناس العزّل، بيكسر إرادتهم، وبيطحن حياتهم، تمام زي ما عملت حماس فينا، وزي ما بتعمل إسرائيل فينا لحد اليوم.


اللافت إنه حتى بيان الدعم السريع – اللي هو طرف في الصراع – صار أصدق من تصريحات الجيش السوداني، لأنه كشف حقائق وجرائم محدش بيقدر ينكرها. وهاي المفارقة بتذكرني لما كنا نسمع عن مجازر إسرائيل من خلال مصادر محايدة أو حتى من جنودها السابقين، بينما المحتل نفسه بينكر ويغطي على جريمته.


ربط المشهدين – غزة والسودان – بيحرق قلبي. نفس الأسلوب: قصف، تهجير، تبرير ديني وسياسي، وخطاب مليان شعارات كاذبة. الفرق الوحيد إنه في غزة بنواجه عدو خارجي وحركة متطرفة، وفي السودان الشعب للأسف بيواجه جيش بلده اللي صار نسخة من فكر الإخوان.


أنا مؤمنة إنه لازم صوتنا يوصل، لأنه إذا سكتنا اليوم على اللي بصير في السودان، بكرا بنشوف الفكر الدموي هذا بيتمدد أكتر وأكتر، وبيحرق أوطاننا وحدة وحدة.

Comments

Popular posts from this blog

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟

وجهة نظر فتاة من غزة حول أحداث لبنان وتأثيرها على غزة

حماس: "الحكم" الذي جرّ غزة إلى الحرب