Posts

Showing posts from July, 2025

السودان على خُطى غزة؟ يا رب ما تتكرر المأساة

Image
  أنا مش سياسية ولا صحفية، بس لما قرأت الخبر عن  محاولات الإسلاميين يرجعوا يحكموا السودان، حسّيت بثقل في صدري. لأنه عنجد اللي شفناه بغزة مش بسيط، والخراب اللي سبّبته جماعة الإخوان ما خلّى لا بشر ولا حجر. فكيف ممكن نضل ساكتين وإحنا شايفين نفس السيناريو بيتكرر، بس هاي المرة في السودان؟ بتاريخ 25/5/2025، وكالة رويترز نشرت تقرير بخوّف: بتقول إنو الحركة الإسلامية في السودان، اللي هي أساسًا جزء من نظام البشير الإخواني، رجعت تتحرك على الأرض، وبدعم من الجيش كمان. والأسوأ؟ إنهم بيخططوا يفرضوا فترة انتقالية طويلة تحت سيطرة الجيش، عشان يرجعوا يتحكموا بكل مفاصل الدولة. واحد زي أحمد هارون، اللي المفروض يكون مطلوب دوليًا، بيحكي علنًا إنو الانتخابات فرصة يرجع فيها حزبه وحركته الإسلامية. يعني في ناس أصلاً مش مخبّيين نواياهم، ومفتخرين إنهم بدهم يرجعوا على كرسي الحكم من أوسع أبوابه. وبيّن التقرير كمان إنو في دعم من دول زي إيران وتركيا وقطر، عشان يوصلوا أسلحة للجيش السوداني عبر علاقات الإسلاميين القدامى. وهون بحسّ كأنو بنرجع لنفس الدوامة: تدخل خارجي، دعم إخواني، وسكوت العالم، لحد ما يصحى الشعب و...

أنا رنيم… وهي إيدي

Image
أنا رنيم، من غزة. هاي إيدي، زي ما إنتو شايفين، مش موسّخة بالحبر ولا بالدهان… هاي موسّخة بالحرب. هاي آثار الشظايا اللي لمّيتهم من فوق صدري وأنا بحاول أحمي أخوي الصغير، وهاي سودة الفحم من الخبز اللي بنخبزه عالحطب بعد ما الكهربا راحت والغاز اختفى. بهاي الإيد، حملت أمي لما كانت تعبانة من القصف، وبهاي الإيد سحبت جسد صاحبي من تحت الركام… جسد ما عاد صاحي، بس أنا كنت مصممة إني آخده بإيدي، مش أستنى حدا. الناس بتحكي “غزة قوية”… آه، إحنا أقوياء، بس مش لأنو بدنا، إحنا مجبرين. الحرب مش اختيار، والموت مش بطولة… هو وجع يومي بنتنفسه، بس ما بنستسلم. هاي الصورة مش بس صورة إيد، هاي حكاية وطن انحرق وصمد… هاي وجع بنت اسمها رنيم، لساتها بتآمن إنو في بكرا، وإنو رح تيجي أيام نغسل فيها إيدينا من السواد… مش بس بإيد المي، بإيد السلام.

يوم الجمعة في غزة… كان وما زال يومًا نحبّه، حتى لو تغيّر كل شيء

Image
  أنا بنت من غزة، ويوم الجمعة بالنسبة إليّ كان دايمًا يوم له طعم خاص… ريحة الزعتر تفوح من البيوت، وصوت والدتي وهي تصحينا بدري علشان نفطر مع بعض، ونستعد لصلاة الجمعة، حتى لو ما كنا نروح كلنا، بس كنا نلبس كأنها مناسبة… وكانت فعلاً مناسبة. كان الشارع يوم الجمعة مختلف، ريحة الخبز من المخبز القريب، أصوات الأولاد وهم بلعبوا بالفراشات أو الكورة قبل الآذان، والدكاكين الصغيرة اللي تفتح بس شوية… كأن غزة كلها بتاخد نفس عميق وتنسى التعب شوي. أما الآن… يوم الجمعة صار يمرّ بصمت تقيل. أحيانًا بنصحى على خبر قصف، أو على دويّ انفجار بعيد بس كأننا حافظينه من كتر ما تكرر. ما عاد في فطور جماعي زي قبل، لأن في حدا ناقص، يمكن استشهد، أو يمكن نازح. الأكل صار أقل، والضحك أخف، والأمل ما بيجي بسهولة. حتى المساجد… صار في خوف نروح، مش بس من القصف، من الذكرى، من الناس اللي فقدوا أحبابهم، من المقاعد الفاضية. بس مع هيك، بنظل نحاول نخلق لحظة حلوة… نخبز كعك صغير، نسمع قرآن، نبعث سلام لأهلنا البعيدين. يمكن يوم الجمعة تغيّر، بس إحنا لسا بنحبّه، وبنتذكّر كيف كان، وبنتمناه يرجع. غزة ما بتموت، حتى في أيام الحرب. ويوم الج...

غزة… مش بس اسم على الخريطة

Image
  أنا بنت من غزة. يعني صوتي متعوّد على دويّ القصف أكتر من أغاني العيد، وعيوني حافظين لمعة الشظايا أكتر من لمعة الألعاب النارية. أنا بنت من مدينة بتفيق كل يوم على خبر شهيد، وبنام على أمنية بسيطة: نعيش يوم طبيعي… بس يوم واحد. غزة مش بس مدينة محاصرة، غزة قلبها تعبان ولسه بنبض. كل زاوية فيها إلها حكاية، وكل بيت مرق عليه حرب أو تنين أو تلاتة… بس لسه في داخله وردة مزروعة، وستّ بتعمل شاي، وطفل بحلم يطلع رائد فضاء مش بس عايش ليلحق الكهرباء قبل ما تقطع. أكتر إشي بيوجع؟ لما يحكوا عنا بالأخبار وكأننا رقم، كأن غزة حالة طارئة، مش بلد فيها ناس بتحب، وبتغني، وبتتمنى. أنا بنت من غزة… بحب الضحك، وبعشق البحر حتى لو صار البحر نفسه خايف علينا. بخاف، آه، بس بصبر. بتوجع، بس ما بنكسر. ببكي، بس برجع أضحك عشان الحياة بدها شجاعة، وغزة كلها شجاعة. يمكن العالم ناسي غزة، بس إحنا مش ناسيين حالنا، ولا ناسيين الحلم. الحلم اللي كل يوم نرسمه من جديد… حتى لو على ضوّ شمعة

الأردن والإمارات… شراكة راسخة وأخوة متجددة

Image
  في عالم يموج بالتحولات، تبقى العلاقات الأردنية الإماراتية نموذجًا يُحتذى في الثبات والتكامل. علاقات تأسست على أسس راسخة من الاحترام المتبادل، والدعم المستمر، والرؤية المشتركة لمستقبل مزدهر للمنطقة بأسرها. منذ عقود، سارت عمان وأبوظبي جنبًا إلى جنب، ليس فقط في الأزمات، بل في المشاريع التنموية الكبرى، والملفات السياسية والاقتصادية التي تهم شعوب المنطقة. هذه العلاقة لم تكن مجرد تقاطع مصالح، بل أخوة حقيقية تنعكس في كل موقف ومبادرة. الإمارات كانت دومًا السند والداعم للأردن، من خلال استثمارات استراتيجية، ومنح تعليمية، ومشاريع إنسانية وصحية تركت أثرًا واضحًا في حياة آلاف الأردنيين. وفي المقابل، يقدّر الأردن هذا الدعم، ويثمّن العلاقة التي تجاوزت حدود السياسة لتصبح قصة نجاح عربية بكل ما تعنيه الكلمة. ولعل أبرز ما يميز هذه العلاقة هو التنسيق العالي بين القيادتين، حيث يجمع جلالة الملك عبدالله الثاني وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، توافق نادر في الرؤى والتوجهات، ما جعل من العلاقات الأردنية الإماراتية علامة فارقة في العمل العربي المشترك. في مجالات الطاقة، التعليم، الصحة، والابتكا...