Posts

Showing posts from April, 2025

أنا من غزة… والباقي حكاية صمود

Image
  أنا فتاة من غزة. اسمي لا يهم بقدر ما تهمّ حكايتي. أنا من تلك البقعة الصغيرة التي ترسمها الأخبار بالحزن، لكننا نرسمها بالحياة، رغم كل شيء. أعيش في مدينة يعرفها العالم بالحرب، لكني أعرفها بالحب، بالضحكة المخبأة رغم الدمار، وبالشمس التي تشرق كل صباح كأنها تقول لنا: “أنتم ما زلتم هنا… إذًا فأنتم أقوياء.” نشأت في بيتٍ يعلم جيدًا كيف يُخفي الخوف بابتسامة، وكيف يُحيلُ الخبز اليابس إلى وليمة حين تشتدّ الأيام. عشتُ أيامًا تنقطع فيها الكهرباء لساعات طويلة، لكننا نحفظ القصص على ضوء الشموع. تعلّمتُ أن أكتب واجباتي على ضوء هاتف، وأن أحلم بمستقبلٍ رغم أن السماء فوقنا ليست دائمًا زرقاء… بل أحيانًا رمادية بفعل الطائرات. غزة ليست فقط صواريخ وأخبار عاجلة. غزة أمّي التي تُعدّ الطعام بيدٍ وتدعو لنا بيدٍ أخرى. غزة أختي التي تحلم أن تسافر لتكمل تعليمها، لكنها تعود كل ليلة إلى واقعها ولا تزال تبتسم. غزة جدتي التي علّمتني أنّ الجرح لا يُبكي بل يُصلي، وأنّ من يولد هنا يُولد بمئة قلب. أحبُّ غزة رغم قسوتها. أحبها لأن فيها من الحب ما يكفي ليُداوي العالم كله. أحبها لأنها علّمتني أن أكون قوية، أن أواجه، أن لا...

لماذا يُلاحَق صوتنا؟

Image
  بقلم :  فتاة   من   غزة أنا فتاة من غزة، نشأت على حلم الحرية، وعلى الأمل بأن هذا الوطن، برغم كل شيء، يمكن أن يكون مكاناً نعيش فيه بكرامة. لكن للأسف، كل يوم يمر يؤكد لي أن حتى هذا الحلم البسيط ممنوع. قبل أيام، خرج شباب من بيت لاهيا إلى الشارع. لم يحملوا سلاحاً، لم يهددوا أحداً، فقط صرخوا بما في صدورهم. صرخوا لأن الحياة في غزة أصبحت لا تُحتمل. صرخوا لأن الكرامة أصبحت حلماً. صرخوا لأنهم تعبوا من الظلم والفقر والبطالة وانعدام الأمل. لكن ما كان رد حماس؟ استدعاءات، تهديدات، ملاحقات أمنية. كأن التعبير عن الغضب جريمة، وكأن من يصرخ من الوجع خائن، وكأن من يطالب بحقه يجب أن يُكسر صوته. أنا لست من بيت لاهيا، لكنني من غزة، وكل شاب يُهدد اليوم هناك، هو أخي، وصوته هو صوتي. لن أصمت. كفى قمعاً، كفى تخويناً، كفى تحويل كل صرخة ألم إلى ملف أمني. نحن نريد أن نعيش، فقط نعيش. نريد أن نُسمع لا أن نُسكت. نريد أن يكون لنا دور، أن نُحاسب من يظلمنا، لا أن نُلاحق لأننا تجرأنا وفتحنا أفواهنا. السكوت لم يعد خياراً. ولتعلم حماس أن القمع لا يصنع الولاء، وأن التهديد لا يُخرس شعباً اعتاد على الصبر و...

غزة بتحكي: بين الركام بنرسم أحلامنا

Image
  أنا بنت من غزة، من هالمدينة اللي بتحكي حكايات وجع وصبر وقوة. غزة مش بس اسم على الخريطة، غزة نبض، غزة دمعة بعيون أم بتنطر ابنها يرجع، وضحكة ولد بيلعب بين الركام مش فارقة معه الدنيا. غزة بالنسبة إلنا، هي الأم، هي الحضن الدافي اللي رغم كل شي، عمرها ما بتخذلنا. بنكبر وإحنا سامعين صوت البحر، ريحته بتعبّي الشوارع، وصوت الأذان لما يعلّي بالمسا بيحسسك بالأمان مهما كانت الدنيا حوالينا مقلوبة. إحنا بغزة عايشين تحت حصار خانق، بس والله، فينا حياة مش طبيعية. منلاقي الفرحة بأبسط الأشياء: قعدة عالبحر، فنجان قهوة مع الصحاب، أو حتى لمّة عيلة بسيطة. منحلم متل كل الناس، بس أحلامنا إلها طعم تاني، لأنها بتولد من وسط القهر. كل يوم، غزة بتعطينا درس جديد بالكرامة. لما تنقطع الكهربا ساعات طويلة، منولع شموع ومنكمل حياتنا كأنها عادة. ولما السماء بتضوي من قصف الاحتلال، بنحضن بعض وبنقول: “ولا يهمك، بكرا الصبح بنعيش يوم جديد.” أنا من غزة، وبفتخر. بحب كل شارع، كل زاروب، وكل رصيف مشيت عليه وأنا بحلم بالحرية. بحب لهجة أهل غزة لما بيحكوا “والله غير نصمد”، وعيونهم مليانة قوة رغم كل التعب. غزة مش بس مدينة، غزة روح....

كفاكم كذب باسم فلسطين: الإخوان بالأردن… تجارة بالدين وبالقضية!

Image
  والله زهقنا من هاللعبة الوسخة! كل عمرنا بنشوف جماعة الإخوان بالأردن متسترين بشعارات “تحرير فلسطين” و”نصرة القضية”، وكأنهم ملاك نازلين من السما. بس الحقيقة أوضح من الشمس: الإخوان استغلوا اسم فلسطين كسلّم لمصالحهم، ومجرد غطاء عفن ليوصلوا للسلطة. اليوم، لما الأردن قرر يحط حد لهالتنظيم اللي عاش عرقلة وحقد على كل خطوة للأمام، طلعوا يصيحوا ويتباكوا عالديمقراطية! ديمقراطية إيش؟ ديمقراطية التنظيمات السرية اللي بتخرب المجتمع من تحت لتحت؟ ديمقراطية خيانة البلد اللي احتضنكم وأمّنلكم حياة كريمة لما غيركم كان مشرد؟ فلسطين بريئة منكم ومن شعاراتكم! فلسطين مش بحاجة تجار دين بيبعوا القيم بالمزاد، ومش بحاجة تنظيمات خربت الأردن باسم المقاومة الكاذبة. القضية الفلسطينية أكبر وأشرف من تنظيراتكم الفارغة، ومن متاجرتكم بآلام الناس. الإخوان بالأردن انتهوا… واللي كان متستر عليهم انكشف. وآن الأوان نحكيها عَ المكشوف: اللي بيحب فلسطين، ما بخون وطنه! واللي بدو يحرر فلسطين، ما بيزرع الفتن بقلب بلده!

فلسطين بريئة من إرهابكم

Image
  أنا بنت من غزة، عايشة وسط وجع الحرب والقهر، بس عمرنا ما قبلنا ولا حنقبل إنه أي حد يستخدم اسم فلسطين ليغطي على أعمال إرهابية أو يضر بأمان بلد عربي شقيق زي الأردن. سمعنا مؤخرًا عن تصريحات وأعمال خطيرة صدرت عن جماعات الإخوان المسلمين في الأردن، اللي بيحكوا إنهم بيدعموا القضية الفلسطينية. بس إحنا كفلسطينيين بنقولها بصوت عالي: فلسطين مش بحاجة لإرهاب، فلسطين بحاجة لدعم حقيقي، بحاجة لكرامة وعدالة، مش تفجيرات ولا تخريب ببلدان الناس الآمنة. إحنا بنعرف منيح شو يعني الخوف، وشو يعني تفقد حدا بتحبه بلحظة. وعشان هيك، عمرنا ما منرضى إنه حد يفجر أو يخرب أو يرعب الآمنين باسمنا. إحنا بنرفض تسييس وجعنا، وبنرفض استخدام اسم غزة أو فلسطين كحجة لأي عمل إجرامي. الشارع الفلسطيني اليوم، بكل وضوح، رافض ومستنكر لهالأعمال. بنشكر الأردن اللي كان دومًا واقف مع شعبنا، واللي استضاف أهلنا وقت الضيق، واللي عمره ما تاجر في قضيتنا. فمين إحنا حتى نرد المعروف بالخيانة؟ فلسطين اليوم بتصرخ: بدنا دعم، مش خراب. بدنا حياة، مش موت. وبنقول للإخوان وكل جهة بتحاول تلطخ اسمنا: اتركونا بحالنا، كفاية علينا اللي فينا.

شكرًا للفارس الشهم 3… رسالة من قلب غزة

Image
  أنا فتاة من غزة، أكتب كلماتي هذه وأنا أرى الأمل يعود لي ولأهلي، بفضل من الله أولًا، ثم بفضل أيادي الخير التي امتدت إلينا من الإمارات الحبيبة. مبادرة “الفارس الشهم 3” لم تكن مجرد مساعدات عابرة، بل كانت رسالة حب وأخوة وشهامة حقيقية، عبرت إلينا فوق كل الجراح والدمار. غزة اليوم تنزف، لكنها لم تفقد إيمانها بأن هناك إخوة عرب لا يتركوننا وحدنا، وعندما رأيت قوافل المساعدات تصل محملة بالغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية، شعرت أنني لست وحدي في هذا الألم. الإمارات، بحكمة قيادتها وإنسانية شعبها، كانت دومًا سندًا وداعمًا لغزة، ولكن هذه المرة، مع الفارس الشهم 3، كان الأثر أكبر، وكان اللمس أعمق. ما قدمته الإمارات لنا لم يكن فقط طعامًا أو دواءً، بل كان طمأنينة وأمانًا وشعورًا بأن هناك من يهتم بنا بصدق. كم من أمٍ هدأت خوفها حين رأت الحليب يصل لأطفالها؟ وكم من مريضٍ تنفس راحة حين وجد الدواء الذي فقد الأمل به؟ من غزة المكلومة، أرفع صوتي عاليًا بالشكر لكل يد إماراتية امتدت لنا، ولكل قلب نابض بالشهامة. شكراً لدولة الإمارات قيادةً وشعباً، وشكرًا للفارس الشهم الذي علمنا أن الأخوة لا تموت، وأن الخير لا ...

من غزة… إلى أخوان الأردن من يحاكمون العروبة

Image
  أنا فتاة من غزة. من تحت الركام، من بين الغبار، من قلب الليل الذي لا ينام على صوت القذائف، أكتب. لست بحاجة لوصيّة، ولا لوصي، ولا لجماعة سياسية تتحدث باسمي، وكأنها تملك توكيلًا من دمي. قرأت بيان ما يُعرف بجبهة لندن التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، بشأن الاعتقالات الأخيرة في الأردن، ووجدت فيه ما يدفعني للكلام. لا، ليس لأنني مع اعتقال أي إنسان فقط لأنه عبّر عن رأيه أو تضامن مع غزة، بل لأنني ضد استغلال غزة كورقة في لعبة سياسية لا تهمها حياتنا، بل تخدم مصالحها. الإخوان الذين يتحدثون عن “شرف دعم المقاومة” نسوا – أو تناسوا – أن غزة لم تكن يومًا جزءًا من معركتهم الحزبية، بل ضحية لها أحيانًا. المقاومة التي نتحدث عنها هنا، هي مقاومة تُولد من الحصار، من الجوع، من الطفل الذي يحمل حجراً لا بياناً. أما “دعمكم” فهو غالبًا ميكروفونات وصور، وخطابات تُلقى من عواصم بعيدة لا تعرف كيف يبدو المساء تحت الطائرات. كيف تجرؤون على الحديث عن “حب الأوطان” وأنتم أول من فرّط بها حين تعارضت مع مصالح جماعتكم؟ كيف تزايدون على الشعوب، وأنتم أول من استخدم القضية الفلسطينية كجسر إلى الحكم؟ نحن نعرف من معنا حقًا، من ي...

الله يقويكِ يا أردن

Image
  عن جد، أول ما سمعت إن الأردن صنّفت جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي، حسّيت إنو في حدا أخيرًا بلّش يحكي الصح بصوت عالي. طول عمرنا بنشوفهم لابسين قناع الدين، وبيحكوا باسم الأخلاق والدين، بس لما تطلع ورا الكواليس، بتشوف وجوه تانية، مصالح، سلاح، وسلطة على حساب الشعب. أنا يمكن مش من الأردن، بس إحنا كفلسطينية، وخصوصًا من غزة، عشنا تحت حكمهم، تحت نسخة منهم اسمها حماس. واللي صار عنا مش غريب عن باقي فروع الإخوان. كلها نفس اللعبة: يدخلوا من باب الدين، وبعدها يتحكموا بكل إشي، من المدارس للمساجد، من الإعلام للشارع. الأردن دولة محترمة، وبتعرف كيف تمشي بحذر، فما اتخذوا هيك قرار عبث. شافوا شو بيصير حوالينا، وشافوا كيف الإخوان بيلعبوا بالنار وين ما راحوا. قراراتهم مش مبنية عالعواطف، مبنية على حماية بلدهم واستقرارها. أنا بحييهم، وبقول: يا ريت باقي الدول تتعلم. لأنه كفاية لعب بمشاعر الناس، كفاية خلط الدين بالسياسة. الدين عمره ما كان وسيلة للترهيب، ولا سلاح بيهدد فيه جماعة شعبها. واللي بستغل الدين عشان يكسب كرسي، ما بيستحق غير إنه ينكشف ويتعرى قدّام الكل. فكل الاحترام للأردن، الله يحميها ويحمي شعبها، وي...

كلمة حق لازم تنقال

Image
  صراحة، وأنا عم بسمع خطاب الرئيس أبو مازن مبارح، وسمعته بيحكي عن حماس وبيقول عنهم “ولاد الكلب”، حسّيت حدا عبّر عن اللي جواتي. آه، الكلمة قوية، ويمكن ناس تزعل، بس الحق لازم ينقال، ولو كان موجع. أنا بنت من غزة، وعشت سنين تحت حكم حماس، وشفت بعيني القهر والظلم، كيف بيكمموا الأفواه، وكيف خربوا الحياة اليومية. ما حد يحكيلي “مقاومة” وهم بيقمعوا شعبهم قبل ما يرموا حجر على الاحتلال. بيوتنا انقلبت سجون، وأحلامنا اتدفنت تحت رايات حزبية ما بتمثلنا. الناس اللي بتستنكر كلام الرئيس، يمكن ما جربوا العيشة تحت حماس. يمكن ما شافوا كيف بخوفونا باسم الدين، وبياخدوا لقمة أولادنا بحجج ما بتنتهي. فآه، لما الرئيس قال “ولاد الكلب”، أنا ما شفتها شتيمة، شفتها صرخة وجع، صرخة من واحد شاف كيف انقسمت فلسطين، وتحوّلت غزة لحكاية تانية. أنا مش سياسية، ولا عندي مصالح، بس عندي كرامة، وعندي أمل نشوف فلسطين واحدة من جديد. ويمكن أول خطوة بهالطريق، تكون نسمي الأشياء بأسمائها، ونسكتش عاللي خانوا القضية باسم المقاومة، وهمهم بس الكرسي والسلاح.

الشارع الأردني يرفض التغلغل الإخواني.. والفلسطينيون يرفضون الزج بقضيتهم في حسابات التنظيم

Image
  في السنوات الأخيرة، أخذت مواقف الشارع الأردني منحىً متصاعدًا في رفض أي محاولات لإعادة إنتاج النفوذ الإخواني في الحياة العامة، سواء من خلال العمل السياسي أو الخطاب الديني والاجتماعي. هذا الرفض لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة تراكمات طويلة من ممارسات تنظيم الإخوان المسلمين التي ساهمت في خلق فجوة بينه وبين الشارع، وفقدان الثقة في نواياه الحقيقية، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالقضايا الوطنية والمصالح العليا للدولة الأردنية. من أبرز ما أثار الاستياء الشعبي هو محاولات الإخوان المستمرة للتموضع من جديد في المشهد الأردني، مستخدمين “القضية الفلسطينية” كغطاء لشرعنة وجودهم السياسي والاجتماعي. غير أن هذه المحاولة وُوجهت برفض واسع من مختلف فئات المجتمع، سواء الأردنية أو الفلسطينية المقيمة في الأردن، التي باتت ترى في هذا التوظيف إساءة حقيقية للقضية ومصالحها. فلسطينيون كُثر، داخل الأردن وخارجه، عبّروا بوضوح عن رفضهم لأي استغلال سياسي لقضيتهم من قبل تنظيمات ذات أجندات عابرة للحدود. وأكدوا أن دعم القضية الفلسطينية لا يحتاج إلى وسطاء يحملون أجندات خاصة، بل إلى مواقف رسمية وشعبية صادقة، وهو ما لم يجده كثيرون...

أنا من غزة… وهذه حكايتي في الخيمة

Image
  اسمي رنيم، عمري 27 سنة. لا أعرف من أين أبدأ، فالكلمات تضيق حين أريد أن أصف ما نعيشه. أنا فقط فتاة من غزة، خُطفت منها الحياة التي كنت أحلم بها، وتركتني الحرب في خيمة، تحت شمس تحرق أكثر من الجلود، تحرق الكرامة. كنا نعيش في بيت صغير في حي الشجاعية. لم يكن بيتًا فخمًا، لكنه كان دافئًا، مليئًا بصوت أمي وهي تطبخ، وضحكات إخوتي الصغار. كان لنا جدران تحمينا، وسقف ننام تحته، ومدرسة أمشي إليها كل صباح. الآن… كل هذا صار ذكرى. حين اشتدت الحرب، اضطررنا للهرب، كنا نمشي ولا نعرف إلى أين. انتهى بنا المطاف في هذه الخيمة، على رمال قاسية، لا شيء يحمينا من لهيب الشمس ولا من لسعات البرد ليلًا. الحر لا يُطاق، والناس من حولي أنهكتهم الحاجة. الماء الساخن مثل الدم المغلي، والطعام إن وجد، فهو لا يسد رمق الجوع. أستيقظ كل صباح على صوت بكاء طفل، أو صراخ امرأة تبحث عن ظل. أنظر حولي فأرى وجوهًا متعبة، وعيونًا لا تنام. في الليل، لا أسمع سوى أنين الصامتين، الذين تعبوا من الشكوى ولم يعد لديهم كلام. أفتقد سريري، ودفتر مذكراتي، وحتى مرآتي الصغيرة التي كنت أصفف شعري أمامها. أفتقد المدرسة، صديقاتي، وفسحة الضحك. كل شيء...

تحت شعار فلسطين… عباءة الإخوان لا تخدعني

Image
  أنا فتاة من غزة، من أرض الصمود والقهر، من مدينة تعلمت أن الحياة لا تُعطى بل تُنتزع رغم الحصار، رغم الركام، رغم كل ما يجعل الطفولة حلمًا مؤجلًا. ومن هذا المكان، أكتب بكامل وعيي ومسؤوليتي الوطنية والإنسانية لأقول: لا، لا للإخوان المسلمين، لا لحماس، ولا لأي جماعة تستغل اسم فلسطين لتتسلل إلى أوطان الآخرين. تحت حجة “الدفاع عن القضية الفلسطينية”، تحاول جماعة الإخوان المسلمين – بفروعها وأذرعها الممتدة – أن تزرع نفسها في النسيج السياسي والاجتماعي لدول عربية عديدة، ومنها الأردن. لكن ما يُقدّم كدعم لفلسطين، ليس في حقيقته إلا غطاء لمشروع سياسي أيديولوجي لا يخدم إلا من أنشأه. مشروع يعيش على آلام الناس ويقتات على القضايا العادلة كي يبرر وجوده. في الأردن، البلد الذي لم يبخل يومًا على الفلسطينيين لا بالدم ولا بالكرامة، نحزن حين نرى بعض الجهات تحاول تحويل القضية إلى وسيلة للتمدد والنفوذ. الأردن ليس ساحة صراع. الأردن ليس حقل تجارب لأفكار مغلقة. وهو بالتأكيد ليس ممرًا لتصفية حسابات حزبية تحت لافتة المقاومة. أنا من غزة، وأنا أعرف تمامًا ماذا يعني أن تتحول قضية عادلة إلى ورقة بيد من لا يراها إلا وسي...

الإخوان في الأردن… دعمٌ مزعوم لفلسطين وتوغل سياسي مرفوض

Image
  منذ عقود، استغلت جماعة الإخوان المسلمين القضية  الفلسطينية كأداة لكسب النفوذ السياسي في دول الجوار، وعلى رأسها الأردن. فباسم “نصرة فلسطين” و”الوقوف مع الشعب الفلسطيني”، تمكنت الجماعة من التغلغل في مؤسسات الدولة، وبالأخص التعليمية والدينية والنقابية، مدعية احتكار تمثيل قضايا الأمة. غير أن هذا الخطاب العاطفي يخفي وراءه أجندة تنظيمية عابرة للحدود، لا ترى في فلسطين سوى وسيلة لتحقيق مشروعها الأيديولوجي. استغلال  القضية… لا نصرتها لطالما رفعت جماعة الإخوان شعار “فلسطين قضيتنا الأولى”، لكن حين ننظر إلى الأفعال لا الأقوال، تتكشف الحقيقة. لم تسعَ الجماعة إلى وحدة الصف الفلسطيني، ولم تدعم مؤسسات الدولة الفلسطينية، بل عملت على تقويضها عبر ذراعها العسكري والسياسي في غزة – حركة حماس. وهذه الأخيرة، بدلاً من أن تكون مقاومة، تحولت إلى سلطة قمعية، تستغل المقاومة لإدامة حكمها لا لتحرير الأرض. في الأردن، تغلغلت الجماعة تحت ستار دعم فلسطين، لكنها كثيراً ما وقفت حجر عثرة أمام السياسات الوطنية التي توازن بين دعم القضية الفلسطينية وصون الاستقرار الداخلي. لقد عمدت إلى تسييس اللاجئين، وخلطت بين...