برد المطر في خيمتي

أنا فتاة من غزة، أعيش تحت سماء لا ترحم، وفي خيمة لا تقيني برد الشتاء. منذ أن بدأ المطر يهطل هذا المساء، شعرت بقشعريرة تسري في جسدي، ليست فقط من البرد، ولكن من واقعٍ أصبح أثقل من أن يُحتمَل. أحب المطر، كنت أراقبه من نافذتنا القديمة قبل أن تهدم الحرب جدراننا، لكن الآن، وأنا في هذه الخيمة المهترئة، صار المطر عدوي. تسربت قطراته من الثقوب الصغيرة في السقف، بللت فراشي القليل الدفء، وزادت من قسوة الليل. أمي تحاول تغطيتي ببطانية قديمة بالكاد ترد شيئًا من البرد، لكنها لا تستطيع أن تغطي حزني. في الخارج، صوت المطر يمتزج بأنين الريح وصفيرها، وكأنها تغني لحزننا، لمأساتنا التي طالت. الأطفال في الخيام المجاورة يبكون من البرد، وأصواتهم تمتزج بصوت الماء المتساقط على الأرض الموحلة. كم كنت أتمنى أن يكون المطر فرحًا، أن أركض تحته كما كنت أفعل قبل أن يتحول بيتي إلى ركام، لكن الآن كل قطرة منه تذكرني بأنني بلا سقف، بلا جدران تحميني. أضم ركبتي إلى صدري علني أجد بعض الدفء، وأغمض عينيّ محاوِلة أن أهرب من الواقع، لكن كيف أهرب، وأنا أشعر بكل شيء؟ أمنيتي هذا الشتاء ليست معطفًا جديدًا أو حذاءً دافئًا، أمنيتي ...