Posts

Showing posts from November, 2024

غزة: جرح في قلب كل عربي

Image
عندما تسمع اسم غزة، يخطر في بالك فورًا صور المعاناة والصمود. هذا الشريط الصغير من الأرض الذي بالكاد يظهر على الخريطة أصبح رمزًا لصراع أكبر من حجمه الجغرافي. كإنسان يتابع الأحداث، لا يمكنني إلا أن أشعر بفيض من المشاعر المتناقضة، بين الحزن العميق لما يعانيه أهل غزة والفخر بثباتهم الذي يتجاوز كل وصف. أحداث تتكرر وذاكرة لا تمحى في كل مرة تشتعل فيها الأوضاع، تجد غزة تقف وحدها أمام آلة الحرب. المشاهد تعيد نفسها: بيوت مدمرة، وجوه تبحث عن أمل، وأطفال يحلمون بسماء خالية من الطائرات. أتساءل دائمًا: كيف يمكن للإنسان أن يعتاد على هذا القدر من الألم؟ لكن غزة تثبت دائمًا أنها ليست مجرد مكان، بل قصة إرادة وحياة. الصمود الذي يلهمنا رغم كل شيء، ما يدهشني هو قدرة أهل غزة على الحياة. بين كل غارة وأخرى، ترى أناسًا يعودون لإصلاح ما دُمر، أطفالًا يركضون خلف كرة بين الأنقاض، وشبابًا يرسمون المستقبل على جدران مهدمة. ربما نحن، خارج غزة، نشعر بالعجز أحيانًا، لكنهم يعطوننا درسًا في الأمل. كعربي، أشعر بأن غزة ليست مجرد قضية فلسطينية. إنها جزء من هويتنا المشتركة. الدعم لهم لا يكون فقط بالكلمات، بل بالمواقف، التبرع...

غزة بين الأمل والصمود في قلب المعاناة

Image
 غزة، تلك البقعة الصغيرة على خريطة العالم، التي تحمل في طياتها آلاف القصص والأحلام والأوجاع. كأنها نقطة تلتقي فيها الأزمان والأماكن، مكان لا يزال يحمل عبق التاريخ القديم، ولكن أيضاً مرارة الحاضر الذي يعيشه سكانها يومًا بيوم. عندما تفكر في غزة، يتبادر إلى ذهنك أولاً صور من الشاشات: الأطفال الذين لا يعرفون من الحياة سوى اللعب بين الركام، الشوارع التي لم تعد تعرف معنى الهدوء، والعيون التي تحمل في ملامحها الكثير من الحزن والأمل في آنٍ واحد. لكن وراء تلك الصور، هناك غزة أخرى، غزة الحياة. هناك وجوه يملؤها العزيمة، هناك شباب يتطلعون إلى مستقبل بعيد عن الحرب، وهناك أمهات يزرعن الأمل في قلوب أبنائهن رغم الظروف القاسية. غزة ليست مجرد مساحة جغرافية ضيقة؛ هي قصة شعب يكافح من أجل أن يكون له مكان على هذه الأرض. إنها رمز للمقاومة والصمود، فهي قد عاشت مئات السنين بين صراع وحروب، لكنها لم تفقد روحها. تعيش غزة اليوم في قلب معركة لا تتعلق فقط بالسياسة أو الحدود، بل هي معركة وجود وكرامة. ورغم ذلك، تبقى غزة مصدراً للإلهام؛ كيف لا؟ وقد قدمت للعالم أبطالاً في كل مجالات الحياة، من أطباء ومهندسين وفنانين، ...

صوت الحرب يسرق حياتي

Image
اسمي رنيم، فتاة من غزة. عمري 26 عامًا، لكنني أشعر أنني أكبر بكثير. في غزة، نكبر سريعًا، ليس لأننا نريد ذلك، ولكن لأن الحياة هنا تجبرنا على مواجهة ما يفوق أعمارنا.   حين أسمع صوت الطائرات تحلق في السماء، يتوقف الزمن. أتساءل في كل مرة: هل سيصيبنا القصف هذه المرة؟ هل ستنهار الجدران التي تحمينا؟ هذا الخوف لا يفارقني، حتى عندما أُجبر نفسي على النوم.   أتذكر ليلة لا تغيب عن بالي. كنت أجلس مع عائلتي في غرفة واحدة، كما نفعل دائمًا عندما تبدأ الحرب. أبي كان يحاول طمأنتنا، لكن صوته كان يرتجف. أمي تمسك بمسبحتها وتتمتم بالدعاء، بينما أنا وأشقائي نحاول أن نخفي خوفنا خلف أحاديث صغيرة عن أي شيء، أي شيء يبعد عقولنا عن فكرة الموت القريبة.   في غزة، الحرب ليست فقط أصوات قصف أو طائرات في السماء. إنها فقدان للأمان في كل لحظة. بيت صديقتي هبة دُمر قبل عامين. أتذكر كيف كانت تبكي وهي تخبرني عن ألعابها التي دفنت تحت الركام، وكيف أصبح حلمها الوحيد هو الحصول على سقف جديد يؤويهم.   كل شيء في حياتي تغيّر بسبب الحرب. مدرستي التي كنت أحب الذهاب إليها أصبحت مأوى للنازحين، شوارع الحي التي كنا نلعب ف...

غزة وأحداثها الداخلية: صراع يثقل كاهل المحاصرين

Image
غزة، المدينة التي تحمل في طياتها حكايات لا تنتهي من الصمود والمآسي، ليست فقط رهينة الحصار المفروض عليها من الخارج، بل هي أيضًا مسرح لصراعات داخلية تزيد من معاناة أهلها. الأحداث الداخلية في غزة أصبحت مشهدًا يوميًا من التوترات السياسية، والانقسامات الحزبية، والتحديات الاجتماعية التي تعصف بالمجتمع الذي بالكاد يلتقط أنفاسه بين حرب وأخرى.   أحد أكبر التحديات التي تواجه غزة اليوم هو الانقسام السياسي المستمر بين الفصائل، والذي ألقى بظلاله الثقيلة على الحياة اليومية للسكان. حماس التي تدير القطاع، وفتح التي تقود السلطة في الضفة الغربية، تعيشان حالة من النزاع السياسي الذي انعكس على كل شيء: من الخدمات الأساسية إلى فرص العمل وحتى أبسط حقوق الإنسان. هذا الانقسام ليس مجرد خلاف بين قيادات سياسية؛ إنه شرخ أصاب النسيج الاجتماعي، وأدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي والخدمات العامة.   في شوارع غزة، تبدو هذه الانقسامات واضحة. هناك شعور بالإحباط واليأس بين الناس الذين يشعرون أن أصواتهم لم تعد مسموعة. يتحدث الكثيرون عن فساد إداري وغياب للعدالة في توزيع الموارد، بينما يعاني المواطن البسيط من الفقر والبطا...

غرق خيمتي... وغرق أحلامي

Image
اسمي رنيم، فتاة  من غزة، أعيش في خيمة نصبتها عائلتي بعد أن دُمر منزلنا في إحدى الحروب. عندما بدأت الأمطار تتساقط بغزارة ليلة أمس، شعرت للمرة الأولى برهبة المطر. لم تكن تلك القطرات الراقصة على الأرض تحمل معها الفرح الذي يتحدث عنه الآخرون. بل كانت نذيرًا لمأساة جديدة في حياتي الصغيرة.   كانت الرياح تعصف بالخيمة التي بالكاد تقينا برد الشتاء، والماء يتسرب من كل زاوية. حاولنا أنا وأمي جمع ما تبقى من أغراضنا الصغيرة ونقلها بعيدًا عن المياه، لكن دون جدوى. كل شيء غرق، تمامًا كما غرقت أحلامي في أن أعيش يومًا حياة طبيعية.   في تلك اللحظة، لم أستطع أن أمنع نفسي من السؤال: لماذا نحن هنا؟ لماذا أنا وعائلتي نعيش في خيمة؟ لماذا تُركنا لنواجه المطر والبرد دون سقف يحمي رؤوسنا؟ الإجابة كانت واضحة في ذهني، رغم أنني صغيرة: نحن هنا لأن قادتنا، أولئك الذين يملؤون خطاباتهم بالوعود الكبيرة، فشلوا في حمايتنا.   أنا لا أفهم كثيرًا في السياسة، لكني أرى كل يوم كيف أن حماس، التي تحكم غزة، تهتم ببناء شعاراتها أكثر من بناء بيوت آمنة لنا. سمعت أبي يقول إن الأموال التي تصل إلى غزة لا تصل إلينا، بل ت...

الأمطار في غزة: فرحة ممزوجة بالمعاناة

حين تبدأ السماء في غزة بالبكاء، تتغير أجواء المدينة كليًا. تلك القطرات الأولى التي تضرب النوافذ تملأني بمشاعر مختلطة. في البداية، أشعر بالفرح، كما لو أن المطر يحمل معه وعدًا بأن شيئًا جديدًا سيبدأ، لكن سرعان ما يتسلل القلق إلى قلبي.   في غزة، المطر ليس فقط مشهدًا رومانسيًا أو فرصة لارتداء المعاطف الشتوية والخروج للاستمتاع بنسيم الشتاء. هنا، المطر يعني الشوارع المغمورة بالمياه، البيوت التي تخشى الأسطح المتشققة أن تخون أصحابها، والأطفال الذين يرتجفون من البرد في منازلهم التي لا توفر دفئًا كافيًا.   أتذكر المرات التي كنا نجلس فيها مع العائلة أثناء المطر. أمي كانت تحاول جاهدة أن تُطمئننا، لكن عيناها تكشفان قلقًا من أن تفيض المياه إلى داخل بيتنا. كنا نضع المناشف أسفل الأبواب ونستعد لمواجهة أي تسرب. أما أبي، فكان يخرج في الليل ليتأكد أن السطح ما زال صامدًا أمام أمطار الشتاء.   ورغم ذلك، هناك شيء سحري في أمطار غزة. عندما تتوقف لحظة عن التفكير في الصعوبات، تشعر أن هذه الأمطار تغسل القلوب والذكريات المتعبة. أتذكر كيف كنا أنا وأصدقائي نسير تحت المطر بلا مظلات، نضحك ونحن نحاول القفز...

غزة التي كانت أفضل مدينة في العالم: كيف صارت الآن؟

غزة، تلك البقعة الصغيرة على ساحل البحر المتوسط، كانت يومًا ما جوهرة المنطقة. في الماضي، كانت مدينة تنبض بالحياة، شاهدة على حضارات تعاقبت وتركت بصمتها على شواطئها وأسواقها. هنا، كانت البيوت تتباهى ببساطتها وأناقتها، وكانت الشوارع تمتلئ بالضحك والموسيقى، بالباعة المتجولين، وبأطفال يلعبون بحرية لا تحدّها أسلاك شائكة أو حصار.   غزة التي أعرفها من قصص أجدادي لم تكن محاصرة كما هي اليوم. كانوا يتحدثون عن أيام كانت فيها الأسواق مزدهرة بالبضائع، وعن صيادين يخرجون صباحًا يعودون محملين بخيرات البحر. يتحدثون عن شواطئ كانت مقصدًا للزوار من كل مكان، وعن مدينة تحمل عبق التاريخ وروح الحياة.   لكن غزة الآن ليست تلك المدينة. جدرانها تحكي قصة أخرى، قصة حصار استمر لعقود، وحروب متكررة مزقت أحشاءها، وجعلت أطفالها يكبرون قبل أوانهم. كيف وصلت غزة إلى ما هي عليه اليوم؟ الإجابة ليست بسيطة، لكنها تختصر في سلسلة طويلة من الظلم والعزلة التي فرضت عليها قسرًا.   الحصار المستمر منذ سنوات حوّل حياة سكانها إلى صراع يومي من أجل البقاء. الكهرباء أصبحت ضيفًا نادرًا، المياه غير صالحة للشرب في معظمها، وفرص الع...

غزة بعيون فتاة: حكايات الصمود والحلم تحت الحصار

Image
  حين أفتح عيني كل صباح في غزة، لا أحتاج إلى منبّه يوقظني. أصوات الطائرات وأزيزها في السماء كفيلة بأن تجعلني أبدأ يومي. هنا، في هذه المدينة الصغيرة المحاصرة، لا يشبه الصباح صباحات المدن الأخرى. الشمس تشرق، لكن ظلال الدمار تُلقي بثقلها على كل شيء. ومع ذلك، نعيش، نحاول، ونتمسك بالحياة. أنا فتاة من غزة. عمري ليس كبيرًا، لكنه كافٍ ليحمل ذكريات عن حروب وصواريخ وانقطاع للكهرباء وأحاديث حول الشهداء. أحيانًا أشعر أنني عشت أعمارًا أكبر من سنواتي. كيف يمكن لطفلة، ثم مراهقة، أن تنضج وسط هذه الظروف؟ لكننا هنا لا نملك رفاهية التوقف أو الانهيار. الحياة تستمر، وهذا هو قانون غزة الأول. أذكر جيدًا ذلك اليوم الذي انهارت فيه البناية المجاورة لنا بفعل قصف مفاجئ. كان قلبي ينبض بسرعة جنونية، ويد أمي تمسك بيدي بقوة كأنها تحاول أن تنقل لي الأمان عبر أناملها. صرخات الجيران، رائحة البارود، والغبار الذي ملأ كل شيء... لم أنسَ أي تفصيل. لكن ما أدهشني حينها هو أنني رأيت طفلًا من الحي يلعب بكرة قديمة بعد دقائق فقط من انتهاء القصف. كان كأنه يعلن، بطريقة طفولية بسيطة، أن الحياة لا يمكن أن تتوقف هنا. في غزة، نتعلم ...

حكاية صمود في وجه المستحيل

Image
  غزة ليست مجرد مدينة أو بقعة جغرافية على الخارطة؛ إنها رمز للصمود والكرامة في وجه العالم. كلما ذُكر اسمها، أشعر بتداخل مشاعر الفخر والحزن والدهشة. كيف لمدينة صغيرة، محاصرة من كل الجهات، أن تظل تقاوم بهذا الإصرار؟ كيف لمليونَي إنسان يعيشون في مساحة ضيقة، تحت القصف والدمار والفقر، أن يظلوا متمسكين بالحياة، بالأمل، وحتى بالضحك؟ أذكر أول مرة سمعت فيها عن غزة وأنا صغيرة. كنت أرى الصور على التلفاز؛ المباني المدمرة، الأطفال يلعبون وسط الركام، والنساء يمسكن بأطفالهن كأنهن يحملن العالم كله بين أيديهن. شعرت حينها أن غزة مكان مختلف، لا يشبه أي مكان آخر. إنها ليست مجرد مدينة تُحاصر بالجدران والأسلاك الشائكة، بل تحاصرها روايات العالم التي كثيرًا ما تكون ظالمة أو ناقصة. ما يدهشني في غزة هو قدرة الناس هناك على الحياة رغم كل شيء. أصدقاء لي زاروا غزة وعادوا وهم يروون قصصًا عن صمود شعبها. يحدثونني عن الأسواق التي تعج بالحياة رغم الحصار، عن الأعراس التي تُقام وسط القصف، وعن الأطفال الذين يرسمون أحلامهم على الجدران المهدمة. هؤلاء الناس يعلّموننا درسًا عظيمًا: أن الحياة تستمر، حتى في أقسى الظروف. لكن ...

عندما تمطر في غزة: بين نعمة السماء ونقمة الواقع

Image
  في ليلة هادئة من ليالي غزة، حين تظن أن الظلام هو كل ما يمكن أن يضيفه القدر إلى أيامنا القاسية، جاءت الأمطار لتذكرنا أن المعاناة في هذا المكان تأبى إلا أن تتخذ أشكالاً جديدة. صوت المطر كان في البداية عزفًا طبيعيًا، يحكي عن الأمل الذي يزرعه المطر في الأرض، لكنه سرعان ما تحول إلى كابوس حين بدأ يتسرب إلى خيامنا، ويغمر أحلامنا البسيطة.   أعيش أنا وعائلتي في خيمة لا تحمي من البرد ولا تصد الرياح، فكيف لها أن تواجه أمطارًا غزيرة كهذه؟ الماء لم يطرق الباب بل دخل بقوة، بلا استئذان. سرعان ما وجدت نفسي أركض مع أمي وأخوتي لجمع ما يمكن إنقاذه من الملابس القليلة التي نملكها، بينما أبي يحاول حفر قناة صغيرة خارج الخيمة ليصرف الماء بعيدًا. لكن المطر كان أسرع منا جميعًا.   لم يكن هناك مكان جاف نلجأ إليه. الفراش أصبح بركة، والغطاء لم يعد غطاءً بل قطعة قماش ثقيلة ومبللة. حاولنا إشعال النار لنحصل على القليل من الدفء، لكن الخشب الذي كنا نعتمد عليه كان قد ابتل هو الآخر. جلسنا معًا نرتجف تحت مظلة الخيمة الممزقة، ننتظر الفجر الذي بدا وكأنه قرر أن يتأخر عن موعده.   الأطفال كانوا يبكون من الب...

شتاء غزة: معاناة في قلب المطر والصمود تحت الأنقاض

Image
 في شتاء غزة، يصبح البرد أكثر قسوة من أي مكان آخر، لأنه يأتي محملاً بذكريات الألم، والحروب التي لا تنتهي، والخوف الذي يتجدد مع كل رعد وقطرة مطر. عندما تبدأ السحب الداكنة بالتجمع في السماء، نعرف أن الشتاء قد وصل، لكن في غزة، الشتاء ليس مجرد فصل سنوي عابر، بل هو اختبار جديد للمجموعة الصغيرة من البشر الذين يحاولون العيش في ظل ظروف مستحيلة. عندما يهطل المطر في غزة، لا يسعده الكثيرون كما يفعل الناس في أماكن أخرى. على العكس، يثير المطر في قلوبنا القلق. نعلم أن الأمطار التي تبدأ خفيفة قد تتحول إلى سيول تجرف معها الأحلام، تملأ الشوارع المدمرة، وتغرق البيوت التي بالكاد نجت من أهوال الحرب. الشوارع الضيقة تتحول إلى برك مائية قذرة، تتسرب المياه إلى داخل المنازل القديمة التي لا تجد فيها العائلات مكانًا جافًا. الجدران المتهالكة تهدد بالانهيار، والنوافذ التي لم تُغلق بشكل جيد تجعل الرياح الباردة تتسلل إلى الداخل. وفي هذا الفصل، تتضاعف المعاناة. العائلات التي تعيش في منازل مهدمّة تواجه تحديات يومية: البرد القارس، غياب الكهرباء لساعات طويلة، وعدم القدرة على توفير التدفئة للأطفال. لا يملك الكثيرون ر...

420 يومًا من الحرب في غزة: صمود وأمل في وجه المعاناة

Image
  مرور 420 يومًا على الحرب في غزة هو تذكير قاسي وحزين بالواقع الذي لا يزال يعيشه أهل القطاع. عندما بدأت هذه الحرب في اليوم الأول، كان الجميع يأمل في أن تكون مجرد أزمة قصيرة، لكن سرعان ما تحولت إلى معركة مستمرة بين الأمل في السلام، والواقع المظلم الذي يتجدد كل يوم.  خلال تلك الأيام، كان الناس في غزة يعيشون حالة من الترقب والخوف، مع دوي القصف في الخلفية وخراب يطال كل زاوية من الزوايا. كانت الحياة هناك تتوقف بشكل يومي، لكن أمل البقاء كان دائمًا ما يطفو على السطح، رغم كل المعاناة. لا يقتصر الألم على الجراح الجسدية، بل يشمل الآلام النفسية التي يعاني منها الأطفال والنساء وكبار السن. فكل يوم يمر يحمل في طياته قسوة جديدة، ومع ذلك، ورغم ذلك، كانت هناك أوجه للكرامة والتحدي، حيث يعيد الشعب الفلسطيني بناء ما تم تدميره، ويتشبث بأمل بعيد في مستقبل أفضل. 420 يومًا من الصراع المستمر تترك وراءها أسئلة صعبة، لكنها أيضًا تفتح بابًا لفهم أعمق لمعاناة الشعوب وحقوقهم. وفي كل يوم يمضي، يصبح العالم أكثر إصرارًا على ضرورة إيجاد حلول شاملة من أجل السلام، ليس فقط في غزة، بل في جميع الأماكن التي يعاني في...

يوم التسامح العالمي: رسالة شكر من أهل غزة لدولة الإمارات العربية المتحدة

Image
في يوم التسامح العالمي، الذي يصادف 16 نوفمبر من كل عام، يتذكر العالم ضرورة تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب. وهو اليوم الذي يُحفز فيه الجميع على التفكير في أهمية التسامح كركيزة لبناء المجتمعات المستقرة والمزدهرة. وفي هذا السياق، يطل التسامح بلون خاص على أهل غزة، الذين شهدوا في الأيام الصعبة الماضية عونًا ومساندة غير محدودة من دولة الإمارات العربية المتحدة.  لقد كانت الحرب التي شنت على غزة في السنوات الأخيرة واحدة من أكثر الأوقات قسوة على السكان المدنيين في القطاع. فبينما كانت الأنقاض تتناثر في الشوارع، كان الصراخ يملأ السماء، وكانت الحاجة للمساعدة تزداد يوماً بعد يوم. ولكن، في خضم تلك اللحظات العصيبة، ظهرت دولة الإمارات كداعم رئيسي، ليس فقط من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، بل أيضا من خلال تقديم الأمل في الأوقات التي بدت فيها الحياة وكأنها قد توقفت. دور الإمارات في تخفيف معاناة أهل غزة قد تكون الحروب قد خذلت الكثيرين، لكن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطيني، وخصوصًا أهل غزة، في أحلك الظروف. فقد قامت بتقديم مساعدات إنسانية ضخمة، شمل...

الأحوال الداخلية في غزة: بين الواقع المؤلم وآمال المستقبل

Image
غزة، ذلك المكان الذي يلفه الحزن والألم في كل زاوية، هو جزء من الواقع الفلسطيني الذي تزداد معاناته مع مرور الوقت. في هذه المنطقة الصغيرة، التي تجمع بين تاريخ طويل من الصراع وحاضر مرير، تتراكم الأحوال الداخلية لتكون مزيجاً من التحديات اليومية والصمود الأسطوري في مواجهة الأزمات. ولكن، كما هو الحال في العديد من الأماكن التي تذوق مرارة الحرب والاحتلال، تجد غزة نفسها في دائرة مفرغة من الأمل واليأس. الواقع الاقتصادي والمعيشي: بين الفقر والحصار أحد أبرز التحديات التي تواجه غزة هو الوضع الاقتصادي. الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات طويلة أدى إلى تدهور كبير في مستوى المعيشة، حيث يعيش أكثر من 80% من سكان غزة في فقر، ويعتمدون على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية. المحال التجارية التي كانت تعج بالحياة أصبحت مغلقة أو تعاني من نقص في البضائع بسبب صعوبة الاستيراد والتصدير. البطالة مرتفعة بشكل مخيف، حيث تقدر بنحو 50%، مما يجعل من الصعب على الشبان الخريجين العثور على فرص عمل تضمن لهم حياة كريمة. البنية التحتية: أزمة الماء والكهرباء غزة تعاني أيضاً من أزمة كبيرة في البنية التحتية، وخاصة في...

أمل لا ينكسر: قصص فتيات غزة في مواجهة الحصار والمعاناة

Image
  في غزة، حيث يتشابك الأمل مع الألم، تعيش فتيات مثل كثيرات غيرهن في عالم يعج بالحروب والمآسي. تبدأ أيامهن في ساعات الصباح الباكر، حيث لا تشرق الشمس إلا بعد أن تمر خيوط من الحزن على سماء المدينة. في كل يوم، يستيقظن على أصوات الصفارات التي تنذر بالخطر أو على قصف بعيد يذكّرهن بأن الحياة هنا لا تعرف الاستقرار. ورغم هذا الواقع القاسي، لا تكف هذه الفتيات عن التمسك بحلم الحياة. "كل صباح هنا هو اختبار للبقاء"، تقول واحدة منهن. "إنها معركة يومية من أجل الأمل. قد تكون الأرض محطمة من حولنا، لكننا نبحث عن خيط صغير من النور لنتمسك به." الحياة في غزة ليست سهلة، ولا يوجد فيها الكثير من الرفاهية أو الراحة. الكهرباء تأتي لساعات معدودة، والطرقات مليئة بالحواجز والعوائق. ومع ذلك، فالأمل هو ما يبقى. "حتى في أصعب اللحظات، نحن نحاول أن نعيش كأي شخص آخر، نحلم بمستقبل أفضل، بحياة تتسع للجميع دون خوف أو ألم." إحدى الفتيات التي نشأت في هذا المكان ترى أن حلمها بعيد المنال، لكنّها لا تستسلم. "كنت أريد أن أكون مهندسة، ولكن هنا في غزة، أحلامنا قد تبدو بعيدة، والأمور لا تسير كما نر...

منارة التسامح.. وصف يناسب الدعم الإماراتي في اليوم الدولي للتسامح

Image
في يوم التسامح الإماراتي، ونحن هنا في غزة، تبدو الكلمات أكبر من أن تحتويها الأفق. نحن الذين نعيش في حصار طويل، وبين أنقاض الحروب والدمار، نجد أنفسنا أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى أن نسمع عن الأمل. وكم كانت تلك اللحظة التي اكتشفنا فيها أن هناك من لا ينسى معاناتنا، حتى وإن كانوا بعيدين عنا آلاف الأميال. مُعَايَشَتي للحياة في غزة كانت على الدوام مرآة تعكس واقعاً مليئاً بالتحديات. الحرب على غزة ليست حدثًا مفاجئًا في حياتنا، بل هي جزء من روتين يومي نحاول التعايش معه رغم صعوبته. لكن يوم التسامح الإماراتي، الذي يوافق 16 نوفمبر من كل عام، كان دائمًا مناسبة ليتم التأكيد فيها على قيمة المحبة والعطاء والتعاون في وقت نحتاج فيه إلى هذه القيم أكثر من أي وقت مضى. التسامح بيننا في غزة، لا يمكن للكلمات البسيطة أن تشرح حجم المعاناة التي نعيشها. هناك دائمًا ما يذكرنا بأن العالم لا يهتم بما يكفي بما يحدث لنا، ولكن في يوم التسامح الإماراتي، ومع احتفاء الإمارات بهذا اليوم، وجدنا أنفسنا نعيش لحظة صغيرة من التفاؤل. الإمارات، تلك الدولة التي تمثل رمزًا للعطاء والمساعدة، لفتت أنظارنا إلى أن التسامح ليس فقط مشاعر...

استمرار الحرب على غزة: تأثيرها على الحياة والنفسية في غزة**

Image
منذ بداية الحرب على غزة، في أوقات متفرقة وعلى مدار سنوات طويلة، ما زالت ملامح الدمار والآلام تظهر في كل زاوية من زوايا القطاع. غزة، تلك البقعة الصغيرة التي تشعر وكأنها مفتوحة أمام الرياح العاتية التي لا تهدأ، تعيش يومًا بعد يوم في دوامة من الألم والدمار. الحياة في غزة ليست فقط صراعًا على البقاء المادي، بل هي أيضًا صراع مع الزمن والأمل. أثر الحرب على حياة أهل غزة الحرب على غزة لا تعرف بداية أو نهاية محددة. فهي تشن بوتيرة متصاعدة، يخلّف كل تصعيد منها دمارًا هائلًا في البنية التحتية والمنازل، وحصيلة بشرية ثقيلة. ورغم أن غالبية الناس في غزة اعتادوا على شبح الحرب التي يلوح في الأفق بين حين وآخر، إلا أن الاستمرار في هذا العيش اليومي وسط الخوف والتهديدات يصعب تحمله.  غزة تعيش في حصار خانق منذ سنوات، وهو ما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة. الناس لا يتمكنون من الحصول على احتياجاتهم الأساسية مثل الكهرباء والمياه العذبة والدواء. السوق يكاد يكون خاليًا، والبنية التحتية مدمرة، وكل شيء من حولهم يخبرهم أن المستقبل غير واضح. حتى الأطفال، الذين يفترض أن يكونوا بعيدين عن هموم الحياة، هم ضحايا هذا الوا...

ياسر عرفات: ذكرى قائد وطني وإرث لا ينتهي

Image
  في مثل هذا اليوم، تمر الذكرى السنوية لرحيل القائد الفلسطيني الكبير ياسر عرفات، الذي أسهم بشكل كبير في تشكيل تاريخ القضية الفلسطينية. كانت شخصيته حافلة بالكثير من الصراع والتحدي، ورغم رحيله، تظل ذكراه عالقة في الأذهان. كان ياسر عرفات رمزًا للصمود والمقاومة، وحلمًا لشعبه الذي انتظر طويلًا للحرية والاستقلال. تذكرني ذكراه دائمًا باللحظات التي كانت تجمعنا معه في ساحات النضال، وهو الذي لم يتراجع يومًا عن موقفه، سواء في أصعب الظروف أو في لحظات الأمل. كان الرجل الذي لم يتوانَ عن تقديم حياته من أجل فلسطين، ليصبح رمزًا للثورة الفلسطينية في العالم أجمع. كان الحلم الفلسطيني في عينيه، وقد صنع من نفسه قائدًا لا يشق له غبار، يسير خلفه ملايين من الفلسطينيين، يحملون نفس الأمل في المستقبل. لطالما كان ياسر عرفات يمثل أكثر من مجرد قائد سياسي؛ فقد كان الرجل الذي فهم معاناة شعبه، وكان على استعداد دائمًا للتضحية بكل شيء من أجلهم. مواقفه السياسية كانت محفوفة بالمخاطر، لكن إيمانه بعدالة القضية الفلسطينية كان هو الذي يقوده دومًا. لم يقتصر دوره على التفاوض فقط، بل كان دائمًا في طليعة من يقاوم الاحتلال، ويب...

غزة: بين صمود الشعب وصراعات الداخل… هل هناك أمل في الغد؟

Image
  في قلب غزة، تتجسد مأساة إنسانية تتكرر منذ سنوات، حيث يعيش الناس في ظل ظروف قاسية، تتراوح بين الحصار، النزاع المستمر، وغياب الاستقرار. في كل زاوية من هذه البقعة الصغيرة على البحر الأبيض المتوسط، ترى تحديات كبيرة: أناس حائرون بين البحث عن الأمل والعيش في واقع مرير، وحروب تترك آثارها في كل تفاصيل الحياة اليومية. غزة، التي تحولت إلى سجن كبير منذ سنوات، تعاني من شلل في البنية التحتية، وشح في الموارد الأساسية مثل الكهرباء والماء، والعديد من الأسر تجد نفسها مضطرة للتكيف مع هذه الظروف القاسية. الأوضاع الصحية في غزة أيضًا تعد كارثية؛ المستشفيات تعاني من نقص المعدات والأدوية، وفقدان الكوادر الطبية بسبب الضغوطات المستمرة. لكن رغم كل ذلك، يظهر في غزة شيء لا يمكن تجاهله: الإصرار. الإصرار على الحياة، على الأمل، على الاستمرار رغم كل شيء. تجد شبابًا يحملون على عاتقهم الأمل في التعليم، ويروون أحلامهم رغم القصف الذي يهدم جدرانهم، ولكن لا يثني عزيمتهم. تجد الأمهات اللواتي يواجهن الحروب والصعاب يزرعن في أطفالهن الأمل في غد أفضل. تجد العائلات التي رغم فقدانها للمنازل والأحبة، لا تزال تتشبث ببعضها الب...

مبادرة الفارس الشهم 3 في غزة: تأثيرها في تقليل معاناة الأهالي أثناء الحرب

Image
في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أهالي قطاع غزة نتيجة للحروب المستمرة، أصبحت المبادرات الإنسانية وسيلة أساسية للتخفيف من معاناتهم. واحدة من أبرز هذه المبادرات هي "مبادرة الفارس الشهم 3"، التي أطلقها العديد من الأفراد والمؤسسات الإنسانية بهدف تقديم الدعم والمساعدة للمواطنين في غزة، لا سيما في أوقات الأزمات والحروب. التعريف بالمبادرة "الفارس الشهم 3" هي مبادرة إنسانية تطوعية تهدف إلى تقديم المساعدات العاجلة للفئات الأكثر تضررًا في قطاع غزة، وخاصةً أثناء الحروب والاعتداءات العسكرية. تتضمن المبادرة تقديم المواد الأساسية مثل الغذاء والدواء، بالإضافة إلى توفير مأوى للفئات المتضررة. تركز المبادرة على تقديم الدعم العاجل في المناطق التي تتعرض للقصف بشكل مباشر أو حيث يكون الوصول إلى المساعدات الإنسانية صعبًا بسبب التدمير الكبير للبنية التحتية. أهداف المبادرة تهدف مبادرة "الفارس الشهم 3" إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الحيوية التي تساهم في تخفيف معاناة المواطنين في غزة، ومنها: 1. **إيصال الإغاثة العاجلة**: توفير الطعام، المياه، الأدوية، والخيام للفئات المتضررة. 2. **التر...

عام على مبادرة الفارس الشهم ٣: رسالة أمل في ظل المحن

Image
مر عام كامل على إطلاق مبادرة الفارس الشهم ٣ في غزة، وكان هذا العام مليئاً بالتحديات والصعوبات، ولكن أيضًا بالإنجازات والمبادرات الإنسانية التي أضاءت طريق الأمل وسط الظلام. في ظل ظروف الحرب والمعاناة التي يعيشها أهالي غزة، كانت هذه المبادرة بمثابة شعاع من النور، وفرت للأسر المتضررة ما يعينها على مواجهة تحديات الحياة اليومية في ظل الحصار المستمر. دور المبادرة في تقديم المساعدات لقد كانت المبادرة منذ انطلاقها تسعى لتخفيف معاناة أهل غزة من خلال تقديم مجموعة من المساعدات العاجلة. كانت البداية مع توفير المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز، الزيت، السكر، والمعلبات، وهي مساعدات حيوية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها السكان. بالإضافة إلى ذلك، تم توزيع الطرود الغذائية على العائلات التي تعاني من نقص حاد في المواد الأساسية بسبب الحصار وإغلاق المعابر. ولم تقتصر المساعدات على الغذاء فقط، بل شملت أيضًا تقديم الأدوية والمستلزمات الطبية التي كانت تفتقر إليها المستشفيات في غزة. في ظل تدمير البنية التحتية والنقص الحاد في الأدوية، قامت المبادرة بتوفير الأدوية الأساسية لعلاج الأمراض المزمنة وا...

أحداث غزة: تدهور الأوضاع الإنسانية وتداعيات الصراع المستمر

Image
منذ اندلاع الصراع الأخير في غزة في أكتوبر 2023، لا تزال المدينة تعيش في حالة من التوتر الشديد والانهيار الإنساني. القصف المكثف، الاشتباكات المستمرة، والنزوح الجماعي للسكان حول الوضع في قطاع غزة إلى كارثة إنسانية عميقة، جعلت الوضع أكثر تعقيدًا في واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم. الصراع على أشده تتسارع الأحداث في غزة بشكل يومي، حيث تستمر الهجمات الجوية البرية والبحرية من قبل الجيش الإسرائيلي، في حين تواصل الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة. وتغيب أفق التسوية في الوقت الحالي، مما يزيد من حجم المعاناة الإنسانية في القطاع الذي يعاني أصلاً من الحصار المستمر منذ سنوات. وفي ظل انقطاع الإمدادات الطبية والغذائية، يعاني المرضى والمصابين من قلة الرعاية الصحية اللازمة. كارثة إنسانية غير مسبوقة يشير تقرير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 500,000 شخص قد نزحوا عن منازلهم منذ بدء الصراع، فيما يعاني المدنيون من شح في المواد الأساسية مثل الطعام والماء والدواء. الأوضاع في المستشفيات على وشك الانهيار بسبب نقص الإمدادات الطبية وارتفاع أعداد الجرحى والمصابين. وفيما تعيش غزة في ظلا...

فوز ترامب.. هل نجاة لغزة أم استمرار للمعاناة؟

Image
  عند فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، كان لهذا الحدث وقع خاص ليس فقط على السياسة الداخلية للولايات المتحدة، ولكن أيضًا على السياسة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع الدائم في غزة. لم يكن هذا الفوز مجرد تغير في القيادة الأمريكية، بل كان انعكاسًا لمرحلة جديدة قد تكون لها تبعات كبيرة على مستوى العالم، وعلى وجه الخصوص على الوضع الفلسطيني.  الموقف الأمريكي في عهد ترامب: الدعم الثابت لإسرائيل منذ توليه منصب الرئيس في 2017، أظهر ترامب موقفًا قويًا وثابتًا تجاه إسرائيل، واعتُبرت سياسته أكثر انحيازًا تجاه تل أبيب مقارنة بالرؤساء السابقين. في تلك الفترة، اتخذ عدة قرارات تاريخية أبرزها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وهو ما أثار انتقادات شديدة من الدول العربية والمجتمع الدولي، حيث اعتُبر ذلك دعمًا غير مشروط لإسرائيل في الصراع مع الفلسطينيين. وبالنظر إلى هذا السجل من الدعم لإسرائيل، من المحتمل أن يشهد الفلسطينيون مزيدًا من التهميش في حال فوز ترامب مرة أخرى. فإدارته لم تكن تدعو إلى حل الدولتين كما فعل بعض الرؤساء الأمريكيين السابقي...

غزة: معاناة مستمرة في ظل الحرب

Image
غزة، ذلك المكان الذي يبدو أن الحرب لا تترك له وقتاً للاستراحة، يعيش أهاليها في دوامة من الألم، يواجهون تحديات كل يوم في ظل النزاعات المتواصلة. بالنسبة لأهالي غزة، أصبح الحديث عن "الدمار" و"الخوف" و"الاحتلال" روتيناً يومياً، وهو أمر لا ينفصل عن واقعهم. مع كل عدوان جديد، تتجدد جراحهم وتختلط مشاعرهم بين الأمل في غدٍ أفضل، واليأس من أن تصل الأمور إلى نقطة تغيير. الحديث عن الحرب في غزة ليس حديثاً عن أرقام أو تقارير صحفية فقط؛ إنه حديث عن حياة مشلولة، عن أطفال يُحرمون من الابتسامة، وشيوخ يحملون في أعينهم قصصاً من الألم والعجز. هذه ليست مجرد كلمات، بل هي واقع مرير يُعايشه السكان الذين أصبحوا يعيشون وسط الركام والدمار، مع عدم وضوح الأفق. أكثر ما يؤلم في غزة هو فقدان الإنسان لأبسط حقوقه في الحياة: الأمن، والراحة، والعيش الكريم. مع القصف المتواصل، تصبح الأيام ثقيلة، وكل لحظة تحمل في طياتها شعوراً بالخوف من المجهول. العائلات في غزة تتنقل بين أقبية المنازل والملاجئ، في محاولة للبقاء على قيد الحياة. الهروب من الموت لا يعني النجاة من الجوع أو المرض أو الظروف القاسية. فح...

حماس وحكمها في غزة: الأسباب والتداعيات

Image
تأسست حركة حماس في عام 1987 كفصيل مقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولكنها منذ ذلك الحين تطورت إلى سلطة سياسية، خاصة بعد فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006. منذ ذلك الحين، أدارت حماس قطاع غزة بعد أن قامت بإخراج قوات فتح من المنطقة في عام 2007.  حكم حماس في غزة تواجه حماس تحديات عديدة منذ توليها الحكم، بما في ذلك الأزمات الاقتصادية والسياسية، والحصار المفروض على القطاع. فشلت الحكومة في تحقيق الاستقرار والتنمية، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والاجتماعية. تحاول حماس الاستمرار في تعزيز سلطتها من خلال فرض نظام أمني صارم، وملاحقة المعارضين، مما زاد من الاستياء بين سكان غزة. الحرب والتصعيد العسكري الحروب المتكررة بين حماس وإسرائيل، مثل تلك التي وقعت في عام 2014 و2021، كانت نتيجة للتوترات المستمرة والعمليات العسكرية. تسببت الأعمال العسكرية، سواء من قبل حماس عبر إطلاق الصواريخ أو من قبل إسرائيل عبر الغارات الجوية، في دمار هائل وفقدان الأرواح، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية. تسعى حماس إلى تعزيز موقفها السياسي عبر التصعيد العسكري، ولكن هذا التصعيد غالبًا ما يؤدي إلى نتائج كارثية عل...

غزة في عيني: رحلة الفتاة المقاتلة

Image
أنا فتاة من غزة، تربيت بين أزقتها الضيقة وأحلامي التي أراها تتحطم في كل مرة تهتز فيها الأرض تحت قدمي. الحرب ليست مجرد حدث عابر في حياتنا، بل هي واقع يومي نعيشه في كل لحظة. أصبحت أصوات الانفجارات جزءاً من لحن حياتنا، يرافقني وأنا أستعد للذهاب إلى المدرسة أو ألعب مع أصدقائي في الشارع. تلك الأيام، كانت تحمل في طياتها أملًا بسيطًا. كنا نضحك ونلعب رغم كل شيء، نحاول إخفاء مخاوفنا عن بعضنا البعض. لكن سرعان ما تتحول الضحكات إلى صرخات، والألعاب إلى شظايا. أذكر ليلة واحدة، عندما اهتز المنزل، وكنت أحاول أن أكون قوية أمام أخوتي. شعرت برغبة في احتضانهم وحمايتهم، رغم أنني كنت أحتاج إلى الحماية نفسي. عندما بدأ النزوح، تركنا كل ما نعرفه. البيوت التي كانت تحوي ذكرياتنا، والشارع الذي تعلمنا فيه كيفية ركوب الدراجة، أصبحوا مجرد أشباح. وجدنا أنفسنا في أماكن مكتظة، مع غرباء لا نعرفهم، لكنهم يحملون نفس الألم. كان علينا التكيف مع كل شيء، حتى مع قلة الطعام والماء. في خضم ذلك، كنت أجد الأمل في عيون الأطفال الآخرين. نحن جيل يعاني، ولكننا أيضًا جيل يحمل إرادة قوية. الحرب علمتني الكثير. علمتني كيف أكون قوية، وكيف ...

دخول الحرب في غزة إلى اليوم الـ400: تحولات وتحديات

على مدار 400 يوم، استمرت الحرب في غزة، محملة بالكثير من الآلام والمعاناة. منذ بدء النزاع، عانت المنطقة من دمار واسع، وفقدان آلاف الأرواح، وتدمير البنية التحتية الأساسية. تطورات الصراع: شهدت الحرب تصاعدًا مستمرًا في حدة القتال، حيث تبادلت الأطراف القصف والهجمات، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني. لقد أدت الاشتباكات إلى نزوح جماعي للسكان، حيث ترك العديد من المدنيين منازلهم بحثًا عن الأمان. الأثر الإنساني: تظهر التقارير أن الوضع الصحي في غزة قد تفاقم بشكل خطير. المستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يهدد حياة الكثيرين. كما ارتفعت مستويات الفقر والبطالة بشكل كبير، مما أثر سلبًا على الحياة اليومية للسكان. المجتمع الدولي: تتجه الأنظار نحو المجتمع الدولي، الذي يسعى للوساطة وتقديم المساعدات. ولكن، حتى الآن، لم يتم التوصل إلى حلول فعالة توقف دائرة العنف. هناك دعوات مستمرة للسلام، ولكن الجهود تتعثر بسبب تعقيدات السياسة الإقليمية والدولية. نظرة إلى المستقبل: بينما يتواصل النزاع، يبقى الأمل في إيجاد حل دائم للسلام قائمًا. يجب أن تتضاف الجهود الدولية والمحلية لإعادة بناء غزة، ...