Posts

Showing posts from December, 2024

الأمطار في غزة: حين تتحول نعمة السماء إلى معاناة الأرض

Image
  كلما أُعلن عن أمطار قادمة إلى غزة، يتداخل في نفوس أهلها شعوران متناقضان؛ الفرح بقدوم الغيث الذي يروي الأرض وينعش الحياة، والخوف مما تحمله تلك الأمطار من معاناة، خاصة لأولئك الذين يسكنون الخيام والمنازل الهشة. غزة، تلك المدينة الصغيرة التي ترزح تحت وطأة الحصار والفقر، تستقبل الشتاء بأيدٍ خالية من التجهيزات. الأمطار التي تُعد رمزًا للخير والخصب تتحول هنا إلى شبح يُغرق القلوب قبل الأرض. مشهد الأطفال الذين يركضون تحت المطر لا يبدو هنا بريئًا كما هو في أماكن أخرى، بل هو محاولة للهروب من الخيام التي أصبحت مغمورة بالمياه أو منازل أصبحت أشبه ببرك صغيرة. في المخيمات المنتشرة على أطراف القطاع، تعيش العائلات في خيام بالكاد تقيهم حر الصيف، فما بالك بشتاء قاسٍ؟ في لحظة واحدة، تنهمر السماء لتغرق الأرض وتبتلع الأغطية والفرش البسيطة. يصبح النوم حلمًا بعيدًا، والدفء ترفًا غير متاح. بينما ينهمر المطر على غزة، تعمل العائلات بجهد متواصل لتصريف المياه التي تغزو مساكنهم، مستخدمين أدوات بدائية، وكأنهم في معركة يومية ضد الطبيعة. وعلى الجانب الآخر، يقف الأطفال في حيرة؛ هل يفرحون بالمطر أم يحزنون عل...

غزة.. حكاية صمود لا ينكسر

Image
  غزة… المدينة التي تختصر في اسمها حكايات الصمود والأمل، تلك البقعة الصغيرة على خريطة العالم، لكنها واسعة بما تحمله من قوة وعزيمة لا تنكسر. حين يُذكر اسم غزة، تقفز إلى الأذهان صور لمعاناة طويلة، لكنها أيضًا صور لصبر وثبات يذهلان العالم. غزة ليست مجرد مدينة، بل هي رمز للنضال في وجه التحديات التي قد تبدو للبعض مستحيلة. كيف يمكن لشعب محاصر، يعاني من أزمات إنسانية متكررة، أن يواصل الحياة؟ الإجابة تكمن في روح غزة، في قلوب أهلها، في تلك الإرادة التي لا تعرف المستحيل. عندما تمشي في شوارع غزة، ترى بوضوح التناقضات التي تعكس واقعها؛ مبانٍ متضررة بفعل القصف، لكنها محاطة بحياة تستمر. أطفال يلعبون، شباب يحلمون، وعائلات تحاول بناء مستقبلها رغم كل الظروف. غزة تعلمنا أن الأمل ليس رفاهية، بل هو ضرورة، وأن الحياة يمكن أن تزهر حتى في أصعب البيئات. ورغم الألم الذي يحاصرها، فإن غزة تعطي للعالم درسًا في الكرامة والعزة. درسًا يقول إن الأرض التي تسكن في قلوب أهلها لا يمكن أن تُمحى، وأن النضال من أجل الحق لا يتوقف مهما طال الزمن. غزة هي قصة كفاح شعب، لكنها أيضًا شهادة على إنسانية تبحث عن حياة كريمة...

غزة بعيون رنيم.. حكاية الصمود والأمل وسط الدمار

  اسمي رنيم، فتاة من غزة، عمري 26   عامًا، وأعيش في مدينة صغيرة تحمل من الجراح ما يفوق قدرتها على الاحتمال، لكنها، رغم ذلك، تظل نابضة بالحياة. غزة ليست مجرد مدينتي؛ إنها جزء مني، من روحي ومن حكاياتي التي تمتزج فيها القوة بالمعاناة. أنام على صوت الأمواج أحيانًا، وأحيانًا أخرى على أصوات مختلفة تمامًا، أصوات تُذكّرني بأن الحياة هنا ليست عادية. طفولتي كانت مليئة بأشياء لا يفهمها أطفال العالم الآخر. تعلمت مبكرًا كيف أعد حقيبتي الصغيرة وأجري إلى الملجأ. أذكر أني كنت أبحث عن ألعابي المفضلة لأخذها معي، حتى أدركت في وقت ما أن الحياة نفسها هي الشيء الأهم الذي يجب أن نحمله. الحياة اليومية في غزة ليست سهلة. الكهرباء تزورنا كضيف نادر، والماء ليس دائمًا نظيفًا. أحيانًا أدرس على ضوء شمعة، وأحيانًا أضطر إلى تأجيل أحلامي لأن الظروف أقوى مني. في يوم ما كنت أقرأ رواية وأتخيل حياة أبطالها، لكني أدركت أن قصتي الحقيقية أصعب من أي رواية. أتذكر حين كنت في المدرسة، كنا نتبادل القصص عن أحلامنا. أريد أن أكون مهندسة، أريد أن أكون كاتبة، وهكذا. لكن كبرنا ونحن ندرك أن تحقيق الأحلام هنا يشبه خوض معركة...

اشتباكات سوريا والمشهد الغزي: قراءة في قمع الأصوات واستغلال الدين

Image
في سوريا، المشهد معقّد بطبيعته، لكن ما حدث مؤخرًا بعد حرق مقام يُعتبر مقدسًا للطائفة العلوية يعكس واحدة من أعمق جراح المنطقة: استغلال الدين لتمزيق النسيج الاجتماعي. الاشتباكات والمظاهرات التي اندلعت تُظهر تراكم الغضب الشعبي تجاه السلطة، سواء كان ذلك بسبب الظلم الاجتماعي أو الطائفي أو السياسي. الحادثة تكشف عن غياب الحلول السلمية، حيث يتم استبدال الحوار بالعنف، وبدلًا من معالجة أسباب الانقسامات، تُستخدم الطائفية كسلاح لتشتيت الناس وتحقيق مكاسب سياسية. في غزة، الصورة لا تختلف كثيرًا. حماس، التي وصلت إلى الحكم تحت شعار المقاومة، باتت تمارس قمعًا لا يقل قسوة عن الأنظمة التي طالما انتقدتها. من يحكم باسم الدين في غزة يفرض سلطته بقبضة حديدية، يكمم الأفواه، ويستغل النضال الوطني لتبرير الديكتاتورية. الربط بين ما يحدث في سوريا وغزة ليس محض صدفة. في كلا المكانين، نجد سلطة تستغل المشاعر الدينية والطائفية لتبرير سياساتها القمعية. في سوريا، يُقسّم النظام المجتمع بناءً على الطوائف، مما يعمّق الانقسامات. أما في غزة، فحماس تستغل قضية فلسطين المقدسة لتحويل كل صوت معارض إلى “خائن” أو “عميل”. ما يجم...

دفء غائب: كيف يواجه أهالي غزة البرد القارس؟

Image
في غزة، حيث لا تزال آثار الحصار تفرض واقعًا مريرًا، يأتي فصل الشتاء كضيف ثقيل، يزيد من معاناة أهلها ويكشف قسوة الحياة اليومية. البرد في غزة ليس مجرد طقس، بل تجربة مؤلمة تُضاف إلى سلسلة طويلة من التحديات التي يواجهها سكان المدينة المحاصرة. مع أولى نسمات الشتاء الباردة، تبدأ معاناة العائلات التي تفتقر إلى أدنى مقومات الدفء. معظم البيوت في غزة تفتقر إلى العزل المناسب، والنوافذ القديمة تترك مجالًا للرياح الباردة للتسلل. المدافئ الكهربائية أصبحت حلمًا بعيد المنال بسبب انقطاع الكهرباء المستمر، الذي يمتد لساعات طويلة يوميًا، مما يجعل الاعتماد على الوسائل البدائية كالحرائق الصغيرة داخل المنازل خيارًا محفوفًا بالمخاطر. الأطفال، بملابسهم الخفيفة التي بالكاد تحميهم، يعانون أكثر من غيرهم. مدارسهم الباردة، التي تفتقر إلى التدفئة، تتحول إلى أماكن يصعب فيها التركيز أو التعلم. ومع ذلك، تجدهم يذهبون بشجاعة، متحدّين الظروف، حاملين حقائبهم الثقيلة وكأنها تعبّر عن حمل الواقع الذي يعيشونه. أما العائلات التي فقدت منازلها في الحروب المتكررة، فهي تعيش وضعًا أكثر قسوة في خيام أو بيوت مؤقتة لا تحمي من ال...

غزة في الشتاء: صمود الأمل وسط العواصف

Image
  غزة في الشتاء، هي قصة عن الصمود والأمل في مواجهة الظروف القاسية. في هذا الوقت من العام، تصبح السماء رمادية، وتغمر الأمطار شوارع المدينة، فيما تهب الرياح الباردة لتزيد من معاناة الناس، الذين اعتادوا على تحدي الواقع بشجاعة لا تعرف الاستسلام. الشتاء في غزة ليس مجرد موسم من المواسم الأربعة؛ هو فصل آخر من فصول التحدي. البيوت التي تكافح لتبقى دافئة، بعض منها بلا تدفئة كافية، والطرقات التي تتحول إلى برك مائية بسبب الأمطار الغزيرة التي لا تعرف التوقف. العديد من العائلات تعيش في ظروف اقتصادية صعبة، فتأتي الرياح لتزيد من معاناتهم. والأسواق تعج بالناس الذين يهرعون للحصول على احتياجاتهم من الملابس الدافئة، رغم أن الكثير منهم لا يستطيعون تحمل تكاليفها. ومع ذلك، لا يتوقف سكان غزة عن الابتسام، حتى في مواجهة أصعب الأوقات. الأسر في غزة لا تفقد الأمل في الحياة، فهم يظلون يتمسكون بالدفء الذي يمنحه لهم التكاتف والمساعدة المتبادلة. في هذا الشتاء، يتسابق الجيران لتقديم يد العون لبعضهم البعض، يشاركون ما لديهم من الطعام والملابس، ويروون بعضهم البعض قصصًا عن الأمل في الغد. الشتاء في غزة يعكس قوة هذه المد...

بعد سقوط بشار الأسد.. سوريا في خطر الإرهاب الطائفي

Image
تعتبر سوريا من أكثر الدول التي تأثرت بالأزمات السياسية والصراعات الطائفية التي دمرت بنيتها الاجتماعية والاقتصادية على مدار سنوات الحرب. ورغم أن الحرب السورية كانت قد بدأت كحركة احتجاجية تطالب بالتحول الديمقراطي، فإنها سرعان ما تحولت إلى صراع طائفي، حيث اتخذت أطراف النزاع أبعادًا دينية وقومية، ما جعل كل طرف يراهن على تعزيز نفوذه عبر الاستقواء بداعمين إقليميين ودوليين. ولكن مع بداية الحديث عن "ما بعد بشار الأسد" والتوجهات المستقبلية لسوريا، يتصاعد القلق من أن يكون الفراغ السياسي الذي قد ينشأ نتيجة سقوط النظام، مدخلًا لظهور نوع جديد من الإرهاب الطائفي، الذي قد يهدد بتدمير ما تبقى من المجتمع السوري. في هذا السياق، يمكن النظر إلى التجربة الفلسطينية في غزة، خصوصًا تحت حكم حركة حماس، كدليل على المخاطر التي قد تواجه سوريا في المستقبل القريب.  حماس في غزة: حكم ديني متسلط منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في 2007، تحولت المنطقة إلى نموذج لحكم ديني يتسم بالديكتاتورية تحت ستار الإسلام. إذ، ورغم أن حماس جاءت إلى السلطة عبر انتخابات ديمقراطية، إلا أنها سرعان ما فرضت نهجًا سلطويًا وممارسات ق...

غزة: قصة صمود وأمل لا ينتهي

 غزة، تلك البقعة الصغيرة من الأرض التي تحمل في قلبها أعباء التاريخ والآلام والآمال. في كل زاوية من زواياها، يختلط الحزن مع الأمل، والدموع مع الابتسامات. إنها ليست مجرد مكان جغرافي، بل هي رمز للصمود والمقاومة، بل وأيضًا للإنسانية التي تتحدى كل ما يحيط بها من صعاب. أستطيع أن أتصور كيف يعيش أهل غزة يومهم، وسط أصوات الطائرات الحربية وأزيز الرصاص، وهم يحاولون رغم كل شيء أن يستمروا في الحياة. كيف يمكن للإنسان أن يواصل العيش في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها هذا المكان؟ ربما تكمن الإجابة في عيون الأطفال الذين لا يعرفون سوى الابتسامة، وفي عزيمة الشبان الذين لا يتوقفون عن النضال من أجل حلمهم في الحرية والسلام. غزة هي أكثر من مجرد قطعة أرض في صراع طويل، هي قصة شعب بأسره يحمل قضيته في قلبه. الشوارع التي كانت يوماً مليئة بالحياة، أصبحت اليوم شوارع مليئة بالخراب والمأساة. ولكن مع كل انفجار، مع كل ضربة، تنبثق أرواح جديدة، أقوى وأكثر تمسكًا بالحياة. هنا، في غزة، لا يتوقف الأمل، حتى وإن كان الطريق طويلاً ومليئًا بالتحديات. العالم قد ينظر إليها على أنها نقطة صغيرة على الخريطة، ولكن من يعيش هناك ي...

غزة... أرض الصمود والأمل الذي لا يموت

Image
غزة، تلك القطعة الصغيرة من الأرض التي لا تقدر المسافات ولا الجغرافيا على اختصارها. تُعد غزة مثالًا حقيقيًا للإنسان الذي يقاوم في وجه المعاناة، ويتشبث بالأمل في أصعب الظروف. هي ليست مجرد مدينة أو منطقة جغرافية، بل هي قلب ينبض بالحياة رغم كل ما يمر به من تحديات وصعوبات. في غزة، تجد قصصاً من الصمود لا تنتهي. شباب يتحدون الحصار والجوع والدمار ليواصلوا تعليمهم وأحلامهم. نساء يجمعن بين العمل والتضحية من أجل عائلاتهن. أطفال يحملون في أعينهم إشراقًا لا يخبئه أفق ملبد بالغيوم. ما يميز غزة هو روحها المقاومة، فالأمل لا يغيب، وإن تأخر السلام. الواقع في غزة ليس سهلاً، فهو مزيج من الألم والصبر، من الفقدان والتمسك بالحياة. الحياة فيها لا تعني مجرد البقاء على قيد الحياة، بل تعني الحفاظ على الكرامة والإنسانية رغم كل شيء. إنه المكان الذي يجسد معنى القوة الحقيقية، حيث تجد في كل زاوية من زواياه روحًا تصرخ في وجه الظلم: "لن نركع".  لكن وراء كل هذه التضحيات والأوجاع، يكمن إصرار عميق على الحياة. غزة ليست مجرد مساحة جغرافية، إنها حكاية شعب تحدى الظروف، ورفض الاستسلام. وإذا كانت الأرض قد تعبت من القص...

قصة من داخل الخيمة.. ليست بيتًا

Image
الخيمة ليست بيتًا، لكنها أصبحت عالمي. تجمعني بوالدتي وإخوتي الصغار، نحاول جميعًا أن نحافظ على ما تبقى من حياتنا. أحيانًا تبدو الخيمة أوسع من مدينتنا التي ضاقت علينا بقصفها ودمارها. لا جدران تفصلنا عن البرد، ولا نوافذ نغلقها على أصوات الحرب. ورغم كل شيء، نجتمع كل مساء حول شمعة صغيرة، نحاول أن نخلق ذكريات جديدة وسط الحطام. ذكريات قبل الحرب كنت أعيش حياة بسيطة قبل أن تأتي الحرب. أحلامي كانت صغيرة: دراسة، عمل، وربما بيت صغير يجمعني بأسرتي. الآن، أصبح الحلم الوحيد أن نعيش ليوم جديد. أتذكر مدرستي، زميلاتي، ومكتبتي التي جمعت فيها قصصًا أحببتها. كل ذلك صار تحت الأنقاض. كأن الحرب لا تكتفي بأخذ المنازل، بل تطارد الذكريات أيضًا. الأمل وسط الركام رغم كل هذا، لا أتوقف عن الحلم. أحيك الأمل من أحاديث أمي، من ضحكات إخوتي الصغيرة، من شمس الصباح التي ما زالت تشرق رغم كل شيء. نحلم بيوم تعود فيه مدينتنا كما كانت. نحلم بسماء بلا طائرات، وبشوارع تعود تنبض بالحياة. رسالة للعالم في خيمتي، أكتب هذه الكلمات بقلم أُعيرته من طفلة تسكن في خيمة مجاورة. أكتبها لكم، لأقول إن غزة ليست فقط دمارًا وحربًا، بل هي أناس يحب...

غزة: صوت المقاومة وصمود الإنسان في وجه المحن

Image
غزة، ذلك الشريط الضيق الذي يلفه البحر من جهة والمحيط المظلم من الجهة الأخرى، كان وما زال رمزًا للمقاومة والصمود. هي ليست مجرد قطعة أرض أو منطقة جغرافية، بل هي مكان يجسد مقاومة الإنسان لعوامل القهر، ويعكس صورًا من الصمود في مواجهة الألم والدمار. بين أزقتها الضيقة، تشرق شمس الأمل رغم الظلام الذي يحيط بها. فغزة لم تكن يومًا مكانًا عاديًا في الذاكرة الجماعية، بل كانت محط اهتمام العالم، ولا تزال، بما تحمله من تاريخ طويل من الصراع والمعاناة. الحصار الذي طال أمده، والظروف الاقتصادية الصعبة، والدمار الذي يلاحق كل زاوية فيها، جميعها عوامل كانت من المفترض أن تضعفها، لكن غزة، بفضل إرادة أبنائها، أثبتت أن الإنسان قادر على الصمود مهما كانت الظروف وعلى الرغم من أن العالم يراها من خلال شاشات الأخبار، حيث تتسابق الصور لتوثيق آثار الحروب والدمار، فإن غزة هي أكثر من مجرد إحصائيات. هي قلوب مليئة بالأمل، وعقول تسعى لخلق الحياة وسط العدم. شوارعها تضج بالحياة، رغم المعاناة. أهلها لا يتوقفون عن الحياة مهما كانت التحديات. كل يوم في غزة هو تحدٍّ جديد، لكن في كل تحدٍ يثبت الغزّي أن الحرية حلم يجب أن يتحقق مهما ...

غزة بين الأمل والهدنة: أحلام فتاة في ظل الانتظار

 غزة، في عيني، ليست مجرد مكان على الخريطة. هي وطن مليء بالذكريات، بحكايات الناس الذين تعانقهم الأرض وتربطهم السماء. كل شارع في غزة هو جزء من قصتي، وكل زاوية تحمل بين طياتها معاناة وآمالًا، تعبيرًا عن الصمود والحنين إلى السلام. أنا فتاة من غزة، وعيني لا ترى سوى الأمل في كل زاوية رغم كل ما نعيشه. نكبر في ظل التحديات، ونحلم بمستقبل مختلف، ولو لبضع لحظات من الهدوء. الهدنة بالنسبة لي ليست مجرد وقف لإطلاق النار، بل هي الفرصة التي نحتاجها للتمتع بالسلام الداخلي، للحديث مع أحبائنا دون خوف، ولرؤية الأطفال يركضون في الشوارع دون قلق. كلما سُمع صوت انفجار بعيد، يعود قلبي ليخفق بشكل أسرع، وتبدأ الأسئلة تملأ رأسي: "متى سيأتي السلام؟" أحيانًا، يراودني شعور بأننا جميعًا نعيش على حافة الانتظار. كفتيات في غزة، نحلم بحياة بلا حروب، بلا جراح، حياة نتمكن فيها من تعليم أنفسنا وتحقيق طموحاتنا دون أن نعيش في ظل القصف والتدمير. نريد أن نكبر مثل أي فتاة في العالم، أن نحلم، أن نغني، أن ندرس، وأن نكون لنا مكان في هذا الكون. الهدنة بالنسبة لي تعني فرصة لنلتقط أنفاسنا. قد تكون فترة قصيرة، لكنها تمثل الأمل...

"الهدنة في غزة: فرصة للأمل أم فاصل مؤقت في سلسلة المعاناة؟"

  في ظل الأوضاع المأساوية التي تعيشها غزة، يتطلع الجميع إلى أي بارقة أمل قد تلوح في الأفق، وربما يكون الحديث عن اقتراب الهدنة فرصة لمراجعة ما تعنيه هذه اللحظة في حياتنا. لم تكن غزة يومًا مجرد أرض أو نقطة على الخريطة، بل كانت قصة معاناة وصمود، مليئة بالدماء والدموع والآمال. الهدنة، رغم أنها قد تبدو مجرد اتفاق على وقف إطلاق النار، إلا أن لها عمقًا أكبر من ذلك بكثير. هي بمثابة انفراجة في أزمة مستمرة، لحظة قد تمنح الأمل للعائلات التي فقدت الأحبة، وللأطفال الذين يحلمون بمستقبل أفضل بعيدًا عن صوت الانفجارات. لكنها في ذات الوقت لا تخلو من الأسئلة والشكوك: هل ستستمر؟ هل ستكون فرصة حقيقية للسلام؟ أم أنها مجرد تهدئة مؤقتة قبل تجدد العنف؟ من جانب آخر، يختلف الحديث عن الهدنة من شخص لآخر. بالنسبة للبعض، هي خطوة ضرورية لحماية الأرواح وتخفيف معاناة المدنيين. وبالنسبة للآخرين، هي خطوة يجب أن تترتب عليها نتائج ملموسة ومحادثات جادة نحو حل دائم يعترف بحقوق الفلسطينيين ويوقف التوسع الاستيطاني. لكن في نهاية المطاف، تبقى الهدنة بمثابة فرصة لتحقيق شيء أكبر. ربما تكون بداية لمرحلة من التفاهم، رغم أن الطري...

قصتي ما بين الحلم والواقع

Image
  في قلب غزة، حيث تتناثر الأحلام وسط الزحام، أكتب لكِ اليوم، ربما تكون كلماتي ناعمة، لكنها تحمل قسوة الحياة التي نعيشها هنا. أنا فتاة من غزة، وأريدك أن تعرفي أن ما أكتبه ليس مجرد كلمات، بل هو صوت آلاف الفتيات مثلي. صباحاتنا ليست كأي صباحات. لا شموس مشرقة تشرق على أرواحنا، ولا هواء نقي يملأ صدورنا. بدلاً من ذلك، نستنشق دخان القصف، ونسمع صدى الانفجارات التي تسرق منا السكينة كل يوم. نعيش في حالة من الترقب المستمر، وكأننا على حافة العالم، لا نعرف متى سينفجر كل شيء من حولنا. الحروب تلاحقنا، والحدود تغلق في وجوهنا، ولا مجال للفرار. لكننا، رغم كل ذلك، نعيش. نعلم جيدًا أن الفتاة في غزة تتحدى كل ما هو مستحيل. حتى في أوقات الفقدان، في لحظات الخوف، نحن نتمسك بأحلامنا الصغيرة. نحن نتعلم، نحب، ونبني عالمًا صغيرًا مليئًا بالأمل وسط الخراب. تعلمتُ أن لا شيء في غزة يأتي بسهولة. أحلامنا معلقة بين السماء والأرض، لكننا نرفع رؤوسنا عالية، رغم أن أقدامنا غارقة في الوحل. نحن نتحدى كل شيء: الحصار، الفقر، وأحيانًا الخوف من الموت، فقط لكي نعيش لحظات من السلام، ولو كانت قصيرة. لكننا نريد أكثر من ذلك. نريد أ...

غزة.. صمود الأمل في قلب المعاناة

Image
  غزة، تلك الأرض التي تحمل في طياتها الكثير من الحكايات، العزيمة، والآلام. بالنسبة لي، هي أكثر من مجرد نقطة على الخريطة، إنها رمز للصبروالصمود، ولإصرار الإنسان على الحياة مهما كانت الظروف. كنت دائماً أتساءل عن تلك المدينة الصغيرة في مساحتها الكبيرة في قلب التاريخ. غزة هي تلك المدينة التي رفضت الاستسلام، وقاومت كل محاولات التهميش، سواء كانت في التاريخ القديم أو الحديث. نسمع عنها في الأخبار كمدينة في حالة حرب أو تحت حصار، لكنني أرى غزة على أنها مكان يشع بالقوة الداخلية التي لا تظهر فقط في الأخبار، بل في كل تفاصيل الحياة اليومية. الحياة في غزة ليست سهلة، فقد عاشت المدينة سنوات طويلة من الحروب والمآسي، لكن في وسط هذا الواقع القاسي، تجد الأمل والابتسامات. من الأسواق المزدحمة بالناس إلى البيوت الصغيرة التي تعج بالحب والعائلات التي تصمد رغم كل شيء، غزة تعلمك معنى الصبر والتمسك بالحياة. أحياناً تظن أن أهلها قد اعتادوا على الألم، ولكن الحقيقة أنهم هم من علموا العالم كيف يعيشون رغم التحديات. غزة ليست مجرد مدينة تحارب من أجل البقاء، بل هي أيضاً مدينة تملك تاريخاً ثقافياً غنياً، يقدّر الناس في...

غزة في قلب الصمود والأمل في وجه التحديات

غزة هي مدينة تحمل في كل زاوية من زواياها قصصًا من الصمود، والألم، والأمل. منذ سنوات، وأهل غزة يواجهون تحديات وصعوبات غير مسبوقة، لكنهم دائمًا ما يثبتون أن القوة ليست فقط في البناء، بل في القدرة على النهوض بعد كل ضربة.  أعشق الحديث عن غزة لأنها تمثل لي رمزًا لمفهوم الصبر والمقاومة. في غزة، رغم الحصار والمعاناة اليومية، تجد في عيون الناس نورًا لا ينطفئ، وإرادة لا تتزعزع. هي ليست مجرد قطعة من الأرض على الخريطة، بل هي قلب ينبض بالحياة رغم كل ما يحيط به. ما يميز غزة عن غيرها هو روحها. هناك في شوارعها، بين أزقتها وأسواقها، تجد أناسًا يضحكون رغم الحروب، ويبكون رغم الآلام، ولكنهم لا يتوقفون عن المحاولة، لا يتوقفون عن الحياة. الحياة في غزة ليست خالية من الفجوات والأزمات، لكن تجد في كل زاوية أملًا جديدًا، وتجد الشباب والكبار يعملون معًا في محاولة لإعادة بناء ما تم هدمه، لا يكتفون بالشكوى بل يسعون للتغيير. غزة تعلمنا الكثير عن القوة الداخلية، عن حب الوطن، وعن قوة الوحدة في مواجهة الصعاب. هذا المكان، رغم ما يمر به من أوقات صعبة، لا يتوقف عن العطاء. غزة ليست مجرد أرض، هي رمز للأمل، للأمة التي ل...

في قلب القصف.. رسالة من غزة

Image
من تحت سقف خيمتي التي أصبحت ملاذي الوحيد منذ أن دُمرت بيتي، أكتب هذه الكلمات، لعلها تصل إلى من يستطيع أن يشعر بما يحدث هنا، أو يفهم حجم الألم الذي نعيشه كل يوم. نحن في غزة لا نعرف طعم النوم منذ أن بدأ القصف، ولا نعرف متى ينتهي هذا الجحيم.   كل شيء تغير في حياتنا. البيوت التي كنا نحتمي بها صارت ركامًا، الشوارع التي كنا نلعب فيها أصبحت ممرات للخوف والدمار. الأصوات التي كانت تملأ ليالينا ضحكًا وفرحًا، صارت الآن أصوات صواريخ وانفجارات.   الألم أكبر من أن يُكتب لم يعد هناك مكان آمن. القصف لا يفرق بين بيت ومدرسة، بين مستشفى ومخبز. الخوف يرافقنا في كل خطوة. أعين الأطفال هنا تحكي قصصًا لا يمكن أن تروى، مزيجًا من الذهول والرعب والحزن الذي لا يرحم أعمارهم الصغيرة.   أجلس بجوار أمي وأبي، أحاول أن أطمئنهم بأننا سنكون بخير، رغم أنني لا أصدق كلماتي. نسمع أصوات الطائرات فوق رؤوسنا، نعد الثواني حتى نسمع صوت الانفجار، وندعو أن يكون بعيدًا عنا هذه المرة.   لكن الانتظار في غزة يختلف. نحن لا ننتظر العيد أو المناسبات السعيدة، بل ننتظر نهاية العدوان، أو ربما ننتظر الموت، لأننا نعلم أن الق...

تطورات أحداث غزة: الوضع الحالي والتحديات الإنسانية

شهدت غزة في السنوات الأخيرة تطورات متسارعة ومعقدة على المستويين العسكري والسياسي، مع تزايد التوترات والصراعات في المنطقة، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية للسكان. منذ بداية عام 2024، دخلت غزة في مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، وتواصلت عمليات القصف والاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، في وقت حساس يتداخل فيه الواقع العسكري مع الأبعاد السياسية والإنسانية. التصعيد العسكري وتداعياته تواصلت الحروب المتقطعة بين فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، وبين الجيش الإسرائيلي. الأحداث الأخيرة شهدت تصعيدًا ملحوظًا في القصف المتبادل، حيث أطلق الفلسطينيون صواريخ من غزة على المدن الإسرائيلية، بينما رد الجيش الإسرائيلي بغارات جوية وصواريخ تستهدف مواقع في القطاع. التصعيد الأخير جاء بعد فترة من الهدوء النسبي الذي شهدته المنطقة، ولكنه سرعان ما تحول إلى جولة جديدة من العنف إثر سلسلة من الأحداث العسكرية والاعتقالات المتبادلة بين الجانبين. هذا التوتر المستمر بين فصائل المقاومة والقوات الإسرائيلية يعكس واقعًا معقدًا من العنف المستمر الذي يخلق دائرة من التصعيد المستمر. ...

غزة في قلب الحرب: رحلة معاناة فتاة تبحث عن الأمل

أنا فتاة من غزة، وأعيش في مدينة سُلب منها السلام، وتهدم فيها البيوت، ويُهدم فيها كل شيء ما عدا الأحلام. منذ أن كنت طفلة، كانت الحرب بالنسبة لي شيئًا مستمرًا، ضيفًا ثقيلًا لا يغادر حياتنا، يرافقنا في كل خطوة، ويجعل من يومنا معركة جديدة.  لكن رغم هذا الواقع، كانت هناك لحظات أمل. كانت والدتي دائمًا تقول لي: "النجاة ليست فقط في البقاء على قيد الحياة، بل في أن تظل لديك القدرة على الحلم." ولكن كيف يمكن أن تحلم فتاة في غزة؟ كيف يمكن أن ترى الحياة جميلة وسط الدمار والحصار؟   في هذه اللحظات، ما أحتاجه ليس فقط الطعام أو الماء. ما أحتاجه حقًا هو الأمان، ذلك الشعور الذي سرقته الحروب من أطفالنا. ما أحتاجه هو النوم بسلام دون أن أستيقظ على صوت القصف أو انهيار منزل جيراني. أحتاج إلى رؤية السماء الصافية مرة أخرى، لا تلك السماء التي تغطيها الغيوم السامة من دخان الحروب. أنا شابة في العشرينات من عمري، ولكنني عشت أكثر من عمرٍ بكثير. على الرغم من ذلك، ما زلت أتمسك بالحياة بكل قوتي. أحتاج إلى دعم نفسي، إلى أن أجد من يطبطب على قلبي المنهك، من يرفعني في ظل هذه العتمة. نحن نعيش في "حالة طوارئ...

من قلب خيمة النزوح: صوت فتاة من غزة تحكي عن الحرب وتداعياتها

Image
في غزة، نحن لا نحلم بالكثير، فقط حياة عادية كبقية البشر. لكن يبدو أن حتى هذا الحلم البسيط صار مستحيلًا وسط هذه الحرب المستعرة التي لا تنتهي. أنا فتاة من غزة، عمري 17 عامًا، أعيش اليوم في خيمة نزوح بعدما فقدت منزلي، مثل آلاف العائلات التي أصبحت بلا مأوى.  مشاهد يومية من الألم أستيقظ كل يوم على أصوات الانفجارات، وأتساءل: هل سأرى يومًا تعود فيه هذه الأرض إلى السلام؟ أم أن الحرب ستظل قدرنا المحتوم؟   المدارس أغلقت، المستشفيات مكتظة، والأحياء التي كنت أعرفها جيدًا صارت حطامًا. حتى أصدقائي... بعضهم رحل، والبقية أصبحوا أشباحًا تمشي بين الأنقاض.   الحياة داخل الخيمة الخيمة التي أصبحت ملجأنا تفتقر لكل شيء: لا مياه، لا كهرباء، ولا خصوصية. والبرد يلتهم أجسادنا ليلاً، خاصة أطفال العائلة الذين لا يملكون سوى بطانيات ممزقة لتدفئتهم.   ومع ذلك، نحاول أن نخلق حياة داخل هذا الخراب. أحيانًا نجلس لنروي ذكرياتنا عن غزة الجميلة، عن الأوقات التي كنا نضحك فيها بلا قلق. لكن تلك الذكريات تبدو وكأنها من حياة شخص آخر، ليست حياتي.   عن الغد والخوف أكبر مخاوفي الآن هو المستقبل. كيف سأكمل تعل...

تطورات الهدنة في غزة: حلم فتاة في الخيمة بالعودة إلى البيت

Image
أنا فتاة من غزة، أعيش الآن في خيمة. أقول ذلك وأحاول أن أعتاد على الفكرة، لكن الحقيقة أن الخيمة ليست بيتًا، ولا يمكن أن تكون. قبل الحرب، كنا نعيش في بيت صغير، مليء بالدفء والذكريات. الآن، أصبحت السماء سقفًا لنا، والجدران التي كانت تحمينا أصبحت مجرد خطوط في ذاكرتي.   عندما سمعت عن الهدنة، لم أصدق في البداية. كل مرة تُعلن فيها هدنة، نعيش بين الأمل والخوف. لكن هذه المرة، شعرت بشيء مختلف. ربما لأنني لم أعد أملك شيئًا أخسره، أو ربما لأن قلبي لا يزال متمسكًا بحلم العودة إلى البيت.   في الخيمة، الحياة صعبة. ننام على الأرض، ونحتمي بغطاء خفيف لا يقي برد الليل. عندما تهب الرياح، أسمع أصواتها وكأنها تذكرنا بأننا بلا مأوى. لكن فكرة الهدنة تعني لي الكثير. تعني أن الحياة قد تهدأ قليلًا، وأنني قد أتمكن من زيارة بيتنا القديم، حتى لو كان مدمّرًا.   أشتاق إلى كل شيء في بيتنا. إلى زاوية غرفتي حيث كنت أقرأ كتبي المفضلة، وإلى رائحة الطعام التي كانت تملأ المطبخ. أتذكر صوت أبي وهو يفتح الباب، وأمي وهي تنادي علينا لتناول العشاء. هذه التفاصيل البسيطة التي كانت يومًا عادية أصبحت الآن كنزًا من الذكر...

أمس في بيت لاهيا: مشهد النزوح الذي لا يغيب عن الذاكرة

Image
أمس، وبينما كان العالم يعيش يومه المعتاد، كنا نحن في بيت لاهيا نعيش لحظات لا تُنسى، ولكنها ليست لحظات سعيدة. كانت السماء تمطر أصوات الانفجارات، والجدران ترتجف كأنها تشعر بالخوف مثلنا. لم يكن هناك وقت لالتقاط الأنفاس أو حتى التفكير، فقط الهرب.    بيت لاهيا تحت النار   لم يكن هذا أول يوم نسمع فيه أصوات القصف، ولكن أمس كان مختلفًا. القصف لم يترك زاوية واحدة في بيت لاهيا دون أن يلمسها. كنا نجمع ما نستطيع حمله من أغراض، وأنا أبحث عن دميتي الصغيرة التي لم أستطع تركها خلفي. رأيت وجوه أهلي تتغير، أبي الذي دائمًا ما كان يبدو قويًا، كانت عينيه تقول شيئًا مختلفًا هذه المرة. أمي، كانت تحاول تهدئتي، لكنها لم تستطع إخفاء ارتجاف يديها.    الطريق إلى المجهول عندما خرجنا من المنزل، لم أصدق ما رأيت. شوارع بيت لاهيا التي كانت مليئة بالحياة، تحولت إلى مشهد من الدمار. الناس كانوا يسيرون في صمت مطبق، كأن الألم قد سرق كلماتهم.   أمسك أبي بيدي وقال: "علينا أن نكون أقوياء." ولكن كيف يمكن لطفلة أن تكون قوية وهي ترى كل ما تحبه يُسلب منها؟   حكايات النزوح في طريقنا، سمعت أصوات بك...

5 سيارات إسعاف من الفارس الشهم شعاع أمل في ظلام غزة

Image
وسط الدمار والألم الذي تخلفه الحرب في غزة، تأتي بعض المبادرات الإنسانية كأنها شريان حياة يعيد الأمل لأهالي هذا القطاع المنكوب. واحدة من تلك المبادرات التي أثارت إعجابي هي مبادرة " الفارس الشهم" ، التي أطلقتها أيادٍ كريمة لتوفير خمس سيارات إسعاف جديدة لدعم القطاع الطبي والصحي في غزة.   سيارات الإسعاف أكثر من مجرد مركبات قد يبدو توفير سيارات إسعاف وكأنه أمر عادي في ظروف طبيعية، لكن في غزة، حيث الأوضاع تتسم بالحصار والدمار المستمر، هذه السيارات تصبح أداة إنقاذ حقيقية. إنها ليست مجرد وسيلة نقل، بل هي رمز للحياة، تتحرك بسرعة بين الركام والطرقات المدمرة لنقل الجرحى والمصابين إلى المستشفيات، التي تعاني هي الأخرى من نقص حاد في الموارد.   ما يجعل مبادرة الفارس الشهم مميزة هو توقيتها وهدفها الإنساني النبيل. في ظل الحرب، عندما يفقد الناس الأمل في المساعدة، تأتي هذه السيارات كرسالة تقول: "لن نترككم وحدكم." السيارات الخمس ليست مجرد معدات، بل هي خمس فرص جديدة للنجاة، خمس أيدي تمد للأهالي في لحظات الخطر، وخمس شعارات للصمود رغم كل شيء.   الحرب في غزة ليست فقط على الأرض، بل هي أيضًا...

غزة: صوت فتاة تحكي معاناة الحرب

Image
اسمي رنيم، أبلغ من العمر 26 عامًا، وأعيش في غزة في كل مرة أفتح عيني صباحًا، أتساءل: هل سأظل على قيد الحياة حتى نهاية اليوم؟ صوت الطائرات في السماء أصبح جزءًا من حياتي، وصدى الانفجارات خلف النوافذ هو الواقع الذي اعتدت عليه.   الحياة تحت القصف الحرب ليست مجرد أخبار على الشاشات؛ إنها عالم كامل من الخوف والدمار. عندما تدوي الانفجارات، أحتضن أختي الصغيرة لنشعر بالأمان، بينما تهتز جدران منزلنا. لا أستطيع أن أصف لكم كيف يُصبح النوم حلمًا مستحيلًا، وكيف يتحول الحلم البسيط باللعب في الخارج إلى رفاهية لا نملكها.   ماذا تعني الحرب؟ الحرب تعني أنني لا أذهب إلى مدرستي بشكل منتظم. تعني أن أصدقائي الذين كنت ألعب معهم قبل شهور قد لا يكونون هنا اليوم. تعني أن الطعام الذي كنا نعتبره حقًا أصبح شحيحًا. والماء؟ ننتظر ساعات طويلة للحصول على القليل منه.   أحلام صغيرة تكافح للبقاء لكن رغم كل شيء، لا زلت أحلم. أحلم بأن أدرس، أن أصبح طبيبة، ربما كاتبة، وأروي للعالم كيف نجونا. أحلم بغدٍ لا تكون فيه أصوات القنابل مألوفة، ولا تصبح السماء علامة على الخطر.   رسالتي إلى العالم   أنا مجرد فتاة ...

المجاعة في غزة: وجوه الجوع في زمن الحصار

Image
عندما تسمع كلمة "مجاعة"، قد يتبادر إلى ذهنك صورًا من كتب التاريخ أو دول بعيدة تعاني من الكوارث الطبيعية. لكن في غزة، المجاعة هي واقع يومي يعيشه أكثر من مليوني إنسان، ليس بسبب الطبيعة، بل بسبب الحصار والحرب والدمار المتكرر. هذه المأساة ليست مجرد أرقام أو عناوين في الأخبار؛ إنها قصص حقيقية لناس يحاولون البقاء على قيد الحياة بأقل القليل.   غزة تعاني من حصار خانق منذ أكثر من 17 عامًا، أثّر على كل جوانب الحياة. الإمدادات الغذائية نادرة، والأسعار مرتفعة بشكل لا يمكن تحمله لمعظم السكان. الإحصائيات تقول إن 70% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الغذائية. لكن حتى هذه المساعدات لم تعد تكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مما يجعل فكرة الطعام حلمًا بعيد المنال للكثير من العائلات.   أكثر ما يدمي القلب هو مشهد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. تقارير المنظمات الدولية تشير إلى ارتفاع معدلات نقص النمو والهزال بين أطفال غزة. هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد ضحايا للجوع، بل يفقدون فرصهم في التعليم والصحة والحياة الكريمة. كيف يمكن لطفل أن يحلم بمستقبل مشرق وهو لا يعرف إن كان سيحصل على وجبته القادمة؟ ...

تطورات الهدنة في غزة: أمل وسط الركام

Image
بين صوت القذائف وصراخ الأطفال، جاءت كلمة "هدنة" كنسمة هواء لعائلة أرهقتها الحرب. كلما قرأت الأخبار عن تطورات الهدنة في غزة، أجد نفسي مشدودًا بين الأمل والقلق. هل ستكون هذه الهدنة فرصة حقيقية للسلام، أم مجرد توقف مؤقت لجولة جديدة من المعاناة؟ عندما تبدأ الأطراف المتنازعة الحديث عن هدنة، هناك دائمًا شعور مزدوج. من ناحية، هو أمل بأن أصوات المدافع ستتوقف أخيرًا، وبأن العائلات ستتمكن من النوم ليلًا دون خوف. ومن ناحية أخرى، هناك الخوف من أن هذه الهدنة قد تكون هشة، تتلاشى أمام أول خلاف.  ما يشدني أكثر هو المشهد الإنساني. صور الأطفال الذين يلهون للمرة الأولى منذ أيام، والآباء الذين يحاولون لملمة ما تبقى من منازلهم، والأمهات اللاتي يتطلعن إلى مستقبل أكثر أمانًا. في غزة، الحياة تُستأنف بسرعة مذهلة بعد كل توقف للقتال. كأن الناس هناك يعرفون أن عليهم اغتنام كل لحظة قبل أن يعود الخطر. لكن الهدنة ليست حلاً دائمًا. التحديات على الأرض كثيرة: إعادة الإعمار، توفير الغذاء والماء، دعم المستشفيات التي تعمل بأقل الإمكانيات. كل هذا يتطلب جهدًا دوليًا حقيقيًا، وليس مجرد كلمات على الورق.  أسأل نفسي دا...